الرئيسية » آخر أخبار المرأة
آلاف الأطفال في شوارع الكونغو

واشنطن -رولا عيسى

يعقد قسٌ كاثوليكي، جلسات طرد أرواح من أجساد الأطفال يوميًا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يؤمن الناس بالسحر والأرواح الشريرة، وتطرد الأرواح عن طريق الضغط على مقل عيون الأطفال ودفع إبهام القس في أنوفهم الصغيرة، بزعم أن تلك الممارسات لطرد الأرواح الشريرة.

 وكشفت صحيفة بريطانية عن طقوس جلسات القس وهي عبارة عن خلط الماء المقدس مع زيت الزيتون ودفعه بعنف إلى معدة طفلة عمرها عامين ونصف، والتي تنفجر في البكاء والتلوي لتحرير نفسها ولكن والدتها تحملها بحزم.

 وتم إنقاذ الطفلة أنجيل وجريس وطفل آخر عمره 11 شهرًا في نفس اليوم، حيث تم طرد الشيطان من أجسادهم وهم الآن آمنون في منازلهم، لكن عشرات الآلاف من الأطفال الآخرين في هذا البلد المضطرب في وسط أفريقيا قد وصفوا بالأطفال السحرة، حيث تطردهم أسرهم في الشوارع، ليعيشوا حياة العوز والعنف وسوء المعاملة.

 وخاضت الصحيفة، في هذا العالم المخيف والغامض في قلب القارة الأفريقية، وصفته باسم "قلب الظلام"، كجزء من سلسلة دراسة التحديات التي تواجه الأمم المتحدة في محاولة لمساعدة هؤلاء الأطفال.

 وتحدث الأب ألكسي كاتزيوتا مونجالا في الكنيسة الكاثوليكية جالكيان في العاصمة كينشاسا، عن إخراج الشيطان من أجساد الأطفال وكأنه واقع لا يقبل النقاش، إذ أن طرد الأرواح الشريرة أحد الطقوس اليومية التي تحدث في كنيسته.

 وذكر الأب ألكسين أن "هؤلاء السحرة يأكلون اللحم البشري ويشربون الدم البشري، فإذا كان هذا من عمل الشيطان فإنه يقتل الحب في الطفل ويملأه الكراهية مما يجعله يأكل والده ويحارب أخيه". ويضيف: "السحر هو جزء من تقاليدنا، بل هو جزء من الثقافة الكونغولية"، و"الأطفال يمكن أن يصابوا بالشعوذة، ولكننا نقوم بطرد الأرواح الشريرة لمساعدة الأطفال على العثور على أسرهم مرة أخرى"، وأولئك الذين لا يمكن إنقاذهم يهملون في الشوارع في ظروف سيئة، حيث يعيشون في أماكن قذرة وينبذون من المجتمع وزملائهم.

 وكشفت الصحيفة أن هناك حوالي 50 ألف طفل اتهموا بالسحر وتركوا ليدافعوا عن أنفسهم في الأحياء الفقيرة المترامية الأطراف حيث يعيش 20 مليون نسمة، يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة من الجريمة والدعارة والعنف.

 وتعد دوركاس، 8 سنوات، نموذجًا للأطفال السحرة الملقون في الشوارع، عثر عليها منذ خمسة أيام، جسدها سقيم ملئ بالقمل والبراغيث والقراد، وجدها عمال مكرسون لمساعدة أطفال الشوارع، واقتادوها إلى مركز الرعاية حيث أطعموها ووفروا لها السكن والدفء.

 وقال مدير دار الرعاية إنها لا تتحدث ولم تخبرهم باسمها حتى، وإنما الفتيات الأخريات دعوها دوركاس"، ومالينجلي هو طفل آخر يبلغ من العمر ست سنوات، جسده نحيل للغاية مع قروح في جميع أنحاء جسده ويعاني من سوء التغذية، إلا أنه لم يكن محظوظًا مثل دوركاس، فهو مازال يطوف الشوارع يستجدي الصدقات،  وينسب إلى هؤلاء الأطفال سلسلة من الجرائم منذ القرون الوسطى، حيث يتنصل منهم المجتمع ولا يشعرون بالانتماء إليه.

 ويتهم هؤلاء الشباب بقتل أقاربهم عن طريق تناول لحمهم وشرب دمهم في جوف الليل، إلى جانب التشاؤم منهم باعتبارهم جالبين للحظ السيء واللعنات التي تتسبب في الموت والمرض والبطالة، والحمل، والديون، نظرًا لوجود الشيطان بداخلهم، وهذه الاتهامات القاسية والتي لا أساس لها تسبب البؤس لعشرات الآلاف من الأطفال، ليس فقط في جميع أنحاء جمهورية الكونغو الديمقراطية ولكن أيضًا في أجزاء أخرى من وسط وغرب أفريقيا.

 وأظهرت دراسة لليونيسيف أن الأطفال المتهمون بالسحر يتعرضون للعنف النفسي من قبل أفراد الأسرة ودائرة أصدقائهم أولًا، ثم من رعاة الكنيسة أو المعالجين التقليديين، حيث يتم وصم هؤلاء الأطفال والتمييز ضدهم، لكن انهيار الاقتصاد في التسعينات عقب النهب الجماعي على يد الجيش غير مدفوع الأجر والحربين المدمرتين اللتان عاشتهما الدولة، تحولت هذه الظاهرة إلى وباء، حيث استخدمت الأسر حجة السحر للتخلص من الأطفال غير المرغوب فيهم، والذين يشكلون عبئًا ماليًا عليهم.

 وأوضح ريمي مافو من جمعية أطفال الشوارع الخيرية: "هنا في وسط أفريقيا كل حدث يحدث داخل الأسرة من وفاة، وبطالة، وعلامات المدرسة السيئة، والحمل غير المتوقع، يكون التفسير جاهزًا، وهو السحر"، وأضاف: "الفقر هو الدافع الحقيقي، الناس لا يريدون رعاية أطفالهم، لذلك يتهمونهم بالسحر، فالأطفال الذين لا يجلبون أي شيء داخل الأسرة يتهمون بأنهم سحرة".

 واحتضنت قبائل الكونغو المبشرين الكاثوليك الذين جلبوا الطب الحديث والتعليم ودينهم إلى أقاصي هذه الأمة الواسعة،  ويحكي الأطفال عن قصص مروعة عن معاملة أسرهم لهم بعد ادعاء أن هناك روح شيطانية في أجسادهم، حيث يتجنبهم والديهم وأخوتهم وأعمامهم وكل من له علاقة بالأسرة. أما الجزء الأسوأ هو الحياة في الشارع التي تعلمهم القسوة والجريمة والعنف، حيث يصير محتمًا عليهم أن يتحولوا إلى مجرمين حتى يمكنهم التعامل مع الواقع البشع الذي يعيشونه، ومعظمهم يتعرضون للمرض وفقدان أجزاء من أجسادهم، فهناك من يعانون من الشلل وضعف السمع وفقدان أطرافهم، هذا غير تجار الأعضاء الذين يستغلون ظروف هؤلاء الأطفال أبشع استغلال.

 وذكرت الصحيفة أنه لضمان حياة صحية لهؤلاء الأطفال وتوفير فرص تعليم لهم وذهابهم إلى المدرسة، يسمح لهم المشاركة الكاملة في المجتمع ويمكن أن يعاملوا معاملة عادلة، بعد أن كان يتجنبهم الجميع، وتلك هي أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي اعتمدتها الأمم المتحدة الشهر الماضي، كما أن هناك مجموعة جديدة من الأهداف الطموحة تأمل في وضع حد للفقر والجوع وتعزيز المساواة وحماية البيئة على مدى السنوات 15 المقبلة.

 وتعمل "اليونيسف" مع الجمعيات الخيرية المحلية التي تدعم أطفال الشوارع والشباب المعرضين للخطر بسبب اتهامهم بممارسة السحر، لإنقاذ أرواحهم ومستقبلهم وتكوين مواطنين صالحين في المجتمع.

 وقال المتحدث باسم اليونيسيف، إن المنظمة قلقة بشكل خاص إزاء قضايا الأطفال الأكثر ضعفًا بما في ذلك الأطفال الذين يعانون العنف والإساءة والاستغلال.

 وأضاف: "ينبغي تشجيع أي تغيير في المواقف تجاه ثقافة السحر من خلال تثقيف الأسر وقادة المجتمع والعمل مع المتهمين، وقادة الكنيسة والممارسين للشعائر الدينية التقليدية"، واختتم تصريحاته قائلًا: "الميثاق الأفريقي لحقوق ورفاهية الطفل تنطبق على جميع الأطفال دون استثناء". 

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

الأمين العام لحزب العدالة والتنمية يستنكر تضييق إيران على…
القصر الملكي البريطاني يُعلن قلق أطباء الملكة إليزابيث الثانية…
تحقيق رسمي في اعتداءات جنسية بحق نساء مغربيات قام…
محبو الأميرة ديانا يحيون ذكرى وفاتها الـ25 وسط غياب…
مصر تشهد أول حالة "إنذار طاعة" لرجل في تاريخ…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة