الرباط - كمال العلمي
بعد شهور من الشد والجذب بين مهنيي قطاع النقل السياحي والقطاعات الحكومية المعنية بملفهم المطلبي المرتبط أساسا بتأجيل سداد الديون البنكية إلى حين تجاوز أزمة جائحة كورونا، يسير هذا الملف نحو الحل، بعد اجتماع المهنيين المعنيين بفوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، والهيئات الممثلة لقطاعي التأمين والبنوك، حيث حصلوا على وعد بتسوية مشاكلهم.
واستطاع لقجع أن يجمع إلى طاولة الحوار مهنيي النقل السياحي بمسؤولي المجموعة المهنية للبنوك والجمعية المهنية لشركات التمويل، بعدما لم تكونا تنخرطان في جلسات الحوار التي جمعت مهنيي النقل السياحي مع مسؤولي وزارتي النقل والسياحة، على الرغم أن المهنيين يعتبرانهما “أساس المشكل”.
وعلاوة على النقط التي كانت مثار تشنج بين مهنيي النقل السياحي والقطاعات الحكومية المعنية ودفعتهم إلى خوض وقفات احتجاجية واعتصام دام زهاء شهرين، طُرح في الاجتماع مشكل ارتفاع نسبة سعر قروض شراء العربات، والتي تصل إلى 18 في المائة، لكونها لا تستفيد من “الليزينغ”؛ وهو ما اعتبره محمد بامنصور، الكاتب العام للفيدرالية الوطنية للنقل السياحي بالمغرب، “رقما كبيرا جدا بالنسبة للمقاولات العاملة في هذا القطاع”.
وحسب الكاتب العام للفيدرالية الوطنية للنقل السياحي بالمغرب فإن وزير النقل، الذي كان حاضرا في الاجتماع، تفاجأ بتطبيق النسبة المذكورة على المقاولات، لا سيما أن المعطيات التي قدمتها الجمعية المهنية للبنوك تفيد بأن 95 في المائة من القروض تستفيد منها المقاولات الصغيرة والصغيرة جدا.
ويُبدي مهنيو النقل السياحي تفاؤلا بشأن تسوية ملفهم المطلبي بعد اللقاء الذي رتّبه الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، حيث قال محمد بامنصور، في تصريح لهسبريس، إن ممثلي المهنيين “جلسوا وجها لوجه، ولأول مرة، مع أطراف لم تكن تريد تفعيل مقترحات الحكومة”.
وتابع المتحدث ذاته قائلا: “لو تمت هذه المبادرة منذ الأول ما كنا لنعيش المشاكل التي أرهقتنا لمدة سنتين، ودفعتنا إلى خوض اعتصام لمدة تزيد على شهر ونصف الشهر”.
ويتوقع مهنيو النقل السياحي أن يُثمر الاجتماع الموسع الذي رتبه فوزي لقجع نتائج إيجابية لصالحهم خلال الأيام المقبلة، حيث طلبت منهم الهيئات الممثلة لقطاع البنوك والتأمين تقديم مذكرات بشأن مطالبهم قصد تسويتها.
وإضافة إلى خفض سعر قروض شراء العربات وتأجيل أداء الديون المترتبة على مقاولات النقل السياحي بسبب جائحة فيروس كورونا، طرح ممثلو المهنيين أيضا مسألة تجديد حظيرة العربات، حيث طالبوا بإدماج النقل السياحي في هذا المشروع الذي تدعمه الحكومة يستفيد منه مهنيو قطاع سيارات الأجرة والحافلات والشاحنات.
ووعد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية مهنيي النقل السياحي بمواصلة جلسات الحوار مع باقي الأطراف المعنية إلى حين إيجاد حلول لمشاكلهم العالقة؛ ما خلف ارتياحا لديهم عبّر عنه محمد بامنصور بالقول: “نشعر بالارتياح لأننا لمسنا الجدية في التعامل مع ملفنا المطلبي، ولأول مرة ينعقد اجتماع بهذا الحجم”، مضيفا: “اليوم تم إنصافنا، ونعتقد أن مشكلنا يسير نحو الحل”.
قد يهمك ايضًا:
مهنيو النقل السياحي في المغرب يستعدون لتنظيم مسيرة احتجاجية
الشريف العلمي يكشف أن الوزير محمد ساجد مكسب مهم لقطاع النقل السياحي