السلة السياسية لحكومة الرزاز (2-5)

الدار البيضاء اليوم  -

السلة السياسية لحكومة الرزاز 25

بقلم : عريب الرنتاوي

دخل الأردن تجربته الأولى في «اللامركزية» من دون استعداد وعلى استعجال ... تشكلت مجالس للمحافظات الاثنتي عشرة، من أكثر من 380 عضواً بين منتخب ومعيّن ... لم يعرف أكثرهم، ما الذي أقدم عليه، وأين سينتهي به المطاف، لا المطلوب منه، ولا كيفية تأديته وحدود مسؤولياته وصلاحياته، دع عنك علاقته بالمجالس الأخرى المنتخبة (بلدية ومحلية).
الحكومة صدعت لكتاب التكليف السامي ، ووعدت بمراجعة «التجربة»، وفي ظني أن ثمة ثلاثة أوجه لـ «العوار» في تجربة اللامركزية، يتعين أخذها بنظر الاعتبار عند إجراء هذه المراجعة:

الوجه الأول، ويتصل بنواقص ومثالب القانون ذاته، وهنا نبدأ بضرورة بلورة مفهوم مشترك، وطنياً، للامركزية التي نريد، مالياً وإدارياً، وللحدود التي نرغب في الوصول إليها عند نقل الصلاحيات من المركز للأطراف، من الحكومة المركزية إلى «الحكومات» المحلية ...وفي السياق التشريعي هذا، يتعين إعادة النظر في جملة من بنود القانون ومشتملاته، وهي من ضمن أمورٍ أخرى: (1) تعزيز الدور الرقابي لمجالس المحافظات المنتخبة، وتمكينها – بالقانون – من أدوات رقابية واجبة النفاذ والاحترام (السؤال، الاستجواب، المذكرة، حجب الثقة عن أي عضو في المجلس التنفيذي، بمن فيهم المحافظ)، فلا يجوز أن تبقى «البرلمانات المحلية» هياكل مفرغة من الصلاحيات، ومجردة من الأنياب والمخالب، وبهدف ضمان التوازن بين مجلسي المحافظة  المنتخب والتنفيذي المعيّن .... (2) إعادة النظر في البند المتعلق بتعيين 15 بالمائة من أعضاء مجلس المحافظة، والنص على انتخاب جميع أعضائه، أو استبداله بتعيين عدد من رؤساء أكبر البلديات في المحافظة (وهذا ينفع في تذليل مشاكل التضارب وزيادة التنسيق)، وممثلين عن النقابات المهنية المنتخبة وغرف الصناعة والتجارة المنتخبة أيضاً .... (3) اعتماد نظام انتخابي جديد (موحد في جميع انتخاباتنا العامة)، نظام التمثيل النسبي على مستوى المحافظة، وعدم العبث بالمحافظات الكبرى وتفتيتها كما حصل في آخر انتخابات نيابية .... (3) زيادة الكوتا النسائية إلى 30 بالمائة عملاً بأهداف الاستراتيجية الوطنية للمرأة ... (4) تخفيض سن الناخب (أسوة بقانون الانتخاب النيابية) والمرشح إلى 21 سنة .... (5) إعادة النظر في تشكيل المجلس التنفيذي، لتخفيفه من الحمولة الزائدة، والاستعاضة عن ذلك بتشكل لجان دائمة مختصة، يشترك فيها ممثلون على «مكونات» هذه المجالس ... (6) تطوير المواد الخاصة بدور مجالس المحافظات في إعداد الموازنة وإقرارها ومراقبة مراحل تنفيذها ومراجعة حساباتها الختامية، فالمجالس المنتخبة يجب أن تكون حاضرة في كافة مراحل «دورة الموازنة» ... (7) النص على آليات تنسيق ملزمة، ومجدولة زمنياً، بين مجالس المحافظات وبقية مؤسسات الدولة ذات الصلة، لضمان إنجاز مشاريعها في المواقيت المحددة، لتفادي ظاهر «ترحيل المشاريع واعتماداتها المالية» من عام إلى آخر، وبما يعزز مكانة وصدقية هذه المجالس أمام جمهورها وناخبيها...(8) تعزيز الشفافية أو تجربة «المجالس المفتوحة»، من خلال تمكين المواطنين ونشطاء المجتمع المدني من حضور اجتماعات المجلس ونشر وقائعها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتلقي الاقتراحات والشكاوى، وتنظيم اجتماعات عامة مع المواطنين.

الوجه الثاني: ويتصل بسوء فهم القانون الساري أو عدم تنفيذ بعض من بنوده ... حيث دللت التجربة، القصيرة حتى الآن، على وجود «سوء فهم عميق» لدى مختلف الأطراف ذات الصلة، حول أهداف القانون ومراميه ومضامينه، فلا عضو المجلس يعرف صلاحياته فيستنفذها أو يقف عند حدودها، ولا الأطراف الأخرى متفهمة لمغزى وجود «جسم جديد» في نظامنا السياسي – الإداري.

الوجه الثالث، ويتعلق بما تحصلت عليه المجالس المنتخبة من مساعدات وخدمات وتسهيلات، فلا مقرات لها ولا وحدات دعم وإسناد، ولا طواقم سكرتارية، بل ولا حتى مراسلين ... يتعين على الحكومة وضع خطة وطنية لدعم وإسناد مجالس المحافظات للسنوات الثلاث القادمة، فلا تنتهي قبل أن يكون لكل مجلس منها مقره الخاص المناسب والمجهزة (مملوك أو مستأجر) وفريق إسناد متخصص في القانون والتخطيط والتنمية والإعلام ومختلف مناحي الاختصاص ذات الصلة.

ينبغي الحد من هيمنة المحافظين على أداء أعضاء المجالس المنتخبة، وتفعيل فكرة التعاون والتكامل بين أداء مجالس المحافظات والمجالس البلدية والمحلية، والكف عن محاباة «نواب المحافظة» على حساب مجالسها المنتخبة، لاعتبارات خاصة بالحكومة وأجهزتها ودوائرها، ومصلحتها في خطب ود النواب وإن كان على حساب دور ومكانة مجالس اللامركزية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلة السياسية لحكومة الرزاز 25 السلة السياسية لحكومة الرزاز 25



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 12:24 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

عودة الإلترات

GMT 07:22 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

زوري أيسلندا للتمتع بمغامرة فريدة من نوعها

GMT 01:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

ميغان ماركل تنوي شكر صديقاتها في حفلة زفافها الثانية

GMT 06:54 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يوضّح كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 05:59 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

5 حيل ذكية لتهدئة بكاء الطفل سريعًا

GMT 12:20 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

حسين فهمي وشيري عادل يفضلان الرسم ومحمد رمضان يعشق الرياضة

GMT 00:17 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بريطانية تتيح درجة البكالوريوس في "البلايستيشن"

GMT 23:49 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

وفاة أب وإبنته غرقا في نهر ضواحي جرسيف‎

GMT 12:35 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

توقيف محامي في تطوان مُتهم بتزوير أختام الدولة

GMT 04:53 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

طرق ترطيب الشعر الجاف في فصل الصيف

GMT 07:22 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

"لاند روڤر" تُطلق أوّل سيارة كوبيه فاخرة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca