ذكرى الشهيد الحسناوي..

الدار البيضاء اليوم  -

ذكرى الشهيد الحسناوي

عبد العالي حامي الدين

وفاءً منها لروح الشهيد عبد الرحيم الحسناوي، تخلد منظمة التجديد الطلابي الذكرى الأولى لاستشهاده..ففي مثل هذه الأيام من السنة الماضية فقدت الحركة الطلابية المغربية أحد أبنائها الأبرار، الشهيد عبد الرحيم الحسناوي، بعدما أقدمت عصابات القتل المرحلي على اغتياله بدم بارد وسط مقصف الجامعة، بعد تأجيل الندوة السياسية التي كان من المزمع تنظيمها في رحاب كلية الحقوق بفاس..

تأجيل الندوة السياسية كان خطوة حكيمة من طرف مسؤولي منظمة التجديد الطلابي لتفويت الفرصة على برنامج القتل، الذي تم الإعلان عنه قبل أسبوع من تنظيم الندوة..

أجل، هي جريمة كان معلنا عنها سابقا وعن زمانها ومكانها وعن المستهدف منها..وكان من المفروض أن تستبق السلطات الأمنية وقوع الجريمة وتضع يدها على المجرمين..

لكنها اختارت توجيه رسالة تحذيرية إلى الأساتذة، الذين كان من المقرر أن يساهموا في ندوة حوارية تحت عنوان: «اليسار ..الإسلاميون والديمقراطية» وهم: حسن طارق، أحمد مفيد، وعبد العلي حامي الدين، وذلك حرصا منها على سلامتهم الجسدية..

كانت السلطات الأمنية حريصة على حياة الأساتذة الذين سيشاركون في الندوة، لكنها تركت الباب مُشرعا أمام عصابات مدججة بالسيوف والسكاكين اتخذت قرارا بالتوقيع على جريمة قتل مهما كانت الظروف..

أجل، لدينا أجهزة أمنية محترفة ومن مسؤوليتها حماية أمن المجتمع بما فيها أمن المجتمع الطلابي، وأمن الجامعة الذي كثيرا ما يُستباح من طرف «عصابات القتل المرحلي» التي لا يُعرف لها مسؤول إلا من يعتز بالانتماء إليها عندما كان طالبا..!

كنت في مناسبة سابقة قد اعتبرت بأن القتلة هم أداة تنفيذ لمخططات تتم خارج الجامعة، فهناك جهات قامت بالتخطيط والإعداد، وجهات قامت بالتحريض والتجييش وتوفير التغطية الإعلامية للقتلة..

كيف ذلك؟

لقد خاض رموز من حزب الأصالة والمعاصرة حملة إعلامية وسياسية وصلت إلى البرلمان، تتهم كاتب هذه السطور بالتورط في جريمة اغتيال الطالب بنعيسى آيت الجيد، قبل أزيد من 20 سنة، وهي اتهامات رخيصة نابعة من خلفية سياسية عاجزة عن إدارة الاختلافات السياسية بطريقة أخلاقية، فلجأت إلى شحن عصابات البرنامج المرحلي وغسيل دماغهم برواية مزيفة عن أحداث جامعية قديمة قال فيها القضاء كلمته قبل 20 سنة..وعادت العدالة فقالت كلمتها بعد 20 سنة، عندما تطوع محامو الحزب المعلوم لوضع شكايتين أمام القضاء سنة 2013..

أجل، هناك مناضلون يساريون حقيقيون يطالبون بمعرفة الحقيقة في أحداث العنف التي عرفتها الجامعة المغربية، ومنها الأحداث التي ذهب ضحيتها الشهيد بنعيسى، ويرفضون المتاجرة السياسية بدمه..هؤلاء يطالبون بمعرفة الحقيقة، ولا يتوجهون بأصابع الاتهام لشخصية بعينها..لا يمكن إلا أن نساندهم في مطلبهم وندعمه..

العناصر المتنفذة في حزب الأصالة والمعاصرة جندت إمكانياتها الحزبية، وبعض الأبواق الإعلامية المأجورة للترويج لروايات مغلوطة، وللتحريض ضد اسم معروف بعينه، ثم خرجت بعد ارتكاب الجريمة للدفاع عن القتلة المفترضين ولتوفير التغطية السياسية والإعلامية لهم..

دم الشهيد في أعناقكم وأنتم تتحملون المسؤولية المباشرة عن اغتيال المرحوم عبد الرحيم الحسناوي..وسيكشف الزمان العلاقات الخفية بين المخططين والمنفذين، كما بدأ يكشف هذه الأيام حقيقة بعض المتعاونين..

حبل الكذب قصير..انتهى الكلام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكرى الشهيد الحسناوي ذكرى الشهيد الحسناوي



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:21 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

متى وأين المصالحة التالية؟

GMT 18:16 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

درس للمرشحين الأميركيين

GMT 18:08 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

التيه السياسي وتسييس النفط

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca