واشنطن - الدار البيضاء اليوم
كشف تقرير مشترك للأمم المتحدة والمجلس الدنماركي للاجئين، تحت عنوان "في هذه الرحلة لا أحد يهتم إذا كنت ستعيش أو تموت"، ما يتعرَّض له المهاجرون من أفريقيا لتحقيق حلم الوصول إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، أكد أن بعضهم تعرضوا للحرق بالزيت الساخن والبلاستيك المنصهر، بينما واجه آخرون الصعق الكهربائي بالإضافة إلى ربطهم في أوضاع قاسية.
وقال التقرير، "إن الآلاف من اللاجئين والمهاجرين في شرق وغرب إفريقيا يموتون بينما يواجه آخرون إساءة شديدة، في محاولاتهم للوصول إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، بحثا عن حياة أفضل".
ويوضح التقرير أن "الآلاف ماتوا أو فقدوا" في السنوات الأخيرة في محاولة عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، عادة في سفن غير صالحة للإبحار.
وتوضح الوثيقة كيف أن معظم الأشخاص الذين يسلكون هذه الطرق يعانون أو يشهدون أوضاعاً قاسية ولا إنسانية لا توصف على أيدي المهربين والمتجرين بالبشر والميليشيات، وحتى في بعض الحالات من مسؤولين في الدولة.
فنسنت كوشيتيل، المبعوث الخاص لمفوضية اللاجئين لمنطقة وسط البحر الأبيض المتوسط، يقول: "يمكننا أن نعتبر أن ما يقدر بـ72 بالمائة، على أقل تقدير، ماتوا برا حتى قبل الوصول إلى ليبيا أو المغرب أو مصر، وهي الأماكن التي يبدؤون منها هجرتهم. هذا تقدير منخفض في رأينا، بمعنى أن عدد الوفيات على الأرض هو تقريبا نفس عدد الوفيات في البحر للفترة 2018-2019".
ويوضح المسؤول أنه "في 47 في المائة من الحالات، أفاد الضحايا بأن مرتكبي العنف هم رجال سلطات إنفاذ القانون"، مردفا: "كنا نعتقد في الماضي أن المهربين والمتاجرين هم المسؤولون بشكل رئيسي.. نعم، إنهم مرتكبو العنف الرئيسيون، لكن الجناة الأساسيين الذين يرتكبون العنف هم أشخاص يفترض بهم أن يوفروا الحماية".
ويوضح التقرير أنه مثل النازحين حول العالم، تبقى الغالبية العظمى داخل المنطقة في بلدانهم أو البلدان المجاورة، بحثًا عن الأمان بالقرب من المنزل، على أمل اليوم الذي يمكنهم فيه العودة واستعادة حياتهم؛ لكن البعض، بدافع اليأس، يختارون التوجه إلى ليبيا أو المغرب أو دول مغاربية أخرى، تجذبهم وعود العمل وآفاق أكثر أمنا، بما في ذلك في أوروبا.
وحسب الوثيقة تتعرض النساء والفتيات، وفي بعض الأحيان الرجال والفتيان أيضاً، لخطر الاغتصاب والعنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، لاسيما عند نقاط التفتيش والمناطق الحدودية والمعابر الصحراوية، مضيفة أن حوالي 31 بالمائة من الأشخاص المستطلعة آراؤهم، والذين قابلهم مركز الهجرة المختلطة، شهدوا حالات من العنف الجنسي أو نجوا منه عامي 2018 أو 2019 في أكثر من موقع. وكان المهربون هم الجناة الرئيسيون للعنف الجنسي في شمال وشرق إفريقيا، حيث شكلوا 60 بالمائة و90 بالمائة في التقارير الواردة من الطرق المعنية. لكن في غرب إفريقيا، كان الجناة الأساسيون من مسؤولي قوات الأمن أو الجيش أو الشرطة، وهو ما يمثل ربع الانتهاكات المبلغ عنها.
وأفاد العديد من الأشخاص بأنهم أجبروا على ممارسة البغاء أو غيره من أشكال الاستغلال الجنسي من قبل المتجرين. وبين يناير 2017 وديسمبر 2019، سجلت المفوضية أكثر من 630 حالة اتجار باللاجئين في شرق السودان، حيث أبلغت حوالي 200 امرأة وفتاة عن نجاتهن من العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس.
قد يهمك ايضا
إعادة مجموعة جديدة من المغاربة العالقين في فرنسا
"مجلس الجالية" يرصد مُختلف أشكال التمييز ضد الشباب المغربي في أوروبا