حالة المجتمع الفاسد

الدار البيضاء اليوم  -

حالة المجتمع الفاسد

عماد الدين أديب

نتحدث دائماً عن أخطاء الحكام على مر السنين، ولا نتحدث عن أخطاء المجتمعات.

وقد علّمنا التاريخ أنه إذا كان فساد حاكم على رأس الحكم يُعتبر كارثة فإن فساد المجتمع كارثة الكوارث!

فساد المجتمع يعنى أن يكون الفساد أسلوب حياة وسمة غالبة على طبيعة العلاقات بين القوى السياسية وبين أفراد هذا المجتمع.

مظاهر هذا الفساد هى حرص الجميع على أن تسود الرشوة والسمسرة والمحسوبية وسيادة منطق المصالح الخاصة على المصلحة العامة.

ومن مظاهر هذا الفساد فى المجتمع تدنى مستوى القيم الاجتماعية وتعظيم منطق الخروج على القانون وعدم الاكتراث بالانحطاط الأخلاقى.

ومن مظاهر فساد المجتمع فقدان النخبة لأى دور قيادى وسليم مما يتيح توجيه المجتمع من قبَل من سماهم «سقراط» بالسفلة!

ويقول ابن خلدون: «إن مجتمع العبيد هو مجتمع غير قابل للنهوض»!

لذلك يرى علماء الاجتماع السياسى أن أزمة بعض المجتمعات فى بعض الأزمنة هى وجود حكم رشيد ولكنه يواجه مجتمعاً فاسداً.

ويصف العلماء هذه الحالة بأنها حالة شبه مستحيلة فى الإصلاح لأن المجتمع فى هذه الحالة قد يقضى تماماً على الحاكم المصلح أو أنه ينجح فى النهاية فى تحويل الحاكم الصالح إلى حاكم فاسد.

وتظهر المجتمعات الفاسدة فى أعقاب عقود من ضياع النظام القيمى وتدهور مستمر فى نظم التعليم وافتقاد المجتمع إلى الشفافية وقواعد الحوار السليمة.

الحاكم الفاسد قد يتم إصلاحه فى شهور أو سنوات قليلة. أما المجتمع الفاسد فقد يحتاج إلى عقود أو قرون من الزمن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة المجتمع الفاسد حالة المجتمع الفاسد



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:21 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

متى وأين المصالحة التالية؟

GMT 18:16 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

درس للمرشحين الأميركيين

GMT 18:08 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

التيه السياسي وتسييس النفط

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca