الرباط _ الدار البيضاء اليوم
نجح عبد الكريم الجيناني، مدرب فريق أولمبيك الدشيرة لكرة القدم، في صناعة فريق متمرس يلعب كرة حديثة في بطولة القسم الوطني الثاني، وينافس على حسم إحدى بطاقتي الصعود لبطولة القسم الثاني، في صراع مثير مع فرق شباب المحمدية والمغرب الفاسي.
انطلق مسار عبد الكريم الجيناني مع فريق أولمبيك الدشيرة قبل أربع سنوات من الآن، حيث كان مساعدا للمدرب عبد اللطيف جريندو، قبل أن تمنح له فرصة قيادة السفينة التقنية للفريق، خلال الموسمين الأخيرين، ليبرهن عن علو كعبه وصناعة فريق بمجموعة متجانسة ومن إمكانيات جد محدودة.
وأكد عبد الكريم الجيناني في تصريح خص به "هسبورت" أن الإمكانيات المحدودة لم تكن حاجزا أمامه، ونجح في بلورة مشروع رياضي يضمن تحقيق توازن مالي ورياضي، خصوصا أن أولمبيك الدشيرة كان يمر آنذاك من فترة صعبة ماليا، صادق عليه المكتب المسير للفريق، ليبدأ عمله التطبيقي.
وكشف مدرب أولمبيك الدشيرة، أن مشروعه مع الفريق كان يرتكز على إعادة بناء الفريق من جديد والاعتماد على لاعبين لهم رغبة في الدخول في مشروع تنافسي، حيث عمل على البحث عن لاعبين بأقسام الهواة والاشتغال على تغيير طريقة لعب الفريق بشكل تدريجي.
وأوضح الجيناني، أنه قبل الشروع في تنزيل مشروعه بالدشيرة، عمل على دراسة معمقة لوضع الفريق خلال المواسم الأخيرة منذ الصعود لبطولة القسم الثاني قبل 6 سنوات من الآن، إذ وجد أن أولمبيك الدشيرة يلعب بنظام هجومي ضعيف جدا وهو ما تم الاشتغال عليه، استنادا إلى فلسفته باعتباره لاعبا مهاجما وحبه للكرة الهجومية والكرة الحديثة.
وأضاف مدرب أولمبيك الدشيرة أن المجموعة الحالية للفريق أخذت وقتها الكافي طيلة موسمين من أجل ترسيخ طريقة لعب جديدة، إذ كان من الضروري الاشتغال على القاعدة والاتجاه للفئات السنية، رفقة باقي أعضاء الطاقم المكون من المساعد عمر الدفنوش والمعد البدني محمد زيدين والصديق المرابط، مدرب الحراس، حيث كان لزاما بناء فلسفة الفريق وترسيخ طريقة لعبه في كل الفئات لضمان الاستمرارية لمدة طويلة.
وقال الجيناني إن ثمار الاشتغال لموسمين ونصف يجنيها أولمبيك الدشيرة حاليا، حيث بلغت الحصيلة التهديفية للفريق خلال الموسمين الأخيرين 91 هدفا إلى الآن، وهو رقم قريب للحصيلة التهديفية للفريق خلال الأربع سنوات الأولى بالقسم الثاني، مبرزا أن هذا التطور جاء بعد مجهودات كبيرة لكل المكونات، وفي مقدمتها المكتب المسير للفريق الذي قدم ويقدم تضحيات كبيرة.
وأفاد الإطار الوطني المذكور بأن أولمبيك الدشيرة تحول خلال الفترة الأخيرة إلى فريق ترغب كل الفرق في هزمه، حيث أصبح هذا الموسم قوة في القسم الثاني، وبات الهدف هو هزمه "ولو بطرق غير واضحة في بعض المباريات".
وجزم الجيناني أن فترة توقف البطولة بسبب "فيروس كورونا" كانت رحيمة بالفريق "السوسي"، إذ سمحت لهم بمراجعة الأوراق والاشتغال على بعض النواقص وتصحيحها، ليظهر الأولمبيك بوجهه الحقيقي ويتعرف عليه كل المتتبعين بفضل النقل التلفزي، مبرزا أنهم قدموا مباريات أخرى أفضل بكثير من المباريات الأخيرة التي تم نقلها للمشاهدين.
وصرح الجيناني أنهم يحاولون خلال الأيام الحالية الحفاظ على تركيزهم خلال المباريات المتبقية وتحسين المردود والقوة الهجومية أكثر والدفاع عن كل حظوظهم للصعود إلى بطولة القسم الأول إلى آخر دقيقة من آخر مباراة.
وأنهى عبد الكريم الجيناني، حديثه مع "هسبورت" بتوجيه انتقادات لاذعة لبعض المحللين الذين يبخسون مسار أولمبيك الدشيرة ويقومون بتحليل مسار الفرق استنادا إلى تاريخها أو منطقة انتمائها، في الوقت الذي يجب أن يكون هذا التحليل وفق معطيات تقنية ومنطقية والأرقام والنتائج المسجلة، مخاطبا إياهم بالقول "من أراد تحليل وضع أولمبيك الدشيرة فذلك يجب أن يكون بتحليل الأرقام وليس بمعيار الانتماء لمدينة صغيرة أو عدم التوفر على الإمكانيات أو بمبرر خوض المباريات بملعب صغير".
وقد يهمك ايضا:
المركز الثالث يكُبِّل أقدام أولمبيك الدشيرة نحو دوري الأضواء للموسم الثاني