ضرورة إصلاح الجامعة!

الدار البيضاء اليوم  -

ضرورة إصلاح الجامعة

عماد الدين أديب

العام الذي ينتهي اليوم، ويلفظ أنفاسه الأخيرة، هو واحد من أسوأ أعوام العالم العربي من ناحية العمل العربي الجماعي. هذا العام، هو عام فشل النظام العربي على الحركة والحسم والتصدي للمشكلات. وما زلت أعتقد أن النظام الداخلي لجامعة الدول العربية القائم على مبدأ الإجماع وليس الأغلبية في التصويت هو عائق حقيقي تجاه تحقيق إرادة عربية حقيقية في فرض التحالف الإقليمي العربي إزاء أي دولة عضو أو أي مسألة إقليمية أو دولية. نحن ما زلنا نعيش على قواعد نظام عقيم لا معنى لاستمراره بالأسلوب والطريقة البالية العتيقة التي يجب التخلص منها. إن إصلاح العمل الجماعي العربي لم يعد أمرا من أمور الرفاهية الفكرية أو من تلك القضايا التي تتشدق بها النخبة المثقفة في عالمنا العربي. إصلاح العمل الجماعي العربي، بدءا من منظمة الجامعة العربية، أصبح قضية حياة أو موت. ولا يمكن لنا كلما اختلفنا مع نظام عربي قمنا بتجميد عضويته، مثلما حدث مع مصر وليبيا وسوريا. نحن نريد من نختلف معهم داخل الجامعة ولكن تحت إرادة وانصياع للإرادة العربية من خلال تعهد بقبول تلك الإرادة بواسطة عملية اقتراع قائم على الأغلبية. إن أفضل شيء يحدث لنظام مارق يتحدى إرادة شعبه وأمته العربية هو تجميد العضوية لأنه في هذه الحالة أصبح خارج مظلة التأثير والتأثر بالإرادة العربية. استمر القذافي في حربه الأهلية وفي عمليات التصعيد الدموي ضد المدنيين العزل وهو خارج الجامعة. ويستمر نظام الأسد في تحديه المطلق للعالم كله ومقعده في جامعة الدول العربية خال من التمثيل القانوني لبلاده. وكأننا نعطي تأشيرة قتل بلا محاسبة للنظام العربي الذي نجمد عضويته. إن إصلاح جامعة الدول العربية لا يحتاج لخبراء ونصوص وجلسات شبيهة بتلك التي عقدت في مصر لمناقشة الدستور المصري، إننا فقط بحاجة إلى الاطلاع على لوائح وأنظمة منظمات إقليمية محترمة مثل منظمة دول الاتحاد الأوروبي، أو مجموعة دول الآسيان، أو دول «النافتا» أو حتى منظمة الوحدة الأفريقية التي وصلت إلى مراحل متقدمة من أساليب المراجعة والمحاسبة لسلوك أعضائها ومراجعة تصرفاتهم. المنطقة مقبلة على صراعات وحروب أهلية وإقليمية ولا يمكن مواجهتها دون إصلاح الجامعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرورة إصلاح الجامعة ضرورة إصلاح الجامعة



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:21 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

متى وأين المصالحة التالية؟

GMT 18:16 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

درس للمرشحين الأميركيين

GMT 18:08 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

التيه السياسي وتسييس النفط

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca