لا ترد على كلمة برصاصة ولا ترد على رصاصة بكلمة!

الدار البيضاء اليوم  -

لا ترد على كلمة برصاصة ولا ترد على رصاصة بكلمة

بقلم - عماد الدين أديب

ابتلى الله بلادنا بقوى سلبية تؤمن بتعطيل أى طاقة إيجابية تسعى إلى الإصلاح والتنوير والنهضة.

هذه القوى المعطلة تجدها على النحو التالى:

أولاً: قوى تعطل الاجتهاد فى الفهم الدينى.

ثانياً: قوى تعطل المبادرة الشخصية فى الفكر الاقتصادى.

ثالثاً: قوى تعطل حق الاختلاف فى التفكير السياسى.

رابعاً: قوى تعطل الرأى الآخر فى وسائل الإعلام.

خامساً: قوى تعطل «حق الآخر» فى مشروع الإصلاح الاجتماعى.

هذا «الحزب العميق المتخلف» هو سبب الجمود، ويمثل جوهر وركيزة المعوقات التى تمنع تطور الاقتصاد والسياسة والإعلام والمجتمع والخطاب الدينى.

وهذا الحزب ضد المنطق والعقل والدين والتاريخ، لأنه من سنن الكون!

الاختلاف من سنن الكون، لذلك هناك اختلاف بين الليل والنهار، والشمس والقمر، والشرق والغرب، والشمال والجنوب، واختلاف ألوان البشر، واختلاف ألسنتهم (اللغات)، واختلاف الطبقات والثقافات والأديان والمذاهب، وبالتالى يؤدى ذلك كله إلى اختلاف فى الرؤى والمواقف.

ومن كوارث العصر ابتلاء بعض المجتمعات بالذين لا يفرقون بين ألوان الطيف السياسى، والذين يقعون فى «بئر التعميم» و«التسطيح» و«التفسيرات المعلّبة» و«الكلشيهات» الشعبوية التى تسعى إلى دغدغة مشاعر العامة من الجماهير دون أن يكون لهذه الآراء أى سند من المنطق أو أى دليل من العلم.

ولعل الزعيم البريطانى ونستون تشرشل كان مصيباً للغاية حينما طالب بالتفرقة بين «الإبصار» و«الرؤية»، وقال إن هناك فارقاً جوهرياً بين مَن يبصرون وبين مَن لديهم رؤية.

ومن الرؤى العميقة أن نستطيع التفرقة بين «العدو» وبين «الصديق».

ومن الرؤى الحكيمة أن تعرف مع مَن تستخدم الكلمة ومع مَن تستخدم الرصاصة.

الفكرة يُرد عليها بفكرة مضادة، أما الرصاصة فيُرد عليها برصاصة مضادة.

إذا قمت بالرد على الرصاصة بفكرة فأنت ساذج وأحمق ومتخاذل.

وإذا قمت بالرد على الفكرة برصاصة فأنت مستبد وأحمق، وتفتح على نفسك أبواب جهنم، لأنك تخلق أعداء جدداً!

هنا علينا أن يكون لدينا رحابة الفكر، واتساع الصدر، وانفتاح العقل لقبول الرأى الآخر ما دام يمثل فكراً لا يخالف العقل والآداب العامة تحت مظلة القانون.

وهنا أيضاً علينا أن نفهم جيداً قول سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام: «اختلاف أمتى رحمة»، وقول الله سبحانه وتعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ».

عليك أن تقبل الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، لأن تعطيلهما دعوة للرصاص والدماء!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا ترد على كلمة برصاصة ولا ترد على رصاصة بكلمة لا ترد على كلمة برصاصة ولا ترد على رصاصة بكلمة



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:00 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين عموتة يحصل على راتب 50 ألف درهم في العقد الجديد

GMT 11:06 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

المدرسة آلية إنتاج بذور المجتمع المختارة

GMT 05:01 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة "سيتروين" العريقة في مزاد "بونهامز زوت" الشهير

GMT 00:44 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض "المزوار" لمسة من الثقافة المغربية المميزة في مدينة مراكش

GMT 18:24 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

ماسك الليمون وخل التفاح للشعر

GMT 17:03 2015 الإثنين ,13 تموز / يوليو

مجدي كامل ومها أحمد مع "رامز واكل الجو" الاثنين

GMT 08:40 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

بيت بيوت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca