العالم وفقاً للمرشد: فيلم كرتون

الدار البيضاء اليوم  -

العالم وفقاً للمرشد فيلم كرتون

بقلم - عبد الرحمن الراشد

بساطة الاستدلال كما عبّر بها المرشد الأعلى في طهران تعبر جيداً عن رؤيته للصراع في المنطقة. يقول آية الله علي خامنئي في رده على العقوبات الأميركية، حالنا والأميركيون مثل حال «توم وجيري»، الكرتون المعروف.
توم هنا هو الأميركي، القط الكبير المغفل الذي يمضي وقته عبثاً يطارد الفأر جيري محاولاً اصطياده ويفشل مرة تلو المرة. تصوير صحيح، وهو بالفعل ما جرى ويجري بين أميركا وإيران منذ أربعين عاماً. وما كانت الاتفاقية JCPOA إلا واحدة من ألاعيب الهروب من العقوبات التي فرضتها واشنطن على إيران في بدايات سنوات رئاسة باراك أوباما. وبالتوقيع عليها دون أن توقفه أفلت الفأر من المصيدة مرة أخرى.
المرشد يعتبر ما يجري من تخريب ودمار لعبة، ودوره الهروب والتحايل، وهذه المرة سينجو من مطاردة دونالد ترمب كما نجا كل مرة من قبل، رغم أن الرئيس وضع خطة تبدو محكمة لمحاصرة الفأر الإيراني.
لقد مرّ زمن طويل على لعبة المطاردة مع دولة المرشد، التي نجحت في التهرب من مسؤولياتها في الإضرار بشعبها وبالمنطقة، والخراب المهول الذي ألحقته بِنَا جميعاً. السؤال هل تفلت هذه المرة، أيضاً؟
الصراع لعبة معقدة، وليس كما بسطها المرشد بأنها مطاردة. إيران تستحضر في معاركها الدين والثقافة والتاريخ، وتلعب على محاور المنطقة وصراعاتها، تقنع العراقيين بأنهم شيعة مستهدفون طائفياً، والسنة بأنهم مسلمون مستهدفون في عالم مسيحي كافر، والعرب بأنهم في خطر من إسرائيل، والشرق بأنه منهوب من الغرب. تستأجر تنظيمات مثل «حماس»، وتتحالف مع أعدائها مثل «القاعدة»، وتبني تنظيمات كأذرعة لها مثل «حزب الله» اللبناني، و«الحوثي» اليمني، وتستخدم الجماعات المعارضة في بلدانها بغض النظر عن مذاهبها وأعراقها، وتتحالف مع الروس، وتبتزّ الدول الكبرى بما فيها الصين وأوروبا مهددة بأنها قادرة على الجماعات الإرهابية في بلدانها. إيران ليست فأراً صغيراً بل دولة إقليمية كبيرة، سخرت كل طاقاتها للشر ولم تبن شيئاً مثمراً، لا لمواطنيها ولم تترك شعوب المنطقة تعمر أحلامها في سلام.
أنا أعتقد أن إيران استنفدت كل ألاعيبها، ولم يعد أمامها من مفر سوى مواجهة الحسم. لقد لعبت على ذلك طويلاً وكثيراً، وآخر ضحاياها كان أوباما. أوهمته أنها تعلمت الدرس، ووعدته بما يريد أن يسمعه، فحصلت منه على كل ما تريده وأكثر وغدرت به. أما الآن، فلم أرَ، في سنين مواجهات إيران، إدراكاً وفهماً للنظام كما أراه وأسمعه اليوم، ليس من قبل الأميركيين فقط بل حتى معظم العرب والمسلمين الذين غررت بهم لأربعة عقود، فاصطفوا إلى جانبها بعد أن استمالتهم للدفاع عن قضاياها في مواجهة الغرب وإسرائيل. الأغلبية صارت تراها على حقيقتها، إيران مارد شرير في كل قضية ومنطقة. صحيح أنها نجحت في خداع معظم الناس معظم الوقت، لكن أرجو أن يكون الوقت قد انتهى.
خطاب وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو، الأسبوع الماضي، أفضل ما قيل حيث عرى نظام المرشد الأعلى، والشروط الاثنا عشر التي أعلنها إملاءات صعبة مقابل رفع العقوبات، ولو نفذها فإنه لن يكون النظام الإيراني الذي نعرفه، وإن لم يفعل تهاوى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم وفقاً للمرشد فيلم كرتون العالم وفقاً للمرشد فيلم كرتون



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 20:11 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 09:26 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

إعادة سلحفاة نادرة إلى مياه خليج السويس بعد علاجها

GMT 01:32 2014 الأحد ,27 تموز / يوليو

طريقه عمل مفركة البطاطا

GMT 08:20 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

منزل بريطاني على طريقة حديقة حيوان يثير الإعجاب في لندن

GMT 06:11 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أسهل طريقة لإعداد مكياج رائع لجذب الزوج

GMT 00:03 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

قرار بخصوص مشروع ملكي مغربي يُربك حسابات إلياس العماري

GMT 13:59 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

هجرة "النجوم" شرًا لا بد منه

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 16:31 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

فنانة صاعدة تهدد مخرج مغربي بـ"فيديو إباحي"

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 22:31 2015 الإثنين ,09 آذار/ مارس

الأزرق والأخضر أبرز ألوان المطابخ في 2015
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca