الخضرة والماء والوجه الحسن

الدار البيضاء اليوم  -

الخضرة والماء والوجه الحسن

مشعل السديري
بقلم - مشعل السديري

أريد أن أعيد عقارب الساعة للوراء، وذلك عندما حصلت على عدد قديم من مجلة (المصور) المصرية مؤرخ في 20 يناير (كانون الثاني) 1938، أي قبل 84 سنة، وأصدروا العدد الذهبي بمناسبة زواج الملك فاروق، وكان وقتها كل شيء دافئاً في القاهرة عاصمة المحروسة برغم برودة الطقس، الزينات والأفراح بامتداد القطر المصري تملأ الشوارع وضفاف النيل وقلوب الناس، حيث كان عدد سكان مصر وقتها 18 مليوناً، والقاهرة واحدة من أجمل عواصم العالم، والعلم المصري الأخضر يرفرف بداخله هلال يحتضن ثلاث نجمات، تشكل حدود المملكة: نجمة لمصر ونجمة للسودان ونجمة لفلسطين.
وذكر رئيس التحرير أن مليك البلاد قبلها قد زار قصر عائلة يوسف ذو الفقار، وكان عمره 19 عاماً ولم يجد في البيت أحداً سوى الفتاة التي اختارها قلبه، وكان عمرها 17 عاماً فاعترف لها مباشرة برغبته في الزواج منها، وتضرجت وجنتاها خجلاً، تطورت الأحداث سريعاً بعد موافقة أسرة العروس، وطلب فاروق من محبوبته (صافي ناز) أن تغير اسمها وتختار اسما عربياً وبعد بحث اتفق الحبيبان على (فريدة) اسماً لملكة مصر المنتظرة.
كان شاهدا العقد علي ماهر باشا رئيس الديوان الملكي وسعيد ذو الفقار باشا كبير الأمناء، وأقيم الحفل الرسمي لعقد القرآن بقصر القبة في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح يوم الخميس، وحضره أفراد البيت الملكي من الأمراء والنبلاء وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر.
وعقب الإعلان عن موعد الزواج الملكي تسابق الملوك والرؤساء لتقديم الهدايا للعروسين، فمن ألمانيا قدم فوهرر (أدولف هتلر) لفاروق سيارة مرسيدس فخمة، وجاءت هدية من النمسا عبارة عن مجموعة من تماثيل الفرسان، ومن ملك إيطاليا عبارة عن تمثال تاريخي من البرونز لأمير إيطالي من أمراء القرن السابع عشر، وقدم الملك جورج ملك إنجلترا بندقيتي صيد، وهدايا الملوك العرب كان أغلبها خيول عربية أصيلة من ملك الأردن وملك المملكة العربية السعودية، وملك العراق.
وفي شرفة قصر القبة همس فاروق لعروسه، سآخذك ونهرب بعيداً عن كل هذه الحشود فسألته: إلى أين؟ فقال: إلى أنشاص حيث كوخ الهدوء والجمال والخضرة والماء، وضحك قائلاً: والوجه الحسن.
والآن لا أملك إلا أن أقول: يا ليتني في ذلك الوقت كنت في (أنشاص) مقابل ذلك الكوخ أراقبه بعيني المتحاولتين، مع أن الحكمة تقول: من راقب الناس مات همّاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخضرة والماء والوجه الحسن الخضرة والماء والوجه الحسن



GMT 09:08 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

اللبنانيّون وقد طُردوا إلى... الطبيعة!

GMT 09:04 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الضوء الأخضر للإرهاب

GMT 08:57 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

تايوان... «أوكرانيا الصين»!

GMT 08:52 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

أصوات العرب: جوّال الأرض

GMT 10:21 2022 السبت ,06 آب / أغسطس

تايوان... مكسب حرب أم خسارة معركة؟

GMT 04:23 2018 الأحد ,04 شباط / فبراير

فريق الرجاء البيضاوي يفاوض لاعبا نيجيريا

GMT 17:45 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أحمد الحليمي يؤكد أن تعويم الدرهم المغربي خطير للغاية

GMT 03:54 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أصالة تشكر الشرطة المصرية بعد سرقة منزلها

GMT 06:29 2016 الثلاثاء ,08 آذار/ مارس

آفاق السلام بسورية

GMT 00:59 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إشبيلية يتعادل بصعوبة أمام ليفربول في الوقت القاتل

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 14:29 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم الفوائد التي يقدمها زيت الحلبة للشعر
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca