فى عام 2018: دونالد ترامب الأكثر جدلاً

الدار البيضاء اليوم  -

فى عام 2018 دونالد ترامب الأكثر جدلاً

بقلم - عماد الدين أديب

هل هناك ما يمكن أن يسمى الدليل الذكى للتعامل مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى مواجهة تصرفاته الغبية؟

هل هناك «كتالوج» يمكن الاستعانة به لمعرفة قانونى الفعل ورد الفعل عند زعيم أكبر دولة فى العالم؟

هل هناك مركز أبحاث علمى واحد يستطيع أن يخرج بما يسمى بـ«النموذج السلوكى» المتكرر لقياس ومعرفة مبادئ وقواعد فكر هذا الرجل؟

أتذكر أن أحد كبار رؤساء تحرير الصحف الأمريكية قال لى منذ أشهر فى مدينة نيويورك، ونحن على عشاء فى متحف المتروبوليتان الشهير: «أى شىء تراه أنت منطقياً فإن دونالد ترامب عكسه تماماً».

وحينما حاولت أن أفهم هذا الرجل اللغز قال: «إنه حالة فريدة فى تاريخ الرؤساء الأمريكيين، فمنذ استقلال الولايات المتحدة ووصول 53 رئيساً قبله إلى رئاسة الحكم، فإن الرجل حالة خاصة نادرة، هى مزيج من الذكاء المفرط العصبى المتوتر الانفعالى العاشق للصدام وإحراز الأهداف عبر التصعيد الدائم، حتى لو وصل بالأمور إلى حافة الهاوية».

وكثير من الكتابات حاولت عمل منهج نظرى تحليلى لسلوك «ترامب» وعجزت، لأنها مثلاً لا يمكن أن تفهم كيف يهاجم رئيس فى الحكم كبار موظفى البيت الأبيض، أو أحد وزرائه أو الاحتياطى الفيدرالى، فيؤدى إلى هز أسواق المال؟

ولا يمكن لأحد أن يفهم أن تكون تغريدات الرئيس على حسابه الشخصى هى منصة صناعة القرار فى البلاد، حتى إن كبار مساعديه والإعلام والرأى العام والعالم يعرفون أخبار تعيين أو إعفاء أى مسئول منها، وليس عبر القنوات والوسائل التقليدية المعتادة.

إن الرجل قادر على أن يعطى إشارة ضوئية جهة اليمين، لكن يتجه نحو اليسار، وهو قادر على أن يقول الشىء وعكسه فى ذات المقابلة الصحفية، وهو قادر على أن يقول التصريح ويفعل عكسه بعد دقائق معدودة.

و«ترامب» يجيد لعبة حافة الهاوية، فهو يصل بالتهديد بحرب صواريخ نووية تجاه كوريا الشمالية ثم يجتمع بزعيمها ويعانقه.

والرجل لا يعرف الدبلوماسية فى اختيار العبارات بين زعماء الدول، ولا يعرف الخط الأحمر بين الرأى الخاص، وبين ما يمكن أن يعتبر تدخلاً سافراً فى سيادة الدول.

فعل هذا الخطأ بالتدخل فى الشئون الداخلية للفرنسيين والإنجليز والألمان والروس والصينيين واليابانيين والكنديين والمكسيكيين والكوبيين، دون خجل أو اعتذار عما بدر منه.

يفعل ما يريد، ويقول كل ما يتوارد على ذهنه دون مراجعة أو حسابات.

مرات قليلة فقط التى التزم فيها بالنص الحرفى المكتوب له من قبل مساعديه، وساعتها بدا غير مرتاح، وكأنه جواد حبيس يريد الانطلاق بلا حساب ولا لجام.

المذهل أنه فى كل مرة التزم فيها بموقف سياسى عاد ونقضه تماماً عبر تغريدة على حسابه الشخصى.

لذلك أرى «ترامب» شخصية العام الأكثر جدلاً وإثارة للفوضى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى عام 2018 دونالد ترامب الأكثر جدلاً فى عام 2018 دونالد ترامب الأكثر جدلاً



GMT 11:31 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب جديدة للقارئ في معرض الشارقة الدولي

GMT 11:26 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب أخرى للقارئ العربي

GMT 05:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دسائس البلاط

GMT 05:01 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اللبنانيون يأملون.. لكن بخوف وحذر!

GMT 05:00 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

ثورة في لبنان في عهد "حزب الله"

GMT 14:23 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

عبدالرحيم الوزاني يطالب لقجع بجلب مقر "الكاف" إلى المغرب

GMT 19:03 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

فيلم «نائب».. عبقرية الكوميديا السوداء

GMT 21:54 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

أفضل زيوت تدليك الجسم و المساج

GMT 09:41 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

عماد متعب ويارا نعوم يكشفان أسرار حياتهما في "كل يوم"

GMT 21:47 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

إدارة السجون تكشف وضع على عراس في "تيفلت 2"

GMT 09:56 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الجزائرية الصادرة الأربعاء

GMT 14:26 2017 الإثنين ,12 حزيران / يونيو

التدليك الحل السحري للتخلص من المشكلات الصحية

GMT 02:23 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كولم كيليهر يؤكد أنّ المملكة السعودية سوق جاذبة للاستثمار

GMT 08:30 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

حملة أمنية على محلات درب عمر بسبب الدمى الجنسية

GMT 00:14 2015 السبت ,28 شباط / فبراير

استخدمي طرقًا بسيطة للحصول على فضيات مميزة

GMT 15:48 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

الزواج المبكر فى مصر يتراوح بين 13-15%
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca