سياسة التعامل بالقطعة!

الدار البيضاء اليوم  -

سياسة التعامل بالقطعة

عماد الدين أديب

كانت قطعة الكنافة بالقشدة رائعة المذاق حينما اقتحم عليّ متعتي ذلك الشاب العربي المتحمس ساعيا إلى حوار جاد في زمن أصبحت - لأول مرة - في حياتي لا أرى فيه أي جدوى من الحوار! صرخ الشاب قائلا: «أرجوك يا أستاذ، اترك الكنافة بالقشدة والشاي بالنعناع وتدخين الأرجيلة وأجبني على أسئلتي»! العبد لله: وما هي أسئلتك يا سيدي؟ الشاب: أولا إلى أين تذهب الأمة العربية؟ العبد لله: هل أحد قال لك إنني «نوستراداموس» ذلك الفلكي العبقري الذي يتنبأ بالمستقبل. الشاب: أنتم يا أستاذ في الإعلام تعرفون كل شيء بدءا من أسرار الحكام إلى أين تخبئ البطة وليدها؟! العبد لله: لا تبالغ أرجوك، فلا أحد يعرف حقيقة ما يجري في هذه المنطقة الغامضة! الشاب: لماذا تسميها غامضة؟ العبد لله: إننا نعيش مرحلة من التقلب وعدم الاستقرار الذي يرجع إلى سيولة الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية! الشاب: وكيف يمكن أن تكون نتيجة هذه الأوضاع؟ العبد لله: في علم السياسة يسمونها حالة من «عدم التيقن» أي عدم وجود يقين واحد واضح ومحدد يمكن رسم صورة المستقبل عليه.. باختصار كل شيء قابل للحدوث! الشاب: كيف ذلك؟ العبد لله: بمعنى أن الاستقرار ممكن وكذلك الثورة، والهدوء وارد جدا وأيضا الفوضى، والتدخل الأميركي ممكن، وكذلك احتمالات الجلوس موقع المشاهد، والضربة النووية لإيران تتزايد وأيضا إمكانية التفاوض السياسي وعقد صفقة إقليمية معها! الشاب: إنها مسألة محيرة للغاية؟ العبد لله: وشديدة التعقيد، ولا أحد، وهنا أؤكد أنه لا أحد، سواء كان فردا أو جهازا استخباريا، يستطيع أن يقرأ كف الأيام القليلة المقبلة. الشاب: إذن كيف يتم التعامل مع ملفات هذه المنطقة؟ العبد لله: صدق أو لا تصدق، إنه تعامل صاحب عربة الفول المدمس الجائل في مصر؟ الشاب: وما هو أسلوب صاحب عربة الفول؟ العبد لله: إنه يتعامل بمنطق التعامل مع الرزق يوما بيوم أي حسب ما تأتي به الرياح من دون تخطيط مسبق أو استقرار ممكن لما هو مقبل! الشاب: يوما بيوم؟ هل هذا ممكن يا أستاذ. العبد لله: نعم، هذا صحيح. وإذا قمت بتحليل سياسات أهم الدول الموجودة على مسرح الأحداث في المنطقة ستجدها تتعامل مع الموقف «بالقطعة» أي من دون تصور متكامل ذي رؤية استراتيجية مبرمجة زمنيا وذات خطة تنفيذية واضحة! الشاب: إذن نحن في خطر! العبد لله: نحن مثل الذين يرتادون قطارا لا يعرف قائده اتجاه المحطة الأخيرة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسة التعامل بالقطعة سياسة التعامل بالقطعة



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:21 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

متى وأين المصالحة التالية؟

GMT 18:16 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

درس للمرشحين الأميركيين

GMT 18:08 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

التيه السياسي وتسييس النفط

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca