العام الجديد (8).. مصر فى مواجهة اقتصادها!

الدار البيضاء اليوم  -

العام الجديد 8 مصر فى مواجهة اقتصادها

بقلم : عماد الدين أديب

الاقتصاد المصرى اقتصاد مأزوم لأسباب تراكمية تاريخية آخرها تعرضه لحالة شبه انهيار عقب أحداث يناير 2011.

هذا الوضع ضغط بشدة على كافة قطاعات المجتمع المصرى وأسفر عن رغبة سياسية إلى إيجاد حل سياسى يؤدى إلى استقرار الأوضاع مهما كان الثمن.

تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم وهناك 4 تحديات رئيسية لهذا الاقتصاد:

1- فقدان الاحتياطى المركزى من العملات الأجنبية لـ55٪ من حجمه صبيحة يوم 25 يناير 2011.

2- هبوط دخل البلاد من السياحة، وتحويلات المصريين، والاستثمار الأجنبى المباشر.

3- انكماش السوق المحلية بسبب الأوضاع الأمنية وخروج 200 ألف شركة تجارية من السوق وإغلاق 6 آلاف مصنع وزيادة نسبة البطالة.

4- أمل المصريين فى حلول سريعة تحقق لهم الاكتفاء الذاتى من الاحتياجات الأساسية من الطعام وجودة التعليم والصحة والمواصلات.

باختصار أزمة النظام الاقتصادى فى مصر أنها أزمة من لديه «كوارث كبرى ويريد تحقيق أحلام عظيمة، فى أقل وقت ممكن، وبأقل كلفة اجتماعية».

وأزمة الاقتصاد المصرى الكبرى أنه اقتصاد غير منتج، فهو يستورد بـ90 مليار دولار ويصدر بـ20 مليار دولار!

والاقتصاد المصرى هو اقتصاد خدمات، فهناك 11٪ من قوة العمل تعمل فى الزراعة و32٪ فى الصناعة و56٪ تعمل فى قطاع الخدمات!

وأهم وأضخم صاحب عمل فى مصر هو الدولة، التى تُشغِّل 7 ملايين موظف وتتحمل رواتبهم ومكافآتهم وتأميناتهم مما يلقى عبئاً على الموازنة العامة التى يذهب 5٪ إلى بند الأجور والمرتبات.

وتعانى الموازنة العامة ضعف الاستثمارات العامة بسبب ذهاب 75٪ منها إلى بنود الأجور والمرتبات والدعم وفوائد الدين العام.

هذه الاختلالات الهيكلية تحتاج إلى أن تحقق مصر ما يفوق 7٪ من معدل إيجابى للناتج القومى على مدار خمس سنوات متتالية.

وتسعى الحكومة إلى أن تصل بمعدل التنمية من 2٫5٪ إلى 5٫5٪ هذا العام حسب وعودها لصندوق النقد الدولى.

ويعتبر مؤشر وصول الاحتياطى النقدى فى البنك المركزى إلى 24٫5 مليار دولار هذا الشهر، مؤشراً إيجابياً لأنه أعلى مستوى منذ أحداث ثورة يناير.

وتبقى مسألة صبر المصريين وقدرتهم على تحمل الارتفاع الكلى والهائل فى أسعار كل السلع وكل الخدمات عقب تحرير سعر الصرف، هى حجز الزاوية فى نجاح السياسات الاقتصادية الجديدة.

من هنا تصبح مسألة «التسكين الاجتماعى» لآثار سعر الصرف والتعامل مع ملفات نوعية من الأزمات الناتجة عن هذا الموضوع مثل ارتفاع أسعار الأدوية، أو مستلزمات البناء، أو بعض الأغذية والحبوب والغلال المستوردة، هى مسألة مضاعفة على الاقتصاد.

وما زالت مسألة توقف «أرامكو» للشهر الخامس عن توفير الطاقة لمصر بأسعار مقبولة وشروط ميسرة، تشكل ضغطاً على السيولة النقدية واحتياطى مصر من النقد الأجنبى.

لذلك كله يدرك الرئيس أن الشهور الستة الأولى من هذا العام هى الفترة الأصعب للخروج من نفق ضغوط كلفة الإصلاح الاقتصادى الصعبة.

الاقتصاد هو أخطر تحديات مصر، وهو مفتاح الحل أو عقدة العقد، إنه الملف الأخطر والأصعب والأهم.

المصدر : صحيفة الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العام الجديد 8 مصر فى مواجهة اقتصادها العام الجديد 8 مصر فى مواجهة اقتصادها



GMT 11:48 2022 السبت ,11 حزيران / يونيو

الرتاق

GMT 10:14 2022 الإثنين ,30 أيار / مايو

نقاش مع زميلين كبيرين

GMT 06:25 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

الساحر محمد صلاح

GMT 13:10 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

لو كنت من القيادة الفلسطينية

GMT 11:20 2020 الثلاثاء ,18 آب / أغسطس

سر الاتفاق الإماراتي مع إسرائيل (1)

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca