نواكشوط – حبيب القرشي
نواكشوط – حبيب القرشي
في سابقة من نوعها في تاريخ الإعلام الحكومي في موريتانيا، نظمت إذاعة موريتانيا الرسمية مناظرة سياسية مباشرة بين حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم وحزب اتحاد قوى التقدم اليساري المعارض، وتناولت المناظرة موضوع رؤية الحزبين للواقع السياسي الراهن في البلاد، وجاءت هذه المناظرة ضمن الجولة الخامسة من الندوات الحوارية التي تنظمها
إذاعة موريتانيا بصفة شهرية منذ تحولها إلى إذاعة خدمة عمومية في إطار سياسية تحرير الفضاء السمعي البصري التي انتهجتها سلطة الصحافة والسمعيات البصرية، وتتواصل هذه الندوة التي بدأت ليلة الأربعاء لمدة يومين.
وبدأ الحوار الذي أداره الصحافي المخضرم علي عبدالله مع عضو المكتب التنفيذي لحزب اتحاد قوى التقدم الدكتور محمدو ناجي ولد محمد أحمد الذي بدأ بالترحيب بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، مقدما اعتذاره المسبق عن التعريض بأي شخص يمكن تناوله في هذا النقاش، مضيفا أن مسؤوليتهم تقتضي التصريح لا التلميح وبخاصة في القضايا التي تلمس أمن الوطن.
وأضاف محمد الناجي إن الأوضاع في البلاد بلغت مرحلة الخطر، وأكد أن الأغلبية تعترف بهذا الوضع في سرها بعيدا عن عيون الرقيب، وبخصوص الوضع السياسي قال ولد محمدو الناجي إن البلاد تعيش في أزمة سياسية، سببها انقطاع الصلة السياسية والفكرية بين مكونات المشهد العام، واتهم القيادي اليساري الرئيس ولد عبد العزيز باتخاذ القرارات بصورة ارتجالية، وقال إن لدى المعارضة مجموعة من الاقتراحات العملية للقضايا المطروحة كافة، لكن المشكلة أنه لا يوجد طرف آخر تناقش معه هذه الاقتراحات.
بدوره قال عضو المكتب التنفيذي لحزب الاتحاد الحاكم الأستاذ يرب ولد اسغير إنه يتحفظ على تسمية منسقيه المعارضة، مستعيضا عنها بالأقلية المعارضة، وهو أسلوب تقتضيه الديمقراطية التي أفرزت النظام الحاكم في انتخابات رئاسية معروفة.
وعتب ولد أسغير على المعارضة رفضها لنتائج الانتخابات، قائلا إن هذه الأساليب غير ديمقراطية، فالأطراف السياسية في أي بلد تتفق على فترة انتداب يقضيها المنتخب في منصبه، وأرجع سبب الأزمة الحاصلة إلى رفض المعارضة الاحتكام للديمقراطية، وأضاف ولد أسغير أن عبارة "ارحل" التي دأبت المعارضة علة ترديدها منذ اندلاع ثورات الربيع العربي ليست ديمقراطية وتكشف مدى تناقض المعارضة في انتهاجها أساليب تتنافى مع الديمقراطية، وعرج على رفض المعارضة للحوار الوطني، قائلا إن أساليبها أربكت المواطنين ودعى الأستاذ يرب المعارضة إلى ضرورة احترام مشاعر المواطنين، واحترام خياراتهم، ودافع عن سياسات الأغلبية والرئيس عبد العزيز.