درس التاريخ: حاور أعداءك قبل حلفائك

الدار البيضاء اليوم  -

درس التاريخ حاور أعداءك قبل حلفائك

بقلم : عماد الدين أديب

مبدأ «التفاوض» يعتبر وكأنه عار وعورة فى ثقافة المجتمعات والأنظمة العربية!

نحن أمة لا تؤمن بالحوار السلمى لفض النزاعات وتخفيف الصراعات وحل المشاكل المتراكمة من كل نوع.

وليس غريباً أن يكون المجتمع العربى أكثر مناطق العالم التى تعانى من خلافات حدودية وصراعات مناطقية، وحروب طائفية.

وليس غريباً أن تكون مصر واحدة من أكثر دول العالم التى ينطبق عليها حالة سوء استخدام حق التقاضى حيث بلغ عدد القضايا المنظورة أو التى تنتظر دورها أكثر من قدرة أى جهاز قضائى فى العالم على حسمها.

لقد توصل العالم عقب الحرب العالمية الثانية إلى ضرورة اتباع مبدأ الحوار والتفاوض السلمى طويل النفس وعدم اللجوء إلى استخدام القوة أو اللجوء إلى الحروب إلا حينما يتم استنفاد كل وسائل الحوار.

ويقع العقل السياسى العربى فى إشكالية كبرى حينما يعتقد أن الحوار والتفاوض يتم فقط مع الأصدقاء والحلفاء وأن اللجوء للتفاوض مع الخصوم أو الأعداء هو فعل شائن يحط من قدر أصحابه!

ومنذ سنوات طويلة قال كل من «مترنيخ» و«غاندى» و«تشرشل» و«ديجول»، إن كل الحروب تنتهى إلى مائدة تفاوض، وإن أفضل سياسى هو الذى يستطيع تجنب وصول الأزمة إلى مرحلة الحرب.

فى العراق، لو حاور صدام حسين الشيعة لما وصلنا إلى مرحلة الثأر التاريخى التى تعيشها العراق اليوم بين الشيعة والسنة.

وفى سوريا، لو تحاور الرئيس بشار الأسد عام 2012 مع المتظاهرين فى مدينة «درعا» وقام باحتواء مشاكلهم ومطالبهم لما فقدت سوريا 2 مليون قتيل و4 ملايين جريح و12 مليون لاجئ ونازح، وخسائر اقتصادية تتعدى 200 مليار دولار.

ولو استمع العقيد معمر القذافى إلى نصائح ابنه «سيف» وقام بإجراءات مصالحة وطنية شاملة لما تحولت ليبيا إلى حافة الحرب الأهلية التى تهددها بالتقسيم الفعلى.

القوى الكبرى فى العالم تدرك أهمية وضرورة التفاوض.

القوى الكبرى فاوضت إيران لمدة 3 سنوات بصبر واحتمال لا يطيقه بشر حتى توصلت إلى الاتفاق النووى معها بدلاً من اللجوء إلى الحرب.

ومنذ ساعات، جلس الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمدة ساعتين ونصف الساعة فى هامبورج فى أول لقاء مباشر بينهما منذ أن تولى الرئاسة.

وتم اللقاء بين الزعيمين رغم أن واشنطن تقود منذ سنوات وما زالت فرض عقوبات تجارية واقتصادية مع روسيا بعدما استولت الأخيرة على شبه جزيرة القرم.

لم يعتبر بوتين أن اللقاء خيانة أو مهانة ولم يعتبر ترامب أن اللقاء تنازل.

فى هامبورج أيضاً تم الحديث عن إمكانية إيجاد حلول سياسية للجنون العسكرى الذى يعيشه نظام كوريا الشمالية.

ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على خلاف حاد لكن على اتصال مستمر.

واشنطن على خلاف أكبر مع دول حلف الأطلنطى حول ضرورة التزام الأعضاء بدفع حصصهم المالية، لكن القنوات واللقاءات مستمرة.

فى السياسة، لا يوجد طلاق كامل ولكن يوجد حوار فيه مد وجزر، وأخذ ورد، وتهدئة وتصعيد، لكن الهدف النهائى دائماً هو التفاوض بهدف التوصل لتسوية نهائية.

حاور خصومك وأعداءك قبل حلفائك لأن البديل هو كابوس مدمر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس التاريخ حاور أعداءك قبل حلفائك درس التاريخ حاور أعداءك قبل حلفائك



GMT 08:07 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أخبار مهمة أمام القارئ

GMT 08:04 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الإمارات والأردن.. توافق لأمن المنطقة

GMT 08:01 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسوأ عقاب أوروبى لأردوغان

GMT 07:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لهذا تقود أمريكا العالم!

GMT 07:57 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كسر الحلقة المقفلة في اليمن

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية

GMT 05:12 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تيريزا ماي تحضر قمة مجلس التعاون الخليجي

GMT 07:04 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حرباء متغيرة اللون يمتد لسانها لـ60 ميلًا لصيد فريستها

GMT 22:38 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

قميص نيمار يظهر في الملعب قبل مواجهة ألمانيا

GMT 01:22 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المدافئ الكهربائية تتغلب على النمط التقليدي بأناقتها المميزة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca