العبقرى الذى منع بيان الحكومة

الدار البيضاء اليوم  -

العبقرى الذى منع بيان الحكومة

عماد الدين أديب

لست أعرف من هو العبقرى الذى قرر عدم إذاعة جلسة بيان الحكومة أمام البرلمان على الهواء مباشرة؟

هل كان القرار خوفاً من أن تحدث أمور ووقائع لا يريد الحريص على الحكومة أن يراها الرأى العام؟

هل كان قرار عدم الإذاعة نوعاً من التحوط لعل وعسى الجلسة لا تسير على ما يرام؟

إن بيان الحكومة، وهنا أتحدث عن أى حكومة، فى البرلمان، وهنا أتحدث عن كل البرلمانات، هو مناسبة عظمى وجليلة تقدم فيها الحكومة كشف حسابها وبرنامجها العملى للتصدى لمشاكل الناس وبناء مستقبل مشرق.

هذا البيان، تسعى كل الحكومات إلى اتساع انتشاره بأكبر قدر ممكن على الرأى العام، وتسعى لتسويقه إعلامياً وشعبياً بقوة حتى يقتنع الرأى العام، صدقاً أو كذباً، بما تنوى فعله.

المسألة الثانية هى القدرة على تلخيص جوهر البيان بشكل مبسط وشعبى للرأى العام.

مثلاً، حينما جاء ونستون تشرشل إلى البرلمان البريطانى كرئيس حكومة الحرب ضد أدولف هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية لخّص بيانه إلى شعبه قائلاً: «لا أستطيع أن أعدكم الآن إلا بالعرق والدم والدموع».

فى ذلك الوقت وصلت الرسالة إلى الرأى العام البريطانى بأن هذه الحكومة هى حكومة التضحيات وهذا الزمن هو زمن تحمل الصعاب.

فى صياغة بيان رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل معنى واضح تكرر وهو «نعم نستطيع» الإنجاز، وهى عبارة الأمل التى جاءت فى بداية الحملة الرئاسية الأولى للرئيس الأمريكى باراك أوباما.

هذه العبارة البليغة نجحت مع أوباما وانتشرت، لكنها لم تنتشر مع رئيس حكومتنا.. لماذا؟

مع أوباما كانت «نغمة مترددة» تم تسويقها بعبقرية فى كل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى وعلى لوحات فى الشوارع والأوتوبيسات ومحطات المترو والإذاعات، بل وفى الأغنيات التى تم تأليفها خصيصاً، لذلك نجحت.

أما نحن فلا يمكن أن ننجح فى تسويق مبدأ عظيم ورائع وهو «نعم نستطيع»، بسبب أن هناك عبقرياً قرر عدم إذاعة جلسة بيان الحكومة.

كيف تريدنى أن أتعاطف معك وأنا لم أسمع ولم أشاهد كلامك؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العبقرى الذى منع بيان الحكومة العبقرى الذى منع بيان الحكومة



GMT 00:10 2019 السبت ,23 آذار/ مارس

حرصا على تقاليد برلمانية صحيحة

GMT 04:21 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

الرؤوس الكبيرة في قضية الدخان!

GMT 00:03 2018 الجمعة ,20 تموز / يوليو

عيون وآذان (ترامب يخطئ عن تجنيس ايرانيين)

GMT 06:07 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

“نمْ مطمئنا يا عمر!”

GMT 06:20 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

من السكتة القلبية إلى السكتة الدماغية

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca