إيران وحرب النفط

الدار البيضاء اليوم  -

إيران وحرب النفط

بقلم - عبد الرحمن الراشد

يمكن أن نعزو أسباب معظم حروب المنطقة إلى النزاع على النفط، مباشرة أو غير مباشرة، واليوم نحن في خضم حرب نفطية إقليمية كبرى. إيران تريد استخدامه ضد الغرب، وخصومها يريدون خنقها به.

وقد هدد إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني، السعودية ودول الخليج دون أن يسميها بأن «أي طرف يحاول انتزاع حصة إيران بسوق النفط إنما يرتكب خيانة عظمى بحق إيران وسيدفع ثمنها يوماً ما»، وذلك بعد التفاهم الهاتفي بين العاهل السعودي والرئيس الأميركي حول دعم استقرار النفط، وما قاله الرئيس دونالد ترمب بأن السعودية ستدعم استقرار السوق بمليوني برميل إن تطلب الأمر ذلك.

مع هذا فإن هبوط أسعار النفط هو أقل ما يزعج النظام الإيراني خاصة مع تناقص قدراته على الإنتاج نتيجة سلسلة ضربات سريعة وجهتها إدارة ترمب، من منع الشركات النفطية الأميركية وغيرها من التنقيب والإنتاج والشحن والتأمين. وزاد الضغط على طهران بجولات وزير الخارجية الأميركي، وتراجع أسواق كبرى مثل الهند عن شراء البترول الإيراني. ومنذ بداية حرب ترمب الاقتصادية على طهران انهار الريال الإيراني إلى أدنى مستوياته، وعادت المظاهرات إلى شوارع المدن الإيرانية، وعلى مدى ثلاثة أيّام كانت طهران تعيش تحت وطأة المحتجين على سوء الوضع الاقتصادي.

والعقوبات الاقتصادية المتسارعة مؤثرة جداً، وبالتأكيد أفضل من المواجهة العسكرية التي قد تقع نتيجة تمدد النظام الإيراني وحروبه الخارجية. بهبوط مداخيل حكومة الرئيس حسن روحاني فإنها فعلياً بدأت انحداراً غالباً سينتهي بسقوطها ما لم تحصل على موافقة المرشد الأعلى بتقديم تنازلات كبيرة. والأمر مستبعد في المرحلة الحالية وحتى نهاية العام الحالي.

تهديدات نائب الرئيس الإيراني موجهة للسعودية لأنها أفسدت عليها قدرتها على مقاومة المقاطعة، وسدت حاجة أسواق إيران مثل الهند. بزيادة الإنتاج أيضاً تفشل طهران في ورقتها الوحيدة مع واشنطن، وهي أن نقص الإمداد قد يضطر إدارة ترمب للتراجع عن مقاطعة إيران بترولياً.

تستطيع إيران أن تبيع نفطها لكن بكميات قليلة وبأسعار زهيدة وهي ستفقد فوراً مداخيلها الرئيسيّة التي تدفع بها للحرب في سوريا واليمن وبالطبع في لبنان. من المستبعد أن تمتنع عن دفع مرتبات موظفيها وتمويل دعم السلع الرئيسية لمواطنيها لأنه يعجل بنهاية النظام الذي يجلس على صفيح ساخن منذ عام ونصف تقريباً.

لعبة النفط مهمة في الحرب الأميركية الخليجية - الإيرانية. لعله أهم سلاح في استراتيجية الضغط على إيران للتراجع والقبول بالشروط الأميركية الاثنى عشر، أو ربما يؤدي إلى انهيار النظام لاحقاً. لا ننسى أنه بالنفط وصل آية الله الخميني إلى سدة السلطة عندما نجحت الحركة المناهضة للشاه في وقف المصافي، وانقطاع تصدير النفط، وأصبح خروج الشاه مطلباً داخلياً وخارجياً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وحرب النفط إيران وحرب النفط



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 12:24 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

عودة الإلترات

GMT 07:22 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

زوري أيسلندا للتمتع بمغامرة فريدة من نوعها

GMT 01:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

ميغان ماركل تنوي شكر صديقاتها في حفلة زفافها الثانية

GMT 06:54 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يوضّح كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 05:59 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

5 حيل ذكية لتهدئة بكاء الطفل سريعًا

GMT 12:20 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

حسين فهمي وشيري عادل يفضلان الرسم ومحمد رمضان يعشق الرياضة

GMT 00:17 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بريطانية تتيح درجة البكالوريوس في "البلايستيشن"

GMT 23:49 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

وفاة أب وإبنته غرقا في نهر ضواحي جرسيف‎

GMT 12:35 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

توقيف محامي في تطوان مُتهم بتزوير أختام الدولة

GMT 04:53 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

طرق ترطيب الشعر الجاف في فصل الصيف

GMT 07:22 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

"لاند روڤر" تُطلق أوّل سيارة كوبيه فاخرة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca