وداعاً أبوالرنين المغناطيسى

الدار البيضاء اليوم  -

وداعاً أبوالرنين المغناطيسى

خالد منتصر
بقلم - خالد منتصر

توفى منذ أيام عالم طالما أثار الجدل باختراعه المذهل، جهاز التصوير بالرنين المغناطيسى، الذى صدم العالم حين لم يحصل صاحب هذا الاختراع المذهل على نوبل.. وُلد رايمون داماديان عام 1936 لأبوين أرمينيين أمريكيين، ونشأ فى فورست هيلز، نيويورك، وحصل على منحة مؤسسة فورد فى جامعة ويسكونسن، وأكمل شهادة فى الرياضيات قبل أن يحصل على درجة الماجستير فى الطب من كلية ألبرت آينشتاين للطب.

بعد تخرّجه فى كلية الطب، انضم داماديان إلى هيئة التدريس فى جامعة ولاية نيويورك (SUNY) داونستيت فى بروكلين، خلال فترة عمله فى جامعة ولاية نيويورك داونستيت، أجرى أبحاثاً على أداة مستخدمة فى الكيمياء تسمى الرنين المغناطيسى النووى (NMR) وبدأ فى استكشاف كيفية استخدامها لتصوير الجسم. اكتشف أن أوقات استرخاء إشارات الرنين المغناطيسى النووى تختلف فى الأنسجة الطبيعية والسرطانية، مما يمهد الطريق لما أصبح يُعرف باسم التصوير بالرنين المغناطيسى (MRI).

نشر داماديان هذا الاكتشاف فى مجلة Science فى مارس 1971 وقدم براءة اختراع للبحث فى الشهر نفسه. فى يوليو 1977، أنتج داماديان وزملاؤه أول مسح بشرى بالرنين المغناطيسى من جهاز أطلقوا عليه «لا يُقهر».

بدأ العمل فى عام 1978، وباعت الشركة أول ماسح ضوئى تجارى لها بعد ذلك بعامين.

منح الرئيس رونالد ريجان داماديان الميدالية الوطنية للتكنولوجيا فى عام 1988، وتم إدخال داماديان إلى قاعة مشاهير المخترعين الوطنية فى عام 1989، وانضم إلى رواد علميين آخرين مثل أورفيل ورايت، وهنرى فورد، وتوماس إديسون وألكسندر جراهام بيل.

لكن دور داماديان فى اختراع التصوير بالرنين المغناطيسى أثار الجدل أيضاً، جادل أنصاره بأنه يجب أن يحصل على جائزة نوبل لعمله فى التصوير بالرنين المغناطيسى، وبدلاً من ذلك، فى عام 2003، ذهبت جائزة نوبل إلى مطورى التصوير بالرنين المغناطيسى الآخرين، بول لوتربر، والسير بيتر مانسفيلد!!

قدّمت لجنة نوبل عدة أسباب تعتبر إهانة لداماديان، أرجع البعض ذلك إلى إيمانه بـ«علم الخلق»، الذى يجد تفسيرات علمية للكتاب المقدس، وقد تم وصفه بالتفصيل فى مجلة سميثسونيان عام 2003، كما لم يكن داماديان محبوباً لمجتمع البحث عندما ألقى خطاباً حاداً فى اجتماع عام 1985 للجمعية الدولية للرنين المغناطيسى فى التصوير (ISMRM)، الذى وصفه البعض بأنه هجوم على لوتربر الذى حصل بعدها على نوبل، فى السنوات اللاحقة، حافظ داماديان على مكانة أقل حتى عام 2021، عندما ألقى كلمة رئيسية فى اجتماع ISMRM، الذى أوضح كيف أثر إيمانه الدينى على حياته المهنية.

قال تيموثى داماديان إن داماديان سيتذكره العالم، وأيضاً سيُذكر من قبل أبنائه الثلاثة وتسعة أحفاد وثلاثة من أحفاد الأحفاد، وسوف يفتقدونه بشدة.

وقال: «العالم حزين على فقدان والدى صاحب التصوير بالرنين المغناطيسى». كان الدكتور داماديان مخترعاً لامعاً وطبيباً عطوفاً وزوجاً مخلصاً وأباً محباً وجداً وصديقاً موثوقاً به.

لكن هل كلفه الماضى خسارة جائزة نوبل؟

رغم الحملة الصحفية التى شجّعت القراء على إرسال قسائم احتجاج على إغفال مؤسس شركة «فونار» ريمون داماديان من جائزة نوبل عام 2003، وضغوط «فونار» من أجل الاعتراف، فقد صعد مطور التصوير بالرنين المغناطيسى Fonar من ميلفيل، نيويورك، من جهوده للضغط على لجنة جائزة نوبل للاعتراف بعمل مؤسسها ورئيسها، وانتقد إعلان Fonar NYT «الخطأ المخزى» فى جائزة نوبل للتصوير بالرنين المغناطيسى، ونشر إعلاناً فى صفحة كاملة بصحيفة «نيويورك تايمز» بأن لجنة جائزة نوبل «تجاهلت الحقيقة» عندما قررت منح جائزة نوبل فى الطب لعام 2003 لشخص غير داماديان، ورغم كل هذا المجد إلا أنه مات وفى قلبه غصة على ضياع «نوبل». 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعاً أبوالرنين المغناطيسى وداعاً أبوالرنين المغناطيسى



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء

GMT 14:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

جمعية خيرية تنظيم حملة للتبرع بالدم في تاوريرت

GMT 09:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيقاف وسيط في تجارة الممنوعات بالقصر الكبير
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca