الرباط - الدار البيضاء
تعيش العديد من الأسر المغربية التي يتابع أبناؤها دراستهم في الديار الأوروبية، خصوصا فرنسا، حالة من الهلع والخوف عليهم بسبب الوضع الذي بات يعيشه هذا البلد في ظل انتشار "فيروس كورونا" المستجد.وتتخوف الأسر المغربية على مصير فلذات كبدها التي باتت تعيش وضعا استثنائيا بسبب الشروط الصارمة التي فرضتها السلطات الفرنسية على المواطنين، تفاديا لإصابة الكثيرين بهذه "الجائحة" التي تجتاح معظم دول العالم.وتتابع عدد من الأسر المغربية بقلق كبير الوضع الصحي في فرنسا، خوفا على أبنائها الموجودين تحت الحجر الصحي الذي فرضته السلطات؛ فيما آخرون يتصلون بشكل مستمر بهم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.وإلى جانب المخاوف من تداعيات "فيروس كورونا"، فإن الجانب المادي حاضر لدى الأسر المغربية، التي عملت على تحويل مبالغ كثيرة في هذه الفترة إلى أبنائها الذين يتابعون الدراسة من أجل تأمين حاجياتهم في ظل اتخاذ السلطات الحجر الصحي.وعبر الطالب أحمد، الذي يتابع دراسته بإحدى كليات ليل الفرنسية، عن انشغال كبير لأسرته بالتطورات المتعلقة بالفيروس، مبرزا أنه منذ الإعلان عن إجراءات الحجر الصحي بفرنسا وتوقيف الدراسة الحضورية كانت أسرته مضطرة لإمداده بمبالغ مالية متتالية لتأمين حاجياته الاستهلاكية في ظل وضعية يجهل توقيت انتهائها.وتحدث الطالب، في تصريح، عن كون توقيف الدراسة في وقت شارفت السنة على الانتهاء من شأنه أن يعمق التزامات الأسرة المادية اتجاهه، خصوصا في حال الإعلان عن سنة بيضاء، مبرزا في هذا السياق أنه ملتزم بكراء واجب شقة يتجاوز ثمنها أربعة آلاف درهم مغربية، إلى جانب الهاتف والأنترنت، وهي مصاريف تؤمنها له أسرته.وفِي سياق آخر، تطرق زميل له، يتابع دراسته في السنة الأخيرة، عن رسوم التسجيل بالمعاهد والكليات الفرنسية التي ارتفعت بشكل ملحوظ، وفِي حال إقرار سنة بيضاء قد يجد نفسه مضطرا لدفعها وهو ما سيثقل كاهل أسرته.طالبة أخرى من ضواحي باريس أكدت أنه على الرغم من استئناف الدراسة في الأيام المقبلة وزوال خطر "كورونا" ستكون للتداعيات الاقتصادية لهذا الخطر انعكاسات على المعيش اليومي للمواطن الفرنسي بالأحرى للمهاجر؛ وهو ما ستؤدي ثمنه الأسر المغربية التي تنفق على أبنائها من أجل متابعة دراستهم.
وقد يهمك أيضا :
مؤسسة المتاحف تقرّب الفنون من المغاربة خلال "الحَجْر الصحي"
فيروس "كورونا" المستجد ينقذ الفنانة دنيا بطمة من الحبس