الجزائر - وكالات
في سياق النشاطات الثقافية التي دأبت جمعية الكلمة للثقافة والإعلام على تنظيمها، احتضن المركز الثقافي عزالدين مجوبي، أمسية شعرية في القصيدة الملحونة، أثثتها أصوات متميزة أبحرت بالحاضرين إلى عوالم الكلمة المتفجرة تعبيرا وصدقا وإحساسا لا يقبل القسمة إلا مع نفسه أو شاعره. نشط الأمسية كل من الشاعر الشعبي نور الدين بوديسة والشاعرة كريمة مختاري، بالإضافة إلى الشاعر المتميز كمال شرشار، إذ تعاقبوا على المنصة وأمتعوا الحاضرين بأحدث إبداعاتهم من خلال مجموعة من القصائد التي تناولت عديد المواضيع، حيث قرأت في البداية الشاعرة كريمة مختاري، مجموعة من نصوصها تراوحت بين الرثاء والغزل تجاوب معها الحاضرون بشكل ملفت للانتباه. ليقرأ بعدها الشاعر المتميز كمال شرشار، صاحب مجموعة “اجيني بالحنانة” مجموعة من القصائد تراوحت بين الوفاء وحنين الذكريات والأسف لطول الغربة وآلامها. بعد ذلك جاء الدور على الشاعر نورالدين بوديسة الذي لم يخرج عن خط سابقيه، حيث شرّح من خلال إحدى قصائده الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للبلد، بلغة عامية ولهجة عاصمية تتغنى بحب الوطن وتحمل بين حروفها مرارة الواقع وكآبة اليوميات في قالب فني جميل. ليفتح بعدها باب النقاش، حيث أجمع الحاضرون على أن الشعر الشعبي تراث ضخم يحتاج إلى التفاتة وعناية خاصة من قبل الباحثين والنقاد تحديدا في المستوى الجامعي، فهو لون أدبي يحمل قيمة تراثية وجمالية إبداعية كبيرة، غير أنه يبقى - حسب المتدخلين - يعاني من حيث الجمع والنشر وخاصة الدراسة الأكاديمية والعلمية المعمقة. وحسب بوديسة نورالدين، الشاعر الشعبي العاصمي، فإن الجامعة الجزائرية والباحثين لم يولوه حقه وبالتالي ضاع الكثير من المنتوج الشعري المرتبط أساسا بكيان الأمة، لأنه ببساطة يعبر عن هموم الشعب وتأملاته وآماله وتجارب الذاكرة الجماعية عبر مختلف الحقب التاريخية، سواء من خلال الشعراء القدامى أو المحدثين. وأكد معظم الحاضرين على ضرورة التحرك بشكل دائم لأجل دراسته وفق منهجية علمية ومن ثم المحافظة عليه من الضياع أو التشويه، على أن تكون هناك استراتيجية جادة لتطويره. وحسب الشاعرة كريمة مختاري، من سيدي بلعباس، فإن ميل معظم الفنانين الحاليين إلى الطقطوقات هو الذي جعل أغانيهم تشبه لـ’’ساندويتشات’’، مؤكدة أن الأغنية لم تلعب دورها في الحفاظ على الموروث الشعبي إلا في مرحلة سابقة. لتضيف أن ‘’المهرجانات التي تقام هنا وهناك كان يفترض أنها ترقى بالشعر الشعبي وترفع من مستواه، لكننا للأسف، نلاحظ عكس ذلك تماما” كما تقول. يشار إلى أن هذه الأمسية قد شهدت مشاركة مميزة للشاعرة والاستاذة حليمة ڤطاي.. بالإضافة إلى الروائي سفيان مخناش المتوج بجائزة رئيس الجمهورية “علي معاشي” للمبدعين الشباب في طبعتها الأخيرة عن روايته “لا يترك في متناول الأطفال”.