أغادير- أحمد إدالحاج
تشكل ليلة القدر المباركة بالنسبة لكل المغاربة مناسبة مميزة لإحياء العديد من التقاليد والعادات والطقوس في أجواءِ ذات طابع روحي توارثوها أبًا عن جدْ و لا يمكن الانسلاخ عنها مادامت جزءًا لا يتجزأ من ماضيهم و تاريخهم الحضاري يميزها عن باقي بلدان شمال أفريقيا.
مع تزامن هذه الليلة المباركة التي ينتظرها الجميع بشوق كبير تنتعش تجارةُ موسميةٌ لاسيما بيع البَخور والشموع فضلَا عن أنواع كثيرة من الحناء والسواك التي تستعمل للزينة في تلك الليلة التي تعد أخر احتفال روحي متميز قبل عيد الفطر.
وتقبل الأسر المغربية على شراء الملابس التقليدية الجديدة وأنواع جيدة من البخور تليق بهذه الليلة المقدسة التي تعتبر من خير الليالي عند الله عز وجل َوالتي تعد العبادة فيها خيرٌ من ألف شهر.
ويحافظ المغاربة على إقامة طقوسِ روحية واجتماعية متنوعة منها مرافقة أبنائهم إلى المساجد مرتدين الزي التقليدي هدف تشجيعهم على الصلاة والعبادة.
تعرف المساجد في هذه الليلة اكتظاظًا لا نظير له حيث تقام مراسم صلاة التراويح تليها صلاة إتمام القرآن و بين الفينة و الأخرى تخصص فقرات للأذكار و الوعظ و الإرشاد، في الوقت الذي يُقدم فيه الناس بصنوف المأكولات من كسكس و شاي و فواكه جافة و فطائر و غيرها لمن يلزمون حصن المسجد و يستمر الوضع على هذا الحال إلى الساعات الأولى من فجر اليوم التالي والعجيب في الأمر أن الكل ينتظر بروز حكمة هذه الليلة متطلعًا إلى السماء تارة و أخرى في غفلة من منامه أو غفوته عله يحقق ما يدور في ذهنه و باله من آمال و أماني قد تجلب له الرزق و الصحة و الخير.
ويعد الاحتفال الخاص بالأطفال الصغار والذي يحضهم على الصوم للمرة الأولى في حياتهم والذي تقيمه الأسر المغربية في الأحياء الراقية من أكثر الطقوس تميزًا حيث تقيم الأسر احتفالات فخمة يحضرها الأقارب يكرمون فيها الصغار الذين صاموا لأول مرة أو وتقام أعراس رمزية ترتدي فيها الفتيات الأزياء التقليدية مثل "القفطان" و"الجلباب".
وتقوم الأسر العادية المنتمية إلى الوسط الشعبي بطقوسها في هذا الباب والتي لا تختلف عن الأخرى، حيث تسعى بكل ما تملك إلى إدخال الفرحة إلى قلوب الفتيات الصغار من خلال تزيينهن على الطريقة التقليدية ليظهرن كعرائس في عمر الزهور .