الرباط - الدار البيضاء اليوم
يعد كنيس بن دنان بحي الملاح بمدينة فاس، واحدًا من أقدم المعابد اليهودية بالمغرب وشمال إفريقيا، إنه كنيس ابن دنان، أو بيعة ابن دنان، كنيس يعود تاريخ بنائه إلى القرن الـ17 الميلادي.خضع الكنيس لعملية إصلاح وترميم واسعة قبل إعادة افتتاحه رسميا سنة 1999 كمتحف في وجه العموم، وإعلانه من قبل وزارة الثقافة المغربية سنة 2002 معلمة تاريخية.معلمة دينية عبرية شاهدة على تاريخ اليهود وثقافتهم بمدينة فاس، وتحفة معمارية يزين أرضيتها الزليج الساطع المصفوف بشكل متعرج، ذو اللونين الأخضر والأبيض، كما تؤثثها مصابيح الزيت والمقاعد الخشبية التي تعلوها الأعلام المطرزة المبسوطة على الجدران المزينة بالبلاط المزخرف، والصور الموثقة لتاريخ يهود مغاربة من مناطق شتى.أوضحت فاطمة الزهراء المجدوبي، المسؤولة عن بيعة ابن دنان، في تصريحات إعلامية، إن والدها كان يتكفل بشؤون كنيس ابن دنان وصلاة الفاسيين قبل أن يخلفه أبناؤه في هذه المهمة.
وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن هذا الكنيس أصبح، بعد إعادة افتتاحه كمتحف، يزوره اليهود من إسرائيل ومن كل أنحاء العالم، خصوصا اليهود الذين تعود أصولهم إلى حي الملاح بفاس.وأبرزت المجدوبي أن غرف الكنيس الموجودة في الطابق الأرضي كانت مخصصة للرجال لتأدية الصلاة، بينما تلك الموجودة في الطابق العلوي كانت مخصصة لصلاة النساء، مشيرة إلى أن شعائر العقيدة اليهودية كانت تمارس داخل بيعة ابن دنان على طريقة اليهود الذين طردوا من الأندلس.وأضافت المسؤولة عن بيعة ابن دنان، قائلة: “هذا المكان كان مخصصا لوقوف الحاخام، وفيه يقرأ كتاب التوراة الذي لا يفتح إلا بحضور 10 رجال من اليهود، وهذه النسخة من الكتاب المقدس العبري تعود إلى القرن الـ17، وهي مخطوطة على جلد الغزال لكي تصمد لمدة طويلة ولا تتعرض للتلف”.المتحدثة ذاتها، أكدت أن زائر هذا الصرح يمكنه أن يكتشف من خلاله مغسل العروس الذي يوجد أسفل البناية، مشيرة إلى أن له مدخلا سريا، وكان يخصص لاغتسال العروس، قبل زفها لعريسها، باستعمال ماء المطر.
“يأتي اليهود، من أصول مغربية وأجانب، لزيارة المعبد من جميع أنحاء العالم. كما أن البناية مفتوحة في وجه السياح، وكذلك الطلاب والتلاميذ المغاربة الذين يرغبون في اكتشاف الثقافة اليهودية وتاريخ اليهود بمدينة فاس”، توضح القائمة على كنيس ابن دنان.وأضافت المجدوبي أن الزوار من اليهود، الذين تعود أصولهم إلى حي الملاح بمدينة فاس، يشعرون بالفخر والاعتزاز لترميم كنيسهم الذي من خلاله يتذكرون جذورهم، مشيرة إلى أن سعادتهم لا تكتمل إلا بزيارتهم للبيوت التي شكلت مسقط رأسهم، أو تلك التي عاش فيها آباؤهم وأجدادهم، حيث يستقبلهم فيها ساكنوها الحاليون، من المغاربة المسلمين، بالزغاريد والترحاب.“لقد كان والدي يؤكد لي دائما على مظاهر التعايش التي طبعت، على الدوام، العلاقة بين المسلمين واليهود بحي الملاح بمدينة فاس، واحترام كل طرف لمعتقدات وتقاليد الآخر، وهذا دليل على ثراء ثقافة بلدنا”، تؤكد فاطمة الزهراء المجدوبي، المسؤولة عن بيعة ابن دنان.
قد يهمك ايضا