كيف تصبح المعارضة وطنية ومحترمة؟

الدار البيضاء اليوم  -

كيف تصبح المعارضة وطنية ومحترمة

بقلم عماد الدين أديب

علينا كنخبة سياسية مصرية أن نتلقى دروساً مكثفة فى محو الأمية فيما يمكن وصفه بـ«آداب الخلاف فى المسائل الوطنية».

من حقنا أن نختلف على مواقفنا وآرائنا ومشاعرنا تجاه النظام أو الحكومة أو الرئيس.. هنا أتحدث عن أى نظام وأى حكومة وأى رئيس فى أى عهد من العهود.

والاختلاف هو من طبيعة خلق الخالق، ولو شاء الله لخلقنا على هيئة واحدة وعقل واحد ورؤى واحدة.

الاختلاف هو سنّة كونية من سنن الحياة، لذلك علينا أن نعترف بضرورة وجودها ونحترم قيمتها السامية فى حياتنا.

الأزمة ليست فى أن نختلف ولكن فيم نختلف؟ وكيف نختلف؟

علينا أن نتحضر ونتصرف برقى فى خلافاتنا، فلا تقهر الأغلبية رأى الأقلية، ولا تقوم الأقلية بتجريح الأغلبية.

ويمكن الخلاف فى أى شىء إلا فيما له علاقة بمصلحة الوطن والناس.

وليكن مقياسنا هو أن كل ما يفيد مصر وشعبها هو أمر أدافع عنه، وكل ما يضرها أختلف معه بصرف النظر فى الحالتين عمن يحكم وعن طبيعة النظام أو أسماء الأشخاص.

مصلحة مصر هى قضية موضوعية وليست قضية مصلحة شخصية أو ثأر شخصى.

من هنا أتوقف طويلاً أمام بعض ردود الفعل السلبية تجاه الإنجازات الكبرى التى تحققت فى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر. وأشعر بحزن شديد تجاه تشكيك البعض فى هذه النتائج أو وصفها بأنها محاولات سعودية لشراء مصر.

إن بناء جسر بين مصر والسعودية هو خدمة جليلة للشعبين المصرى والسعودى وليس خدمة لنظام الحكم فى البلدين.

إن دعم مستشفى قصر العينى هو عمل إنسانى نبيل لآلاف المرضى الذين يبحثون عن علاج محترم وليس جائزة للحاكم أو الحكومة.

إن بناء مدينة للبعوث الإسلامية فى الأزهر هو عمل رائع لدور الأزهر الوسطى فى خدمة الإسلام وليس دعماً شخصياً لأى مسئول مصرى.

إن زيادة الاستثمارات المباشرة فى الزراعة والصناعة والنقل والطاقة هى إنقاذ لشعب مصر الصبور من همومه ومتاعبه الاقتصادية وخلق لفرص عمل يحتاجها شبابنا وليس حكومتنا.

كل خير يذهب إلى الناس يجب أن أدافع عنه وأباركه بصرف النظر عن موقفى السياسى من طبيعة النظام أو رؤيتى لشرعيته أو أشخاصه.

فى شئون الوطنية المصرية يجب أن نترفّع تماماً عن الثأر والكيد والتشكيك، هكذا تصبح المعارضة معارضة وطنية ومحترمة.

اختلف كما شئت ومع من تشاء، ولكن لا تختلف فيما ينفع الوطن والناس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تصبح المعارضة وطنية ومحترمة كيف تصبح المعارضة وطنية ومحترمة



GMT 11:48 2022 السبت ,11 حزيران / يونيو

الرتاق

GMT 10:14 2022 الإثنين ,30 أيار / مايو

نقاش مع زميلين كبيرين

GMT 06:25 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

الساحر محمد صلاح

GMT 13:10 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

لو كنت من القيادة الفلسطينية

GMT 11:20 2020 الثلاثاء ,18 آب / أغسطس

سر الاتفاق الإماراتي مع إسرائيل (1)

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

دي بروين يؤكّد أن مقارنته مع محمد صلاح أمر صعب

GMT 02:11 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

أنور رحماني يطرح روايته الجديدة "هلوسة جبريل"

GMT 02:28 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

فندق "غراند كونتيننتال" إيطاليا حيث الجمال والعزلة والهدوء

GMT 03:25 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار طائرة من طراز فريد على هيئة جناح فندقي

GMT 12:26 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

إشبيلية يحصل على خدمات ساندرو راميريز على سبيل الإعارة

GMT 06:32 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

كيرا نايتلي أنيقة وملفتة في مهرجان "سندانس"

GMT 02:36 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

وصفة صابلي بدون بيض سهل، لذيذ و سريع

GMT 23:24 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

ميسي يسجل هدفًا ويصنع آخر لبرشلونة أمام ليفانتي

GMT 03:05 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

الديكور الرائع يزين شقة بنتهاوس ويجعلها فريدة من نوعها

GMT 10:48 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إيران تستعدّ للمنتخب المغربي ببطولة رباعية في الدوحة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca