مراكش - ثورية ايشرم
تعتبر مدينة مراكش من بين المدن القديمة والتاريخية على صعيد المملكة المغربية وذلك لما تمتاز به من خصائص تاريخية ومعالم قديمة تجعلها في المقدمة رغم مرور قرون على تأسيس المدينة، أنها ما تزال تشع بتلك اللمسة التاريخية الرائعة التي تجعلها قبلة ثقافية على الصعيد العالمي .
وتتميز بخصائص ثقافية داخل المدينة الحمراء والتي تحسها بمجرد أنّ تلمس قدمك أرضها التي لا مثيل لها، سواء من خلال قصورها التاريخية ودورها العتيقة المنتشرة في المدينة القديمة، إضافة إلى أبوابها وحدائقها التي تجمع عطر الورد بوقار النخيل، ما يجعلها واحة غناء بأصناف الأشجار وأنواع النباتات أكثر من جعلها مدينة كباقي المدن المغربية، والتي تعود إلى آلاف الأعوام.
ويلفت انتباهك عند دخولك المدينة تلك الأسوار التاريخية التي تعود بك إلى حقبة زمنية مهمة عايشتها المدينة وميزتها عن غيرها، والتي يستحضر من خلالها زائر المدينة وساكنه التاريخَ بأسمائه وتواريخه وأحداثه التي لا تنفك تغيب عن مخيلة عشاق هذه المدينة التي تجمع بين كل ما هو تاريخي وثقافي في مكان واحد.
وتشهد مراكش تميزًا بتلك الأسوار الشامخة في العلالي التي عانت أثناء فترة من ظاهرة الأنهيار، إلا أنّ السلطات المحلية بما فيها وزارة الثقافة المغربية كثفت جهودها من أجل إعادة ترميمها الشيء الذي ساهم بشكل كبير في الحفاظ على هذه الأسوار التي تبرز الثقافة المغربية.
وتبرز تاريخ المدينة وعراقتها التي باتت تصل إلى العالمية عبر احتضانها لعدد من التظاهرات العالمية في مختلف المجالات، بما فيها الثقافية التي أصبحت تعرف طريقها إلى المدينة الحمراء، والتي أسست منذ عهود مضت بهندسة معمارية تاريخية، ولون يعتبر التراب الذي شيدت عليه هذه الأسوار التي تجعل المدينة تاريخية وتحافظ على لمستها الشامخة في عمق التاريخ رغم الزحف المعماري الذي طال المدنية إلا انه لم يغير في ثقافتها شيء كباقي المدن الأخرى.
وبقيت الأسوار رمزًا يعبر عن الأصالة المغربية المراكشية التي تمتاز بها مدينة النخيل محافظة كذلك على توحيد لونها الأحمر في مبانيها العصرية والتقليدية فمراكش بغير أسوارها الحمراء التي تعتبر تتويجًا لثقافة مغربية محضة وتاريخ عاش ومازال يعيش بين أحضانها وبغير لونها الطيني الذي يعمها لن تكون هي مراكش التي تسحر زوارها وتغمرهم بدفئها .