آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الآباء والأمهات يستخدمون السحر للتخلص من الأبناء المنبوذين

آلاف الأطفال في الكونغو يصارعون الموت في الشوارع والأحياء الفقيرة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - آلاف الأطفال في الكونغو يصارعون الموت في الشوارع والأحياء الفقيرة

آلاف الأطفال في شوارع الكونغو
واشنطن -رولا عيسى

يعقد قسٌ كاثوليكي، جلسات طرد أرواح من أجساد الأطفال يوميًا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يؤمن الناس بالسحر والأرواح الشريرة، وتطرد الأرواح عن طريق الضغط على مقل عيون الأطفال ودفع إبهام القس في أنوفهم الصغيرة، بزعم أن تلك الممارسات لطرد الأرواح الشريرة.آلاف الأطفال في الكونغو يصارعون الموت في الشوارع والأحياء الفقيرة

 وكشفت صحيفة بريطانية عن طقوس جلسات القس وهي عبارة عن خلط الماء المقدس مع زيت الزيتون ودفعه بعنف إلى معدة طفلة عمرها عامين ونصف، والتي تنفجر في البكاء والتلوي لتحرير نفسها ولكن والدتها تحملها بحزم.آلاف الأطفال في الكونغو يصارعون الموت في الشوارع والأحياء الفقيرة

 وتم إنقاذ الطفلة أنجيل وجريس وطفل آخر عمره 11 شهرًا في نفس اليوم، حيث تم طرد الشيطان من أجسادهم وهم الآن آمنون في منازلهم، لكن عشرات الآلاف من الأطفال الآخرين في هذا البلد المضطرب في وسط أفريقيا قد وصفوا بالأطفال السحرة، حيث تطردهم أسرهم في الشوارع، ليعيشوا حياة العوز والعنف وسوء المعاملة.آلاف الأطفال في الكونغو يصارعون الموت في الشوارع والأحياء الفقيرة

 وخاضت الصحيفة، في هذا العالم المخيف والغامض في قلب القارة الأفريقية، وصفته باسم "قلب الظلام"، كجزء من سلسلة دراسة التحديات التي تواجه الأمم المتحدة في محاولة لمساعدة هؤلاء الأطفال.آلاف الأطفال في الكونغو يصارعون الموت في الشوارع والأحياء الفقيرة

 وتحدث الأب ألكسي كاتزيوتا مونجالا في الكنيسة الكاثوليكية جالكيان في العاصمة كينشاسا، عن إخراج الشيطان من أجساد الأطفال وكأنه واقع لا يقبل النقاش، إذ أن طرد الأرواح الشريرة أحد الطقوس اليومية التي تحدث في كنيسته.

 وذكر الأب ألكسين أن "هؤلاء السحرة يأكلون اللحم البشري ويشربون الدم البشري، فإذا كان هذا من عمل الشيطان فإنه يقتل الحب في الطفل ويملأه الكراهية مما يجعله يأكل والده ويحارب أخيه". ويضيف: "السحر هو جزء من تقاليدنا، بل هو جزء من الثقافة الكونغولية"، و"الأطفال يمكن أن يصابوا بالشعوذة، ولكننا نقوم بطرد الأرواح الشريرة لمساعدة الأطفال على العثور على أسرهم مرة أخرى"، وأولئك الذين لا يمكن إنقاذهم يهملون في الشوارع في ظروف سيئة، حيث يعيشون في أماكن قذرة وينبذون من المجتمع وزملائهم.

 وكشفت الصحيفة أن هناك حوالي 50 ألف طفل اتهموا بالسحر وتركوا ليدافعوا عن أنفسهم في الأحياء الفقيرة المترامية الأطراف حيث يعيش 20 مليون نسمة، يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة من الجريمة والدعارة والعنف.

 وتعد دوركاس، 8 سنوات، نموذجًا للأطفال السحرة الملقون في الشوارع، عثر عليها منذ خمسة أيام، جسدها سقيم ملئ بالقمل والبراغيث والقراد، وجدها عمال مكرسون لمساعدة أطفال الشوارع، واقتادوها إلى مركز الرعاية حيث أطعموها ووفروا لها السكن والدفء.

 وقال مدير دار الرعاية إنها لا تتحدث ولم تخبرهم باسمها حتى، وإنما الفتيات الأخريات دعوها دوركاس"، ومالينجلي هو طفل آخر يبلغ من العمر ست سنوات، جسده نحيل للغاية مع قروح في جميع أنحاء جسده ويعاني من سوء التغذية، إلا أنه لم يكن محظوظًا مثل دوركاس، فهو مازال يطوف الشوارع يستجدي الصدقات،  وينسب إلى هؤلاء الأطفال سلسلة من الجرائم منذ القرون الوسطى، حيث يتنصل منهم المجتمع ولا يشعرون بالانتماء إليه.

 ويتهم هؤلاء الشباب بقتل أقاربهم عن طريق تناول لحمهم وشرب دمهم في جوف الليل، إلى جانب التشاؤم منهم باعتبارهم جالبين للحظ السيء واللعنات التي تتسبب في الموت والمرض والبطالة، والحمل، والديون، نظرًا لوجود الشيطان بداخلهم، وهذه الاتهامات القاسية والتي لا أساس لها تسبب البؤس لعشرات الآلاف من الأطفال، ليس فقط في جميع أنحاء جمهورية الكونغو الديمقراطية ولكن أيضًا في أجزاء أخرى من وسط وغرب أفريقيا.

 وأظهرت دراسة لليونيسيف أن الأطفال المتهمون بالسحر يتعرضون للعنف النفسي من قبل أفراد الأسرة ودائرة أصدقائهم أولًا، ثم من رعاة الكنيسة أو المعالجين التقليديين، حيث يتم وصم هؤلاء الأطفال والتمييز ضدهم، لكن انهيار الاقتصاد في التسعينات عقب النهب الجماعي على يد الجيش غير مدفوع الأجر والحربين المدمرتين اللتان عاشتهما الدولة، تحولت هذه الظاهرة إلى وباء، حيث استخدمت الأسر حجة السحر للتخلص من الأطفال غير المرغوب فيهم، والذين يشكلون عبئًا ماليًا عليهم.

 وأوضح ريمي مافو من جمعية أطفال الشوارع الخيرية: "هنا في وسط أفريقيا كل حدث يحدث داخل الأسرة من وفاة، وبطالة، وعلامات المدرسة السيئة، والحمل غير المتوقع، يكون التفسير جاهزًا، وهو السحر"، وأضاف: "الفقر هو الدافع الحقيقي، الناس لا يريدون رعاية أطفالهم، لذلك يتهمونهم بالسحر، فالأطفال الذين لا يجلبون أي شيء داخل الأسرة يتهمون بأنهم سحرة".

 واحتضنت قبائل الكونغو المبشرين الكاثوليك الذين جلبوا الطب الحديث والتعليم ودينهم إلى أقاصي هذه الأمة الواسعة،  ويحكي الأطفال عن قصص مروعة عن معاملة أسرهم لهم بعد ادعاء أن هناك روح شيطانية في أجسادهم، حيث يتجنبهم والديهم وأخوتهم وأعمامهم وكل من له علاقة بالأسرة. أما الجزء الأسوأ هو الحياة في الشارع التي تعلمهم القسوة والجريمة والعنف، حيث يصير محتمًا عليهم أن يتحولوا إلى مجرمين حتى يمكنهم التعامل مع الواقع البشع الذي يعيشونه، ومعظمهم يتعرضون للمرض وفقدان أجزاء من أجسادهم، فهناك من يعانون من الشلل وضعف السمع وفقدان أطرافهم، هذا غير تجار الأعضاء الذين يستغلون ظروف هؤلاء الأطفال أبشع استغلال.

 وذكرت الصحيفة أنه لضمان حياة صحية لهؤلاء الأطفال وتوفير فرص تعليم لهم وذهابهم إلى المدرسة، يسمح لهم المشاركة الكاملة في المجتمع ويمكن أن يعاملوا معاملة عادلة، بعد أن كان يتجنبهم الجميع، وتلك هي أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي اعتمدتها الأمم المتحدة الشهر الماضي، كما أن هناك مجموعة جديدة من الأهداف الطموحة تأمل في وضع حد للفقر والجوع وتعزيز المساواة وحماية البيئة على مدى السنوات 15 المقبلة.

 وتعمل "اليونيسف" مع الجمعيات الخيرية المحلية التي تدعم أطفال الشوارع والشباب المعرضين للخطر بسبب اتهامهم بممارسة السحر، لإنقاذ أرواحهم ومستقبلهم وتكوين مواطنين صالحين في المجتمع.

 وقال المتحدث باسم اليونيسيف، إن المنظمة قلقة بشكل خاص إزاء قضايا الأطفال الأكثر ضعفًا بما في ذلك الأطفال الذين يعانون العنف والإساءة والاستغلال.

 وأضاف: "ينبغي تشجيع أي تغيير في المواقف تجاه ثقافة السحر من خلال تثقيف الأسر وقادة المجتمع والعمل مع المتهمين، وقادة الكنيسة والممارسين للشعائر الدينية التقليدية"، واختتم تصريحاته قائلًا: "الميثاق الأفريقي لحقوق ورفاهية الطفل تنطبق على جميع الأطفال دون استثناء". 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آلاف الأطفال في الكونغو يصارعون الموت في الشوارع والأحياء الفقيرة آلاف الأطفال في الكونغو يصارعون الموت في الشوارع والأحياء الفقيرة



GMT 09:29 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير هاري وميغان ماركل يُطلقان مشروع جديد لدعم المرأة

GMT 01:50 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

الأميرة ماري تلتقي بزوجة الرئيس ماكرون في باريس

GMT 12:46 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

امرأة تستفيق في قبرها بعد يوم كامل من دفنها

GMT 03:24 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد الإتيكيت الخاصة بالتعامل مع زملاء العمل

GMT 08:58 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

ماء العينين تكشف عن تفاصيل لقائها مع بنكيران

GMT 16:13 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تركي آل الشيخ يرد على شائعات إصابته بمرض السرطان

GMT 07:31 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الأوضاع الحميمة في دول مختلفة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca