وزير عُماني يزور القدس

الدار البيضاء اليوم  -

وزير عُماني يزور القدس

بقلم - عبد الرحمن الراشد

ما الفارق بين قطر وعمان؟ وبين سياستي الدوحة ومسقط؟ لماذا نتقبل من يوسف بن علوي بن عبد الله، وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، عندما يسافر لزيارة القدس أو لو يلتقي مسؤولين إسرائيليين، ونستهجنها من المسؤولين القطريين عندما يفعلون الشيء نفسه؟
الوزير بن علوي جال بين القدس وأبو ديس وأريحا، والتقى فاعلين رسميين وشعبيين، وحمل معه البخور العُماني للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة. قام بزيارته في وقت تشن وسائل الإعلام القطرية حملات تحريض ضد من يفكر في أن يقوم بمثل هذه الزيارة، أو حتى يعلق مؤيداً لها. وعندما نرى بن علوي في القدس لا نشعر بالانزعاج لأن السياسيين العمانيين والإعلام العُماني لا يكيلون اتهامات مناقضة لما تفعله سياستهم. أما دولة مثل قطر فهي تقوم بشكل مستمر، منذ عام 1996، بمثل هذه النشاطات الدبلوماسية والتعامل مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه تهدد الدوحة أي حكومة أو منظمة تجرؤ على القيام بمثل ما تقوم به. وسبق لها أن شنت حملة ضد الحكومة المصرية لأن المفتي زار القدس، وضد الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي لأنه علق مرة شاجباً جريمة الهولوكوست ضد اليهود!
سلطنة عمان لديها سياستها المستقلة أيضاً، فهي من منتصف التسعينات فتحت مكتباً تجارياً إسرائيلياً في مسقط، ثم أغلقته مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية. أما قطر فتُمارس سياسة نفاق مزدوجة؛ تتاجر وتتعامل مع الإسرائيليين على كل المستويات، وفي الوقت نفسه تشن حملات تخوين ضد الحكومات والمنظمات العربية إنْ دخلت في أي شكل من التعامل مع جهات إسرائيلية. وشكلت تحالفاً شريراً مع إيران تهدد فيه دول المنطقة، من خلال سياسة تحريضية، مع دعم الجماعات الإسلامية المتطرفة بما فيها «القاعدة» و«داعش» و«جبهة النصرة» وتهديد قوى الاعتدال في منطقة الشرق الأوسط.
عُمان لم تحتج، ولم تحرض، ولم تعترض، وتبنت سياسة إقليمية قد لا تتفق دائماً مع معظم دول المنطقة. هذه خياراتها وكلنا نحترمها لأنها تحترم خيارات غيرها.
أما من حيث الخطوة العمانية الشجاعة، بالتعامل مباشرة مع القوى على الأرض في داخل فلسطين وإسرائيل فإنها تستحق النقاش، الطويل جداً.
يقول الوزير بن علوي، «علينا أن نشجع إخواننا العرب، أينما كانوا، على القدوم إلى فلسطين. لأنه كما قلت من يسمع ليس كمن يرى. مطلوب الآن أن يزوروا الفلسطينيين». قد يقول البعض إن بن علوي هو أكثر وزراء الخارجية العرب خبرة، الأطول عمراً في المنصب، ولا يحتاج للذهاب إلى هناك ليعرف ماذا يحدث. الحقيقة، أن كل وزراء الخارجية العرب، وبقية الوزراء، في حاجة إلى أن يذهبوا للأراضي الفلسطينية المحتلة، ويلتقوا بالقيادات الفلسطينية الرسمية والشعبية، ويعرفوا الواقع على حقيقته بدلاً من التنظير عن المعاناة من داخل قاعات المؤتمرات المكيفة في القاهرة وغيرها. فواحد من أعظم أخطاء السياسة العربية مقاطعة الفلسطينيين دبلوماسيا واقتصاديا وإنسانياً بدعوى أنها مقاطعة لإسرائيل.
على أي حال، ورداً على استغراب بعض الأطراف الموالية لقطر، فإنه مهم أن نميز بين ما تفعله حكومة قطر من بلطجة وتحريض وهي على علاقة قوية بالإسرائيليين وما فعلته سلطنة عمان. الفارق كبير جداً وعلى الجامعة العربية أن تتبنى دعوة بن علوي لزيارة فلسطين وتعتبرها عنواناً لمشروع جديد يشمل فك الحصار العربي عن القدس والفلسطينيين، وأخذ موقف صريح وواضح ضد التحريض من دول مثل قطر وإيران.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزير عُماني يزور القدس وزير عُماني يزور القدس



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca