«اذهب عليك اللجنة!»

الدار البيضاء اليوم  -

«اذهب عليك اللجنة»

عماد الدين أديب

إذا أردت أن تقتل مشكلة أو أزمة أو اقتراح حوّله إلى لجنة حكومية! تحويل أي موضوع إلى لجنة للدراسة أو إبداء الرأي هو أمر معمول به في كل دول العالم، ولكن الفارق الجوهري بين «اللجان» عندنا واللجان عندهم، أن اللجنة عندهم تهدف إلى إيجاد «حل» أو الوصول إلى «تسوية» ناجعة ونهائية للموضوع المطروح، أما اللجنة عندنا فإنها تدخل الموضوع في متاهات عبثية ينتهي بها الأمر إلى مرحلة اللاحل! وأحيانا ما تخرج اللجان عندنا بتوصيات محددة، ولكن يبقى السؤال الكبير: إلى أي حد هذه التوصيات عملية وعلمية وقابلة للتنفيذ على أرض الواقع؟ وكثيرا، حينما تكون اللجنة حكومية وتكون القضية المطروحة أمامها هي قضية رأي عام تحظى باهتمام الناس والإعلام، فإن الحلول تكون «شعبوية» بمعنى أنها تهدف إلى دغدغة مشاعر الناس بصرف النظر عن مدى ملاءمة الحلول لطبيعة المشكلة! وفي علوم الإدارة يقولون: «هناك الحل الشعبوي، وهناك أيضا الحل الصحيح!». ومعنى العبارة أن الحل الشعبوي ليس بالضرورة هو الحل المناسب للتصدي للأزمة أو المشكلة محل البحث! وفي لندن، حضرت منذ سنوات ندوة مهمة لرائد الفكر الإبداعي البروفسور «دي بونو» الذي صك عبارة بليغة للغاية تقول إن «المشكلة غير التقليدية لا يمكن حلها بحلول تقليدية». لذلك لا يمكن التصدي لقضايانا ومشاكلنا ذات الخصوصية الشديدة، سواء كانت في القضايا السياسية الكبرى أو القضايا الاجتماعية الخاصة، بتحويلها إلى لجنة محلية أو لجنة برلمانية أو وزارية، وهي لجان تبتعد تماما عن التفكير الإبداعي غير التقليدي. التفكير الإبداعي، هو ذلك التفكير الذي يسمونه «خارج الصندوق»، أي خارج مجال الطرق والحلول المعتادة. وأهم ما في التفكير الإبداعي، هو الخروج عن المعتاد من أجل حل المشاكل المركبة غير المعتادة. وأهم ما في التفكير الإبداعي تحطيم عوائق ثلاثة: 1 - عائق «غير مسموح» 2 - عائق «غير ممكن» 3 - عائق «غير متوفر». هذه الأعذار الثلاثة القائمة على الصعوبة أو الاستحالة هي عناصر قاتلة لأي حل، ولعل أخطر عائق هو «عائق جمود العقل»! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«اذهب عليك اللجنة» «اذهب عليك اللجنة»



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:21 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

متى وأين المصالحة التالية؟

GMT 18:16 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

درس للمرشحين الأميركيين

GMT 18:08 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

التيه السياسي وتسييس النفط

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca