محاولة تهريب «مخ بقرى»

الدار البيضاء اليوم  -

محاولة تهريب «مخ بقرى»

عماد الدين أديب

أعلنت السلطات فى مصر أنه تم اكتشاف محاولة تهريب كيلوجرام مخ بقرى بصحبة أحد الركاب حاول أن يُدخله إلى البلاد وتم ضبط الراكب وبحوزته «المخ المهرب».

والقصة من بدايتها إلى نهايتها قصة عجيبة غريبة تعكس حالة كاملة من اللامعقول فى حياتنا اليومية.

وبالطبع يتم التعامل إدارياً وإجرائياً مع القصة على أنها محاولة تهريب مواد محظورة، وأيضاً محاولة تسلل لسلع دون دفع رسومها المقررة.

وفى رأيى المتواضع أن التهمة الأولى التى يجب أن يتم توجيهها للراكب -مع احترامى لسيادته- هى تهمة «الغباء التجارى»، فلا منطق مادياً أو إجرامياً يحكم محاولة تهريب «مخ بقرى» إلى البلاد، وهذا أمر لا مردود مادياً له لأن يكون هناك أى فائض ربح من «صفقة المخ» فى ظل سعر تذكرة سفر وتكاليف إعاشة.

قد يفهم الإنسان أسباب إقدام البعض على عمل إجرامى مثل تهريب نقد، أو ألماس، أو مخدرات، أو سلاح، أما تهريب «أمخاخ» بقرية فهذا أمر لم نسمع عنه على كوكب الأرض أو كوكب القمر.

وقد لفت نظرى بعض الأصدقاء إلى أن المهرب قد يكون قد أقدم على فعلته من أجل بيع المخ إلى «معمل تحاليل» طبى. وبالطبع وجدت أن هذا الأمر فيه صعوبة نسبية ترجع إلى أن كل الدول العالم، باستثناء بعض مناطق الهند، تأكل لحوم البقر وتستطيع أن تحصل على أى كمية من المخ البقرى بشكل «فرش» طازج يمكن أن تنطبق عليه مواصفات حفظ العينات المعملية كما هو متعارف عليه، إذن مخ البقر متوفر عندنا وعندهم.

إن هذا الأمر يذكّرنى بأحد الموردين المصريين الذى صدّر زيتوناً أخضر إلى فرنسا وقام بطلائه بصبغة أحذية سوداء حتى يباع على أنه زيتون أسود، وهو تفكير يدل ليس فقط على «قلة الذمة» وتعريض حياة الناس إلى خطر صحى، لكنه أيضاً يعكس حالة «غباء تجارى» لقيامه بعمل «غبى» و«غير أخلاقى».

ذلك كله يعكس حالة تزداد فى مجتمعنا، وهى قيام البعض ببذل جهد استثنائى لخرق القانون والتحايل على الأنظمة وبذل جهود جبارة أضعاف أضعاف الجهد الذى كان يمكن أن يبذله الإنسان إذا التزم بالقانون والأنظمة.

ونحن نبذل جهداً خارقاً لمخالفة القانون للحصول على عائد محدود، بينما يمكن أن نسير على الطريق المستقيم فى إدارة أعمالنا ونبذل جهداً أقل ونحصل على عوائد أكبر ومضمونة.

نحن فعلاً بحاجة إلى التعامل مع «المخ البقرى»، ليس لتصديره للخارج ولكن كى يستفيد منه البعض الذى انخفضت معدلات أخلاقياته ومعدلات ذكائه عن البقر.

مع شديد الاعتذار للبقر «بتلو وعجالى».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولة تهريب «مخ بقرى» محاولة تهريب «مخ بقرى»



GMT 17:57 2022 الإثنين ,03 تشرين الأول / أكتوبر

سعيد صالح: «اللي يتجوز أمي أقولّه يا عمي»!

GMT 17:59 2022 الثلاثاء ,06 أيلول / سبتمبر

مصر والأزمات الدولية

GMT 15:58 2022 الأحد ,04 أيلول / سبتمبر

أبصر بعينيها

GMT 15:36 2022 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

التسامح بين الأديان.. منهج حياة

GMT 20:27 2022 الإثنين ,29 آب / أغسطس

نبيل الأثر

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca