نجيب محفوظ السيناريست

الدار البيضاء اليوم  -

نجيب محفوظ السيناريست

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

افتتاح متحف نجيب محفوظ للجمهور مجاناً بمناسبة ذكراه هو عمل يستحق التقدير من وزارة الثقافة، فنحن أمام أديب وروائى ومفكر يستحق الاحتفاء كل يوم وليس فى مناسبة رحيله فقط، وهناك أيضاً احتفاء فى الأوبرا، ولكننا نتناسى أحياناً نجيب محفوظ السيناريست، وهو لا يقل فى أهميته عن الروائى، وحكايته مع فن السيناريو تشير إلى شخصية نجيب محفوظ، موهوب بشدة ومتواضع بشدة، موهوب بحيث يتعلم فن السيناريو بسرعة مذهلة فى نفس الوقت الذى يعترف فيه بأنه كان يشاهد السينما الأجنبية وهو لا يعرف ما هو فن السيناريو ومفرداته، ومتواضع لأنه تتلمذ على يد صلاح أبوسيف بكل ما تعنيه التلمذة من معنى، ونظرة على الأفلام التى كتب قصتها أو السيناريو والحوار لها نجيب محفوظ، تضعنا أمام عملاق فى فن السينما، مستوعب لكل مفرداتها الفنية وحتى التكنيكية الدقيقة، الأفلام السينمائية اقتباساً من كتاب الناقد سمير فريد «نجيب محفوظ والسينما»، يخبرنا الكتاب عن سلسلة من الأفلام التى كتب محفوظ سيناريوهاتها فى نهاية الأربعينيات وفى الخمسينيات وهى: المنتقم (1947)، مغامرات عنتر وعبلة (1948)، لك يوم يا ظالم (1951)، ريا وسكينة (1953)، جعلونى مجرماً (1954)، فتوات الحسينية (1954)، شباب امرأة (1957)، النمرود (1956)، الفتوة (1957) مجرم فى إجازة (1958)، جميلة (1958)، الطريق المسدود (1958)، أنا حرة (1959)، وإحنا التلامذة (1959)، وقد توقّف تعاون نجيب محفوظ مع صانعى الأفلام منذ عام 1959، بسبب تولّيه وظيفة رئاسة هيئة الرقابة الفنية، ثم عاد فى بداية السبعينيات.

وفى كتاب «السيناريو والسيناريست فى السينما المصرية» لسمير الجمل، جاء ذكر القصص التى كتبها محفوظ للسينما. ونقرأ: «للسينما خصيصاً كتب نجيب محفوظ قصصاً لم تنشر، ولن يقرأها أحد ولكن الملايين شاهدتها عندما تحولت إلى أفلام، ومنها: فتوات الحسينية، درب المهابيل، بين السما والأرض، الناصر صلاح الدين، ثمن الحرية، دلال المصرية، الاختيار، ذات الوجهين، وكالة البلح، الخادمة (1984)، وهو الفيلم الذى أنتجته نادية الجندى وبعده قرر «محفوظ» مقاطعة السينما تماماً، ولكنه لم يغلق الباب أمام تحويل رواياته الأدبية إلى أعمال سينمائية وتليفزيونية».

أما عن نجيب محفوظ الرقيب فهذا يحتاج حواراً حول هل هذا تناقض ما بين المبدع والرقيب؟ ولكن هناك حكاية عن رفض روايته «القاهرة الجديدة» يحكيها السيناريست الراحل مصطفى محرم فيقول «إن نجيب محفوظ قبل أن ينتقل إلى العمل فى مؤسسة السينما مديراً لجهاز الرقابة على المصنفات الفنية، أثناء وجوده فى منصبه فى الرقابة حاول بعض المنتجين التقرب له بشراء بعض رواياته لإنتاجها للسينما، ولكن نجيب محفوظ رفض رفضاً قاطعاً أن يبيع رواية من رواياته طوال مدة بقائه فى منصبه كمدير للرقابة، وبعد انتقال نجيب محفوظ إلى عمله كمستشار فنى فى المؤسسة فكر صلاح أبوسيف أن تنتج الشركة روايته (القاهرة الجديدة) التى عندما صدرت طبعة أخرى لها فى سلسلة الكتاب الذهبى اقترح إحسان عبدالقدوس، المشرف على هذه السلسلة، أن يكون اسم الرواية هو (فضيحة فى القاهرة) حيث لا يمكن أن يكون (القاهرة الجديدة) هو عنوان العهد الناصرى، فاقتنع نجيب محفوظ باقتراح صديقه إحسان عبدالقدوس تجنباً للمتاعب التى يحرص نجيب محفوظ دائماً على الابتعاد عنها».

كانت الرقابة على المصنفات الفنية قد رفضت رواية «القاهرة الجديدة» عندما تقدم بها بعض السينمائيين من أجل إنتاجها، فهى رواية ساخنة وتمتلئ بالمحظورات، ولذلك رفضتها أكثر من مرة، فى إحداها كان صلاح أبوسيف ينوى إخراجها قبل أن يتولى رئاسة شركة «فيلمنتاج».

نجيب محفوظ السيناريست يحتاج منا نظرة جديدة لأننا أمام فن مستقل أبدع فيه هذا العبقرى الذى ما زال حتى اليوم قطعة ماس لها أكثر من زاوية لمعان وبريق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجيب محفوظ السيناريست نجيب محفوظ السيناريست



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca