أخيرا.. اكتشفت واشنطن من وراء «القاعدة»

الدار البيضاء اليوم  -

أخيرا اكتشفت واشنطن من وراء «القاعدة»

عبدالرحمن الراشد

وزارة الخزانة الأميركية ألقت بقنبلة مدوية عندما أذاعت سلسلة عقوبات على إيران تدينها بنشاطات تنظيم القاعدة في سوريا، بما فيها ذراعها العسكرية «جبهة النصرة» في سوريا، وممثلها يس السوري. وكشفت الخزانة الأميركية كيف أن أموال مغفلين كويتيين تذهب إلى يس في إيران الذي ينقلها إلى سوريا! ولو اكتشفت الغالبية من المسلمين السنة حقيقة «القاعدة»، أنها جهاز إيراني، أو مرتبطة به، لسقطت سريعا. وما حدث لـ«داعش» خلال الأسابيع القليلة الماضية في سوريا برهان على إمكانية إسقاط «القاعدة» بنفس الطريقة. فقد هوت «داعش» من تنظيم بطولي في نظر متطرفي السنة نتيجة قتالها الشرس ضد قوات الأسد، إلى تنظيم عدو مكروه بعد أن كشف الإعلام أن «داعش» ليست إلا جماعة يديرها نظام الأسد، وقامت باستهداف قوات المعارضة بالاغتيال واحتلال مناطقهم. «القاعدة» ستخسر قواعدها ومصادر تمويلها إن ثبت فعلا أنها على ارتباط بإيران. لكن هل فعلا هي كذلك؟ كنا، أيضا، نرفض أن نتخيل وجود رابط ما بين تنظيم القاعدة السني الإرهابي ونظام إيران الشيعي المتطرف. المثير للسخرية أنه خلال سنين «القاعدة» الأولى كان الشك والاتهام يوجهان بالدرجة الأولى للسعودية، كونها مرجع السنة، وأكثر الدول الإسلامية تشددا في تطبيقاتها، ولأن أسامة بن لادن السعودي تزعم التنظيم، وزاد الشك بعد تورط 16 سعوديا في هجمات سبتمبر (أيلول)، وقبل ذلك هناك تاريخ يربط بين السعوديين والعمل جهادي في أفغانستان، إضافة إلى تورطهم في الدعوة والدعاية وجمع التبرعات لنشاطات الجهاد في سنوات «القاعدة» الماضية. لكن فاجأتنا الأحداث، والأيام، بعكس ذلك. ففي سنوات نشاط «القاعدة» في العراق كان مستغربا أن أهداف «القاعدة» هي أهداف إيران، ضد السعودية واليمن والأردن والولايات المتحدة وأوروبا! كانت هناك معلومات متواترة عن استضافة إيران لعشرات من منسوبي «القاعدة» الفارين من أفغانستان بعد أن هاجمها الأميركيون، أمر لم تنكره الحكومة الإيرانية، لكنها زعمت أن سيف العدل وأبناء ابن لادن وسليمان أبو غيث موجودون تحت الاحتجاز. وفي سنوات تالية ومن المعلومات التي توفرت من إفادات المعتقلين، ورصد حركة «القاعدة» واتصالاتها، زادت قناعة دول المنطقة أن نظامي إيران وسوريا وراء الكثير من أعمال «القاعدة». كان الجانب الأميركي يسخر من روايتنا بأن إيران طرف أساسي في نشاطات «القاعدة»، وكان يصف مثل هذه الآراء بأنها سخيفة، وكيدية، على اعتبار أننا نريد أن نجمع خصومنا في سلة واحدة، إيران والأسد و«القاعدة»! لم يستطع الغربيون استيعاب فكرة أن جماعة سنية متطرفة يمكن أن تتحالف أو تعمل مع نظام شيعي متطرف، ومعهم الحق في صعوبة ابتلاع مثل هذا الزعم، لأنه في استحالته يماثل القول بأن الولايات المتحدة تدير وتمول تنظيمات شيوعية! ولأنني كتبت كثيرا عن هذا الموضوع، أي شبهة العلاقة، أحاول ألا أكرر ما قيل سوى أنه في منطقتنا مهم جدا الانفتاح على قراءة كل الاحتمالات، النظام السوري، ومعه النظام الإيراني، كانا يستخدمان الجماعات السنية الإسلامية مثل الجهاد الإسلامي وحماس في غزة وفتح الإسلام في لبنان، وقاما أيضا بدعم جماعات سنية معارضة في الخليج. ورغم المفارقة والتناقض بين الهدف والوسيلة، إلا أن هذا هو الواقع في منطقة الشرق الأوسط. قرارات وزارة الخزانة الأميركية بتفاصيلها المثيرة يجب ألا تبقى مجرد قوائم مقاطعة وملاحقة بنكية، بل هي إدانات مهمة لتنظيم القاعدة، ولتكن بداية تصحيح المسار في المعركة ضد الإرهاب. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخيرا اكتشفت واشنطن من وراء «القاعدة» أخيرا اكتشفت واشنطن من وراء «القاعدة»



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:21 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

متى وأين المصالحة التالية؟

GMT 18:16 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

درس للمرشحين الأميركيين

GMT 18:08 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

التيه السياسي وتسييس النفط

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca