أخر الأخبار

آثار على طريق الحج المصري

الدار البيضاء اليوم  -

آثار على طريق الحج المصري

زاهي حواس
بقلم :زاهي حواس

ما زلنا مع الأستاذ الدكتور علي إبراهيم الغبان وبحثه الشائق عن طريق الحج المصري، ووصفه الممتع لأهم المواقع الأثرية والآثار التي لا تزال تقف شاهدة على جزء مهم من تاريخنا الإسلامي. وقد كان الاهتمام بطرق الحج من مهام الحكام على مر العصور الإسلامية، خاصة حكام مصر عبر عصورها المختلفة والذين اهتموا بحفر الآبار، وتعبيد الطرق للقوافل وبناء المساجد على طول محطات واستراحات قوافل الحجيج. وتشير المصادر التاريخية إلى تمهيد عقبة أيلة وتنظيفها من الحجارة على يد فاتن مولى خمارويه بن أحمد بن طولون وثاني حكام الدولة الطولونية في مصر. ويذكر المقدسي الآبار السبع التي حفرت في مكان نزول الحجاج بوادي ضباء، وخان العشيرة بينبع بأنها لا نظير لها. كذلك بنى ملوك مصر مساجد بدر وبركة خليص وقناتها.

ومن الآثار التي لا تزال باقية على طريق الحج المصري الداخلي، بركة عين النابع بالقرب من شغب، وبركة بدا، وآبار بلاطة بين بدا والخشيبة، هذا إلى جانب مئات النقوش العربية المبكرة ومنها نقوش شهيبة بدا الشمالية.
وعلى عكس آثار الطريق البري الداخلي، فإن آثار الطريق الساحلي شحيحة جداً، تكاد تقتصر على القليل من النقوش العربية المبكرة، نظراً لعدم توفر الصخر اللازم على طول الطريق الساحلي، خاصة في سهل تهامة. وإلى جانب النقوش العربية عثر على بعض البرك بمحطات الطريق. ويقترح الدكتور الغبان أن سبب قلة الآثار على هذا الطريق إنما يعود إلى الإصلاحات والإضافات التي نفذت في محطات هذا الطريق خلال العصرين المملوكي والعثماني.
وقد أسهب الدكتور علي الغبان في وصف الآثار الموجودة على امتداد طريق الحج المصري من برك وآبار وقلاع ومساجد وغيرها، وهو ما يحتاج إلى عدد كبير من المقالات للحديث عنه، وقد يكون الموضوع مهماً فقط للقارئ المتخصص والدارس، بينما ما نريد التأكيد عليه هنا هو أن شعيرة الحج ساعدت على خلق مدن وقرى وإحياء شعوب ونقل ثقافات بين أمم مختلفة، ولا نزال في أمس الحاجة إلى دراسات اقتصادية واجتماعية وأدبية وغيرها من الدراسات المتخصصة عن أثر الحج.
فكما أوضح الدكتور الغبان كان سلوك طريق من طرق الحج وهجر طريق آخر سبباً مباشراً في إحياء قرى وموات أو خراب أخرى. إن الحكمة من حج بيت الله الحرام تتعدى الهدف الديني إلى أهداف أخرى، لعل أكثرها إثارة للعجب هو خريطة حركة الإنسان من مختلف بقاع الأرض نحو بيت الله الحرام؛ آلاف وملايين البشر تختلف ألسنتهم ولون بشرتهم، بينما توحدهم عقيدة سمحة ساوت بين خلق الله جميعاً من دون تفرقة إلا بالتقوى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آثار على طريق الحج المصري آثار على طريق الحج المصري



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 02:39 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

غادة عادل تُحضّر لفيلم "صعيدي في الجامعة"

GMT 11:34 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

حمام المرامية للتخسيس و شد الجسم واكثر

GMT 03:18 2016 السبت ,06 شباط / فبراير

حق الزوج على زوجتة

GMT 01:26 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

لقاء الخميسي وزوجها يبدآن رحلة استجمام خارج مصر

GMT 14:08 2019 الإثنين ,25 شباط / فبراير

"مزحة ساقطة" تورّط ثلاثة طلاب في قتل زميلهم

GMT 15:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

مواجهة حامية بين "يوفنتوس" و"أتالانتا" لخطف بطاقة التأهل

GMT 19:07 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

الخزينة العامة للمملكة المغربية تُعلن موعد فتح شبابيكها

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 15:53 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

آينتراخت فرانكفورت يجدد عقد المخضرم ماركو روس

GMT 08:53 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"دلفي" مدينة تختصر جمال وروعة اليونان في مكان واحد

GMT 05:29 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أجمل الجزر الخاصة لقضاء أوقات ممتعة ومميزة

GMT 01:31 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

حسن الإمام يشارك "نجيب الريحاني" فيلم "سي عمر"

GMT 08:10 2018 الجمعة ,10 آب / أغسطس

"سيمنس" تدعم حلول النقل من دون سائق في دبي

GMT 22:21 2018 السبت ,04 آب / أغسطس

سجين يفارق الحياة في ظروف غامضة في طنجة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca