الدواء المر الذى يجب أن تتجرعه مصر!

الدار البيضاء اليوم  -

الدواء المر الذى يجب أن تتجرعه مصر

بقلم - عماد الدين أديب

أزمة الأزمات سياسياً واجتماعياً واقتصادياً هى تآكل الطبقة الوسطى المصرية نتيجة الأزمة الطاحنة التى تواجهها البلاد منذ يناير 2011.

الطبقة الوسطى فى كل مجتمع هى صمام الأمان الاجتماعى كلما اتسعت بشرائحها المختلفة تحققت حالة الحماية الاجتماعية وزاد منسوب الاستقرار السياسى وابتعد شبح الاضطراب الأمنى.

والأزمة التاريخية فى مصر أن هناك مجموعة من الاختلالات الجوهرية فى تركيبة السلم الاجتماعى تتصاعد بشكل مخيف منذ عام 1952.

لم تعد الرأسمالية قادرة على قيادة المجتمع، ولم تعد الدولة قادرة وحدها على تحمل الفاتورة الأسطورية للعب دور دولة الرعاية، ولم تعد موارد الدولة فى الاستثمار المباشر أو السياحة قادرة على حل مشاكل اقتصاد الخدمات الذى كنا نحلم به فى حكومة الدكتور أحمد نظيف.

ولا اقتصاد متطوراً يستطيع أن يتقدم دون وجود نخبة سياسية مستنيرة تدرك حقيقة كل عناصر المشهد السياسى ولديها الوعى والأدوات السياسية القادرة على قيادة المجتمع والجماهير.

لذلك كله يتحمل الرئيس عبدالفتاح السيسى ما لا يطيق لملء الفراغ الناتج عن ذلك الخواء السياسى الذى تعيشه البلاد، وضعف الإدارة التنفيذية التى تآكلت بسبب التخلف الإدارى والفساد المالى لحقبة تزيد على 65 عاماً.

إن قيادة المشروع التنموى الآن فى مصر فيها تحديات تحتاج إلى معجزات للتوفيق بين بناء قواعد مجتمع الاقتصاد الحر بكل قواعده فى ظل دور لا يمكن التنازل عنه لدولة الرعاية الاجتماعية لملايين الفقراء والمعدمين والمهمشين الذين تزيد عليهم تكاليف الحياة بشكل شبه يومى.

إن مصر الآن تعيش أعقد وأصعب تحدٍ سياسى اجتماعى لها، لأنها على مفترق طرق تاريخى واجهته دول كثيرة مثلها، مثل: تركيا وكوريا الجنوبية وماليزيا والبرازيل وبولندا، وهى تسعى للخروج من اقتصاد الخسائر إلى اقتصاد الفوائض النقدية.

إن الكلفة الاجتماعية لفاتورة هذا الانتقال هى من أصعب ما يكون، لذلك يجب دائماً الحذر الشديد فى احتساب الأثر الاجتماعى لها وحسن تقدير مدى القبول الشعبى لها.

«رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ»

صدق الله العظيم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدواء المر الذى يجب أن تتجرعه مصر الدواء المر الذى يجب أن تتجرعه مصر



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية

GMT 05:12 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تيريزا ماي تحضر قمة مجلس التعاون الخليجي

GMT 07:04 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حرباء متغيرة اللون يمتد لسانها لـ60 ميلًا لصيد فريستها

GMT 22:38 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

قميص نيمار يظهر في الملعب قبل مواجهة ألمانيا

GMT 01:22 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المدافئ الكهربائية تتغلب على النمط التقليدي بأناقتها المميزة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca