عين بادين على الناخب الأميركي لا على الإنسان اليمني

الدار البيضاء اليوم  -

عين بادين على الناخب الأميركي لا على الإنسان اليمني

سوسن الشاعر
بقلم : سوسن الشاعر

تخبّط السياسة الأميركية في عهد إدارة بايدن في الملف اليمني أساسه ومرده أن تلك الإدارة معنية بمخاطبة الداخل الأميركي، أكثر من اعتنائها بمعطيات واقعية تعكس ما يحدث في اليمن، معنية بصورتها بشعاراتها الانتخابية التي طرحتها، معنية بقياس الاستطلاعات الأميركية لشعبية بادين التي تتهاوى، معنية بصورتها التي لا تريد أن تكون فيها متناقضة، معنية بمعاكسة إدارة ترمب أياً كانت تبعات تلك المعاكسة.
فإدارة بايدن منذ ما قبل انتخابها وهي تعاكس إدارة ترمب في كل قراراته، على اعتبار أن ذلك كان شعارها الانتخابي، فهي من أظهرته مجنوناً، وهي من أظهرته غبياً لا يعرف تقدر الأمور، وهي من أظهرته لا تعنيه حقوق الإنسان ونصرة الضعفاء والمظلومين، وحين تسلمت الإدارة بدأت سياستها الخارجية بنقض التعاطي الأميركي مع الملف اليمني، وبدأتها بتغيير تصنيف جماعة الحوثي ونزعها من قائمة الجماعات الإرهابية، وما ذلك إلا لأن ترمب هو من وضعها على هذه القائمة، فجعلت بهذا القرار هذه الميليشيات الإيرانية الصنع «طرفاً» في الصراع اليمني وساوتها مع الشرعية اليمنية المنتخبة!
ثم أخذت تنظر للمملكة العربية السعودية من منظور متشددي الحزب الديمقراطي، فتراها دولة لا يهمها الحل السلمي، وأنها هي من يصر على الحرب كخيار، وهي من يمنع وصول المساعدات للشعب اليمني.
ثم وضعت تلك الإدارة هدف العودة للاتفاق النووي مع إيران والذي نقضه ترمب كأولوية لسياستها الخارجية، ومؤشراً على نجاحها، وهذان منظوران سيحجبان عنها حتماً رؤية المعطيات الحقيقية على الأرض أن جعلتها منطلقاً لأحكامها.
وحين رأت ما كانت تنكره إبان الحقبة الأوبامية، واستمعت لمبعوثها الخاص الذي أكد للكونغرس وللإدارة أن جماعة الحوثي إرهابية بكل سلوكياتها، وأنها من ترفض الحل السلمي، ووافق المبعوث على المبادرة السعودية للسلام وأشاد بها، وأقرّ بأن إيران هي من يتحكم في قرارات تلك الميليشيات، إلا أن ذلك كله لم يدفعها لتصحيح خطأها، وحين تمادت تلك الجماعة، وأطلقت مسيّراتها على الأراضي الإماراتية، وقتلت مدنيين أسقط في يدها، وكان أقصى رد فعل لها أنها ستراجع قرار وضعها على قائمة الإرهاب من جديد!
إدارة بايدن تعرف أن العودة عن ذلك القرار سيؤثر سلباً على مفاوضاتها مع إيران على الاتفاق النووي، وأن تغير موقفها خلال سنة سيؤثر وسيسيئ لشعبيتها، ويظهرها بمظهر المتردد ويجعلها نسخة ترمبية أخرى، وهذا آخر ما تريده هذه الإدارة!
فالإدارة تضع الاتفاق النووي الإيراني من أولويات إنجازاتها الخارجية، وتحت هذا البند ستضطر الإدارة الأميركية إلى التغاضي عن كل نشاط إيران الإرهابي خارج حدودها بما فيها الإدارة الأميركية لن تكون محايدة أبداً في طرحها للمبادرات، كما لن يهمها ما ستؤول إليه الأوضاع في اليمن ولو استمرت معاناته، ما يهمها هو الناخب الأميركي ألا يراها متناقضة مع شعاراتها الانتخابية.
لهذا؛ فإن وجود المبعوثين الأميركي والأممي لليمن في السعودية من بعد المرور على بريطانيا، ما هو إلا لبحث تكرار تجربة «استوكهولم» مرة أخرى، والتي خرقها الحوثي على مرأى ومسمع من مراقبي الأمم المتحدة، وتحت نظر وسمع الأقمار الصناعية الأميركية دون أن يتحرك أي منهما أو يوقف تلك المهزلة التي فاقمت بمأساة اليمنيين، فهل سنقع في الفخ ذاته مرة أخرى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عين بادين على الناخب الأميركي لا على الإنسان اليمني عين بادين على الناخب الأميركي لا على الإنسان اليمني



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca