أسئلة حول التحالف الإسلامى

الدار البيضاء اليوم  -

أسئلة حول التحالف الإسلامى

عماد الدين أديب

قد يفرح الإنسان العربى - للوهلة الأولى - بالإعلان عن قيام تحالف إسلامى من 34 دولة ضد الإرهاب.

قد يفرح لأنه يعنى اجتماع دول إسلامية حول هدف، ولأنه - وهذا الأهم - يقدم رسالة للعالم، أن العالم الإسلامى هو الضحية الأولى للإرهاب قبل أن يكون صانعاً له.

ولكن المنطق، والتاريخ، وعلم السياسة يقولون لنا إن أى تحالف له 3 شروط أساسية لا بديل عنها، وهى:

1- مَن يتحالف مع مَن؟

2- مَن يتحالف - بالضبط وبالتحديد - ضد مَن؟

3- ضرورة وجود هياكل وآليات تفصيلية تحدد طريقة عمل هذا التحالف.

تعالوا نناقش الشروط الثلاثة.

بالنسبة لـ «مَن يتحالف مع مَن»، فإن المسألة معقدة لأنها تمثل تحالفاً واسعاً للغاية تنقصه حالة من التجانس، بل إن بعض أطرافه فى حالة تصادم وصراع مثل الخلاف القطرى - المصرى، والخلاف التركى - المصرى والتوتر الليبى مع قطر وتركيا، والخلاف الإماراتى التركى والتوتر المصرى - السودانى.

2- أما بالنسبة لمسألة تحالف «مَن ضد مَن»، فإن خصوم مصر بالدرجة الأولى هم جماعة الإخوان، وهى جماعة شرعية فى تونس، ومحتضنة فى تركيا، وممولة من قطر، ومتصارعة سياسياً فى الأردن.

وحينما تحدد مَن هو الإرهابى، فإن كل التنظيمات الدينية فى سوريا مرفوضة مثلاً من الإمارات، بينما تدعم قطر جبهة النصرة، وتدعم السعودية جيش الفتح، بينما تقف مصر مع مشروع استمرار الدولة المركزية.

3- وعندما نأتى لمسألة الهياكل والآليات، فإن هناك أسئلة عديدة مثل: كيفية تشكيل القوات، ونوعية أسلحتها، وأماكن تمركزها، وميادين قتالها، وتحديد قيادتها المركزية وأسلوب تمويلها وقواعد الاشتباك لديها.

أمور كثيرة قد لا تقتل الفكرة أو تهدم المشروع لكنها أساسية وضرورية من أجل إنجاح هذا الهدف السامى الذى أُعلن عنه.

وفى اعتقادى أن مصر يجب أن تحسب خطواتها وأسلوب مشاركتها بشكل واضح ودقيق، وأن تطمئن قبل الإقدام على أى خطوة أن كافة الأسئلة الأساسية قد تمت الإجابة عنها بشكل يخدم المصالح المصرية العليا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة حول التحالف الإسلامى أسئلة حول التحالف الإسلامى



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:21 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

متى وأين المصالحة التالية؟

GMT 18:16 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

درس للمرشحين الأميركيين

GMT 18:08 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

التيه السياسي وتسييس النفط

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca