الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
الروائي المصري أحمد ناجي

القاهرة ـ سعيد فرماوي

أكّد الروائي المصري أحمد ناجي، أنّه يشعر بالفخر، لأنه في آخر صفوف المحبوسين عالميًا بسبب الأدب، موضحًا : "عانى جيمس جويس من نفس المشكلة لكتابته كلمات خادشة، ويبدو أنه دخل معركة قانونية ضخمة في الثلاثينات والأربعينات، ودعنا لا ننسى أن هذا على غرار كيرواك وغينسرغ".

وأضاف: "الأمر حول كلمات دارجة في الشوارع ثم يصبح لها معنًا آخر عندما نستخدمها في إطار أدبي. كيف أعرف هذا كله ولا استخدم هذه اللغة في كتاباتي؟". ولا يعتبر ناجي أول روائي مصري يدخل السجن بسبب كتاباته، لكنه الأول الذي يُسجن لأسباب أخلاقية.

ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الخميس، تقريرًا يتناول قضية الروائي المصري، أحمد ناجي، صاحب الرواية المثيرة للجدل "استخدام الحياة" والتي يقضي بسببها في السجن حكمًا لمدة عاميين، لأن الرواية "خادشة للحياء العام".

وتحدثت الروائية الأميركية زادي سميث، في مقالها على موقع "نيويورك ريفيو أوف بوكس" عن الروائي المصري أحمد ناجي، قائلًا: سمعت باسم أحمد ناجي لأول مرة في مأدبة عشاء نظمتها جمعية "الشعراء وكاتبي المقالات والروائيين" PEN في الربيع الماضي. ورفعت عيناي من على طبق الحلوى، لأرى صورة كبيرة لشاب مصري، أقرب للوسامة، ذو مظهر فاسق قليلًا، يحمل شاربًا شبيه بشارب بيرت رينولدز، ويرتدي قميص "نهرو" الفاخر، وعلى وجهه شبه ابتسامة تشير إلى شخص مسلّ ويتسلّى بسهولة. علمت بأنه في الثلاثين فقط من عمره، وكتب رواية باسم "استخدام الحياة"، وبسببها يقضي في السجن حكمًا لمدة عامين".

وذكر التقرير، أنه من الصعب عمل مقارنة بين أسلوب ناجي الكتابي غير التقليدي، وبين شخصيته الهادئة الرقيقة. فرواية "استخدام الحياة" هي رواية مثقلة بالفلسفة الوجودية والخيال والنقد الاجتماعي، وهي تحكي عن الشاب باسم الذي يعيش في "قاهرة موازية" يصورها ناجي بأنها مدينة عشوائية نشأت من سلسلة من الكوارث الطبيعية لهزات والزلازل أصبح تُعرف بعد ذلك بـ "الزلزال العظيم" الذي نتج عنه تهدم نصف المدينة، ثم سلسلة من التشققات الأرضية ابتلعت شوارع كاملة، وأصابت مجرى نهر النيل بتحورات مفزعة، الأمر الذي نتج عنه اختفاء جزر كاملة. إلا إن الرواية غنية بالمواد الإباحية والاستمناء و"الفيتشية" الجنسية، بيد أن أفكار وآراء باسم تحررية للغاية، فهو يمارس الجنس مع سيدة كبيرة وله أصدقاء متحولين جنسيًا، ويعاقر الخمر والمواد المخدرة.

ويوضح ناجي صاحب الـ31 عامًا: "الجنس والمواد المخدرة جزآن لا يتجزآن من القاهرة"، مشددًا على أن الرواية لا تدور حول ذلك الأمر فقط، فهي تعطي لمحة عن "تاريخ المدينة وعن تاريخ بنائها"، وتقدم دراسة عن صراع الناس في "متاهة درامية" للحصول على "شذرات تافهة من السعادة".

ودخل ناجي، أتون المعارك القانونية في 2015، عندما نشرت مجلة "أخبار الأدب" أحد فصول الرواية، وهو الأمر الذي مر مرور الكرام حتى قرأ المواطن هاني صالح توفيق المقال المنشور في الجريدة المتخصصة، ليحدث له اضطراب في ضربات القلب، وإعياء شديد وانخفاض حاد في الضغط، على خلفية قراءة ما وصفه بـ"الموضوع الخادش للحياء"، ليقرر تقديم بلاغ ضد كل من الكاتب أحمد ناجى، ليواجه اتهامًا بخدش الحياء. وفي يناير/كانون الثاني حصل ناجي على حكم بالبراءة من تهمة خدش الحياء العام، إلا أن النيابة قامت بالاستئناف على الحكم، ليصدر حكم محكمة الاستئناف بحبس الكاتب سنتين، وتغريم رئيس تحرير أخبار الأدب طارق الطاهر 10 آلاف جنيه، موقعًا بذلك أقصى عقوبة على الكاتب.

ويصف محامي الروائي المصري، محمود عثمان، حكم المحكمة بأنه "فوضوي" و"غير مسبوق"، قائلًا: "لم تلقى المحكمة بالاً بدفاعنا ولم تناقشه بل ورفضت الاستماع إلى الشاهد الرئيسي وهو رئيس المؤسسة العامة للكتاب. ولم تتوان المحكمة عن إصدار الحكم بسرعة غريبة في أقل من ساعة، دون إعلان هذا الحكم للحضور. وأنا أرى أن هذا الحكم له دوافع أمنية واضحة". وفي 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تم إخلاء سبيل ناجي، بعد سجنه لما يقرب عام، حيث قضت محكمة النقض بقبول الطعن المقدم من دفاع ناجي وأوقفت حكم حبسه. والآن وبعد أن خرج، لا يرغب ناجي في الحديث عن الفترة التي قضاها في السجن، بغض النظر عن قوله إن "السجن ما هو إلا سجن"، مضيفًا أنه قد أثر سلبًا على صحته وأن رفيقه في الزنزانة كان الثوري البارز علاء عبد الفتاح، والذي خاض معه مناقشات أدبية عديدة. ومع ذلك فهو يفتخر بأنه في أخر صفوف المحبوسين عالميًا بسبب الأدب، حيث يقول: "عانى جيمس جويس من نفس المشكلة لكتابته كلمات خادشة، ويبدو أنه دخل معركة قانونية ضخمة في الثلاثينات والأربعينات، ودعنا لا ننسى أن هذا على غرار كيرواك وغينسرغ".

وأضاف: "الأمر حول كلمات دارجة في الشوارع ثم يصبح لها معنًا آخر عندما نستخدمها في إطار أدبي. كيف أعرف هذا كله ولا استخدم هذه اللغة في كتاباتي؟". ولا يعتبر ناجي أول روائي مصري يدخل السجن بسبب كتاباته، لكنه الأول الذي يُسجن لأسباب أخلاقية، أما الآخرون فلأسباب دينية أو سياسية، مثل الروائي والقاص صنع الله إبراهيم أحد رموز جيل الستينات، والذي دخل السجن منذ 1959 حتى 1964، إبان حملة المعارضة الشنعاء التي شنها الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر.

ويعد صنع الله أحد الأصوات الداعمة للروائي الشاب ناجي، ذلك أنه كان من أبرز الوجوه التي حضرت للدفاع عن ناجي في المحكمة. وبلغت عدد الشخصيات المؤيدة له حوالي 600 شخصية من أدباء وفنانين وكتاب عرب ومصريين، حيث وقعوا على بيان جماعي يطالب بالإفراج عن ناجي، الذي جذبت قضيته انتباهًا شديدًا. وعلى رأس هؤلاء الشخصيات، الفنان الأميركي الشهير وودي آلان، والمغنية الأميركية باتي سميث، والروائي الأميركي ديف إيغرز، وفيلي روث والروائية زادي سميث.
 

 

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

الكاتبة الفرنسية آني إرنو تفوز بجائزة نوبل للأدب لعام…
لجنة تتفقد موقع "واخير" الأثري في زاكورة المغربية
رحيل الشاعر اللبناني الكبير محمد علي شمس الدين "أميرال…
تنظيم القاعدة يُصدر كتاباً حول التخطيط لهجمات 11 أيلول/سبتمبر
الأوقاف المغربية تُخصص 397 مليون درهم لبناء مساجد في…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة