الرئيسية » في الأخبار أيضا
سيول جارفة

الرباط - الدار البيضاء اليوم

 حبَست مدينتي تطوان ومرتيل، يومي الإثنين والثلاثاء المنصرمين، أنفاسهما على وقع أمطار غزيرة لم تتوقف لساعات طويلة، مسببة فيضانات وسيولا خلفت خسائر مادية في البنية التحتية والممتلكات الخاصة للسكان، دون أن تسفر عن سقوط ضحايا. وعاش سكان مجموعة من الأحياء في المدينتين، لحظات رعب ومشاهد مفزعة بعدما غمرت المياه عدة منازل وحاصرت أخرى، فيما تمكن شبان متطوعون من إنقاذ عائلات حاصرتها الفيضانات داخل منازلها، خاصة بحومة “البير” و”عيساوة” بتطوان. و خلال جولة  في الأحياء والمناطق المتضررة من الفيضانات، فإن المياه غمرت بشكل كامل الطوابق السفلى لبعض البنايات السكنية، كما تضررت محلات تجارية وسيارات غمرتها المياه في أماكن متفرقة.

وبحسب مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، فإن مقاييس التساقطات المطرية المسجلة من الساعة السادسة صباح الإثنين إلى الساعة السادسة صباح الثلاثاء، بلغت 59 ملم، كما أن المقاييس المسجلة من السادسة صباح الثلاثاء إلى السادسة صباح الأربعاء، بلغت 30 مل. وروى مواطنون لحظات الرعب التي عاشوها خلال الفيضانات، مشيرين إلى أن معظم سكان الأحياء المتضررة لم يناموا خلال ليلتي الإثنين والثلاثاء، بسبب المخاوف من غمر المياه منازلهم، موضحين أن السيول تسببت في تضرر أثاث المنازل وتلف السلع داخل المحالات التجارية.

وحمل المتحدثون المسؤولية إلى ضعف البنية التحتية بالأحياء الشعبية، إلى جانب مشروع طريق “الحزام الأخضر” المُشيد أعلى جبل درسة بتطوان، مشيرين إلى أن قطع الأشجار من أجل تشييد تلك الطريق تسبب في عدم تماسك التربة، وهو ما يؤدي إلى حدوث سيول تجرف معها الأتربة والأحجار الكبيرة. وقال المصرحون إن هذه الفيضانات لم يسبق أن عاشوها بهذا المستوى من الخطورة من قبل، إلا بعد تشييد الطريق المذكورة، مطالبين بإيجاد حلول جذرية لمنع انجراف الأتربة والحجارة مع كل تساقط للأمطار.

وعقب توقف الأمطار، أظهرت مشاهد “العمق” امتلاء بعض الأزقة والدروب في تطوان بأكوام من الأتربة والحجارة، إلى جانب شوارع رئيسية وأحياء مختلفة، كما تحولت مدينة مرتيل إلى مكان للأوحال وأكوام الأتربة التي جرفتها السيول إلى شوارع وكورنيش المدينة. وفي تصريح لـ”العمق”، روت سيدة بتطوان لحظات إنقاذها رفقة أطفالها من الموت، بعدما حاصرتهم السيول داخل منزلهم بحي “عيساوة”، مشيرة إلى أنها ظلت تصرخ إلى أن تدخل الجيران لإخراجها رفقة أطفالها من المنزل، مطالبة بتدخل المسؤولين لتعويضها عن الخسائر التي لحقت منزلها.

من جانبه، قال أحد سكان الحي لـ”العمق”، إنه لولا تدخل الجيران لكانت قد وقعت مأساة لهذه الأسرة، خاصة أن الأب كان حينها في العمل، لافتا إلى أن المنزل حاصرته مياه الفيضانات، قبل أن يتدخل شبان الحي بمعدات يدوية بسيطة لإخراج الأم وأبنائها. كما تسببت التساقطات المطرية الغزيرة في حدوث فيضانات بعدد من المناطق القروية بإقليم شفشاون، من بينهما أمتار وبوحمد وسيدي يحيى أعراب، فيما أدت الأمواج العاتية والرياح القوية إلى تحطم قوارب صيد تقليدية ومعدات صيد بوادلاو، وانهيار محلات خشبية صغيرة بشفشاون.

وتسببت السيول، أيضا، في توقف حركة المرور على الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين تطوان وشفشاون، قرب سد النخلة، يوم الإثنين المنصرم، بعدما غمرت المياه قنطرة مؤقتة أقامتها مقاولة مكلفة بمشروع تثنية الطريق، عقب هدمها للقنطرة السابقة، ما دفع مئات السيارات والحافلات إلى تغيير مسارها.وشهدت الطريق الساحلية بين تطوان والحسيمة نفس المصير على مستوى سيدي يحيى أعراب، قبل أن تتمكن السلطات المختصة من إعادة فتحها في وجه حركة المرور، خاصة أنها كانت المنفذ المتبقي لمستعملي الطريق بعد توقف حركة السير على مستوى الطريق الوطنية رقم 2.

ويواصل مختلف المتدخلون من السلطات المحلية والمجالس المنتخبة وعمال الإنعاش الوطني والشركة المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء وشركة النظافة، عمليات إزاحة الأتربة والأحجار المتراكمة بتطوان ومرتيل، وتنظيف الشوارع والأحياء من مخلفات الفيضانات. وأعادت هذه الفيضانات إلى الأذهان سيناريو العام الماضي حين عاشت تطوان واحدة من أسوء الفضيانات في تاريخها، حيث شهدت المدينة شهر مارس 2021، حدوث فيضانات وسيول خلفت خسائر مادية كبيرة بمختلف أحياء وشوارع المدينة.

وغمرت المياه، حينها، عددا من المنازل والمحلات والمقاهي والمدارس وأقبية المباني، كما جرفت مجموعة من السيارات وتسببت في انهيارات جزئية لأسوار مؤسسات عمومية وتصدعات في المنازل، فيما نجى عدد من المواطنين من الموت بعدما جرفتهم السيول. ووفق المعطيات الرسمية التي أعلنت عنها عمالة تطوان حينها، فإن میاه الأمطار تسربت إلى ما یناھز 275 منزلا بمجموعة من أحیاء المدینة، فیما جرفت التدفقات الفیضانیة 11 سیارة خفیفة، دون أن تخلف أي إصابات بشریة.

قد يهمك ايضًا:

تطوان تسجل أعلى نسبة تساقطات مطرية خلال 24 ساعة الماضية

القرض الفلاحي في المغرب يُخصص 6 مليارات درهم لمساعدة الفلاحين المتضررين جراء الجفاف

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

سانشيز يرد على رسالة المغرب إلى الأمم المتحدة حول…
وزير الداخلية الإسباني يؤكد أن المغرب شريك مُخلص نقيم…
البحرين تُجدد موقفها “الثابت” الداعم للوحدة الترابية للمغرب
البرلمان المغربي يٌطالب بـ"اللباس الوطني" أمام الملك
عقد برنامج جديد بين الدولة والصندوق المغربي للتقاعد

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة