إدارة الأزمة في طهران

الدار البيضاء اليوم  -

إدارة الأزمة في طهران

بقلم : عبد الرحمن الراشد

حتى نفهم قرارات إيران والوضع، كما آلت إليه الأمور، علينا أن نفهم كيف تفكر طهران، كيف تتخذ القرارات. ولأن المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، هو صاحب القرار الأخير في الأوقات الخطيرة، لا بد أنه يرأس اجتماعات تضم القيادات العسكرية و«الحرس الثوري» و«الباسيج»، والسياسيين مثل الرئيس حسن روحاني ووزراء مثل المالية والنفط.

أتصور أنه في الاجتماع المغلق للقرارات الاستراتيجية، يتم استعراض الوضع النفطي والمالي والسياسي. ومن العرض باتت الصورة واضحة أمامهم، فشلت رحلات المسؤولين إلى الهند، والصين، وروسيا، واليابان، وكوريا، وأوروبا لإقناع حكوماتها بشراء النفط.

روحاني: كل الحكومات رفضت خشية من العقوبات على شركاتها أو إفساد علاقاتها مع واشنطن.

وزير النفط: هناك مشترون في وسط البحر إلا أن الكميات صغيرة، وبخصومات عالية. وعبر التهريب من حدود العراق وأفغانستان، أيضاً بكميات محدودة وسعر مخفض.

وزير المالية يحذر: مداخيل الدولة ستهبط أكثر من ستين في المائة، عجز لا نستطيع مواجهته، ولا توجد بنوك خارجية تمنحنا قروضاً، نفقات الحكومة 113 مليار دولار، مداخيلنا لن تصل إلى خمسين ملياراً.

روحاني: الخطر عظيم إن امتد الحصار عامين. لا بد أن نخفض..

قاسم سليماني، قائد الحروب الخارجية: أحذر من وقف دعم التنظيمات، «حزب الله» و«حماس» والحوثي، هذه لن تصمد طويلاً. وإسرائيل قد تنفذ هجوماً على «حزب الله» في لبنان فتهدم في ليلة كل ما بنيناه.

رئيس «الحرس الثوري» اللواء حسين سلامي: لا بد من فك الحصار.

المرشد يختم الاجتماع بقوله: نعم، إما بالتفاوض والتنازل للأميركيين أو بالقوة العسكرية.

ثم يقتصر المرشد الاجتماع التالي على القيادات العسكرية والأمنية، ولا يدعى إليه روحاني.

يطلب المرشد منهم عرض الموقف كما هو، وخيارات التعامل معه عسكرياً.

وزير الدفاع، الفريق حسن دهقان: أهم أسلحتنا الصواريخ الباليستية، والقوارب السريعة الصغيرة. أما القوة الجوية فيتفوق فيها المعسكر المعادي مع قوة ضاربة في كل الأسلحة.

المرشد: هل من فرصة لكسب الحرب؟

دهقان: قد نستطيع تحمل الخسائر والاستمرار في حرب استنزاف بالصواريخ لكن ليس لعام كامل.

اللواء حسين سلامي: دول الخليج لن تتحمل حرباً طويلة، فمعظم مرافقهم النفطية والصناعية والمياه والكهرباء على الضفة المقابلة من الخليج. وسنفقدهم جزءاً من صادراتهم باستهدافنا الناقلات، والمرافق من مراكز نقل، وشحن، ومصافٍ، وموانئ.

المرشد: لكن هل سنربح الحرب؟

دهقان: لا، لن نربح.

سلامي: لا توجد لدينا مرافق كبيرة نخشى عليها.

دهقان: قوة النيران عندهم ضخمة، ويستطيعون في شهر تدمير مراكز قواتنا المسلحة و«الحرس الثوري» كما فعلوا في العراق.

المرشد: هل نستطع التحمل؟

سلامي: نخاف أن تكون هناك مؤامرة لتغيير النظام بالتعاون مع المنافقين في الداخل، واستغلال المظاهرات، ووضعنا الاقتصادي السيئ.

يؤيده دهقان: الحرب ستدمر بعض قدرات العرب لكنها قد تتسبب في انهيار نظامنا.

الجنرال سليماني: أنا ضد التنازل، وضد إنهاء عملياتنا في سوريا ولبنان واليمن، لقد ضحينا بآلاف الناس وخسرنا المليارات، ونستطيع أن نصمد ثلاث سنوات حرب ضد الأميركان وحلفائهم. ولدينا انتصارت عظيمة.

وزير الدفاع: أنت حاربت ضد هواة في سوريا، استخدمت ميليشيات في لبنان واليمن. هنا الوضع مختلف، دمروا قوة صدام في أقل من أسبوعين. ويستطيعون بالتشويش على أجهزة الاتصالات تعطيل قدراتنا الصاروخية والقيادية في أول ساعة.

سليماني للمرشد: ملايين مستعدون للتضحية بأنفسهم بكلمة منك. لا تخضع بعد كل ما حققناه.

دهقان: أأنت واثق أن الشعب الإيراني مستعد للتضحية أم سينتهز المنافقون الفرصة للانقضاض علينا مستغلين الأزمة؟

سليماني: نحن لهم بالمرصاد. وترمب جبان هرب من سوريا.

دهقان: لا يزال في سوريا وها نحن بسببه نخسر في سوريا، والحرب في الخليج مختلفة وأخطر.

يتدخل المرشد لفض الخلاف: نحن متفقون على كسر الحصار. أنا موافق مع اقتراح الفريق دهقان. نبدأ بمعارك عسكرية محدودة في الخليج. ونتعامل مع العدو بحسب ردود فعله. سنبدأ التفاوض ببطء. لن نشتبك في حرب كبيرة إلا إذا فرضوها علينا.

هذا تصور لسيناريو محتمل جداً يدور في مكاتب القيادة الإيرانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة الأزمة في طهران إدارة الأزمة في طهران



GMT 11:31 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب جديدة للقارئ في معرض الشارقة الدولي

GMT 11:26 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب أخرى للقارئ العربي

GMT 05:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دسائس البلاط

GMT 05:01 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اللبنانيون يأملون.. لكن بخوف وحذر!

GMT 05:00 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

ثورة في لبنان في عهد "حزب الله"

GMT 18:00 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:31 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

سعر الدرهم المغربى مقابل اليورو الخميس

GMT 13:15 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روماو يحدد قائمة لاعبي "الجيش" لمواجهة "المغرب الفاسي"

GMT 03:32 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة توضح دور الخوف في عملية انقراض الحيوانات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca