لندن - الدار البيضاء
بالنسبة لسرطان الدم والأورام اللمفاوية و سرطانات الدم الأخرى التي يصعب علاجها، يعد زرع الخلايا الجذعية هو المعيار الذهبي للعلاج. ويتضمن استبدال الخلايا الجذعية المكونة للدم لدى المريض بخلايا جذعية من متبرع، وفي هذه العملية، يتم استئصال الخلايا السرطانية في الدم والعقد الليمفاوية ونخاع العظام. لكن العديد من المرضى الذين يعانون من مثل هذه السرطانات القاتلة يكونون أضعف من أن يخضعوا لعمليات زرع الخلايا الجذعية، لأن الخلايا الجذعية للمريض يجب أن يتم تدميرها أولاً عن طريق العلاج الكيميائي المكثف وأحيانًا الإشعاع الكلي للجسم قبل حقن الخلايا الجذعية للمتبرع، ويوفر ذلك مساحة للخلايا الجذعية الجديدة، ويساعد على إزالة الخلايا السرطانية المتبقية في الجسم، ويستنزف الجهاز المناعي للمريض حتى لا يتمكن من مهاجمة الخلايا الجذعية للمتبرع، ومع ذلك، فإن السمية وقمع الجهاز المناعي الناجم يعرض المرضى لخطر الإصابة بالعدوى وتلف الأعضاء والآثار الجانبية الأخرى التي تهدد الحياة. الآن، بعد دراسة الفئران، طور باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس طريقة لزرع الخلايا الجذعية لا تتطلب العلاج الإشعاعي أو الكيميائي، وبدلاً من ذلك، تتخذ الاستراتيجية نهجًا علاجيًا مناعيًا، يجمع بين القضاء المستهدف على الخلايا الجذعية المكونة للدم في نخاع العظام والأدوية المعدلة للمناعة لمنع الجهاز المناعي من رفض الخلايا الجذعية الجديدة للمتبرع.
وباستخدام هذه التقنية الجديدة، خضعت الفئران لعمليات زرع خلايا جذعية ناجحة من فئران ليست ذات صلة دون وجود دليل على انخفاض عدد خلايا الدم بشكل خطير وهو السمة المميزة للإجراء التقليدي، تشير البيانات أيضًا إلى أن عمليات زرع الخلايا الجذعية يمكن أن تكون فعالة ضد سرطان الدم. وتفتح الدراسة، المنشورة في 11 نوفمبر / تشيرين الثاني بدورية " التحقيقات السريرية"، الباب أمام زراعة الخلايا الجذعية بشكل أكثر أمانًا، مما يعني أن المزيد من المرضى الذين يعانون من أنواع مختلفة من سرطانات الدم يمكن أن يتلقوا هذا العلاج العلاجي المحتمل، ويمكن اعتباره علاجًا لأمراض أخرى، مثل مثل فقر الدم المنجلي أو الاضطرابات الوراثية الأخرى، والتي تكون أقل تهديدًا للحياة. وكبديل للعلاج الكيميائي بجرعات عالية والإشعاع لكامل الجسم، استخدم الأدوية السامة للخلايا ، وربطوا هذه الأدوية بالأجسام المضادة التي تستهدف بروتينات سطحية معينة يتم التعبير عنها بشكل أساسي على الخلايا الجذعية لنخاع العظام، وفقط عندما ترتبط الأجسام المضادة والأدوية (ADCs) بهذه البروتينات المحددة، يتم استيعابها من قبل الخلايا الجذعية، مما يؤدي إلى إطلاق حمولة الدواء داخل الخلية وفي النهاية موت الخلية. باستخدام مشتق الريسين saporin كحمولة دوائية ، أنتج الباحثون نوعين مختلفين من اتحادات الأجسام المضادة والأدوية ( ADCs ) لاستهداف بروتينين محددين موجودين على سطح خلايا الدم الجذعية، مما يقلل من احتمالية تسببهما في تلف أنواع الخلايا الأخرى. ولمنع الجهاز المناعي للمتلقي من رفض الخلايا المانحة بعد ذلك، عالج الباحثون الفئران بمركبات مثبطة للمناعة تسمى مثبطات جانوس كيناز (JAK) . وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون في المقام الأول الباريسينيب، الذي تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، ووجدوا أن الباريسيتينيب يمنع الخلايا المناعية للمتلقي، بما في ذلك الخلايا التائية والخلايا القاتلة الطبيعية، من مهاجمة الخلايا الجذعية المانحة. ويقول ستيفن بي بيرسود مدرس في علم الأمراض وعلم المناعة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة واشنطن بالتزامن مع نشر الدراسة: "من خلال الجمع بين اقتران الأجسام المضادة والأدوية مع مثبطات جانوس كيناز ، تمكنا من تحقيق عملية زرع ناجحة بين سلالتين غير مرتبطين تمامًا من الفئران، و عملية زرع ناجحة عبر مثل هذا الحاجز المناعي الصارم واعدة لأنها في النهاية قادرة على تسخير هذه التقنية لمرضى اللوكيميا."
وقد يهمك ايضا: