الجزائر - سفيان سي يوسف
أكد رئيس البرلمان الجزائري محمد العربي ولد خليفة، السبت، على أن الجزائر ليست طرفًا في نزاع الصحراء الغربية، وليس لها أي مطالب ترابية في هذه القضية، مؤكدًا عدم تنازل بلاده عن حق الشعوب في تقرير مصيرها.
وقال ولد خليفة، في افتتاح الملتقى الدولي في شأن "حق الشعوب في تقرير المصير"، تحت شعار "عامل للسلم والتنمية"، الذي تحتضنه العاصمة الجزائرية، أن "الجزائر ليست ولم تكن أبدًا
طرفًا في النزاع بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، وليس لها أي مطالب ترابية، أو رغبة في الاستفادة من الصراع"، مشددًا على أنه "من غير المقبول أن يطلب أحد من الجزائر أن تتنازل عن مبدأ أممي، هو الحق في تقرير المصير، الذي أيدته حتى في أقصى الأرض (تيمور الشرقية)، دون أن تطلب جزاءًا ولا شكورًا، وهو الحق الذي ما فتئت تدعمه، وتؤيده، فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم".
وأوضح رئيس البرلمان الجزائري أن "اللائحة التي قدمتها الولايات المتحدة لمجلس الأمن أحدثت هلعًا كبيرًا في أوساط الطبقة السياسية والحكومة المغربية"، مبرزًا أنه "مهما كانت التعديلات، وضغوط الهيئات الدولية، لاسيما من بلدين معروفين بمواقفهما غير المحايدة، فإنها إنذار قوي لسلطات الاحتلال، سيكون له بعده الخاص"، واستطرد قائلاً في هذا المجال "إننا في البرلمان الجزائري، نشد على أيدي أصدقاء الشعب الصحراوي، من الشخصيات البرلمانية والحكومية، وكل أحرار العالم، الذين يطالبون بتمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة، لمراقبة مدى مراعاة سلطات الاحتلال، لحقوق شعب الصحراء الغربية، والإسراع في تنظيم استفتاء تقرير المصير، الذي طال أمده"، (والمعني بتسمية الاحتلال هنا المملكة المغربية).
وعن علاقة القضية ببناء صرح المغرب العربي، أوضح المسؤول الجزائري بأنه "إذا كانت هذه الوضعية تهدد السلام والأمن في المنطقة المغاربية، وتعيق التقدم في بناء المغرب العربي الكبير، فإنه من الواجب التأكيد على أواصر الأخوة والصداقة، والعلاقات القوية، التي نسجها التاريخ والجغرافيا مع أشقائنا في المغرب"، مذكرًا بـ"تظاهر الجزائريين ضد نفي الملك محمد الخامس في 1955، وهم يكافحون من أجل الحرية والإنعتاق"، كما استحضر "تأييد المواثيق الدولية القارية، لحق الشعوب في تقرير مصيرها"، موضحًا أن "ميثاق الأمم المتحدة كرَّس في مادته الأولى، من إعلانه حق الشعوب في تقرير مصيرها، والتعبير الحر عن إرادتها، ناهيك عن تأكيد هذا المبدأ من قبل"كل المواثيق والإعلانات الأممية".
وبعد أن ذكّر بأن "الاعتراف بحق تقرير المصير كان نهاية المطاف لتحقق الجزائر حريتها، وتستعيد سيادتها الوطنية"، أكد على أنه "من المؤلم أن تبقى الصحراء الغربية آخر مكان مظلم، من خلال مكابدة أهوال الاحتلال والتعذيب والتشريد".