أمير الإنسانية الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وداعا ً

الدار البيضاء اليوم  -

أمير الإنسانية الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وداعا ً

عوني الكعكي
عوني الكعكي

أمير الإنسانية والحق...

أمير دولة الكويت...

أمير الأخلاق والحكمة والعقل... والاعتدال

أمير حلّ المشاكل...

أمير المساعدات لكلبلدان العالم... وداعاً

غيّب الموت، وهو حق، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الإنسانية في العالم، وهو اللقب الذي أطلقته الأمم المتحدة عليه عام 2014 ووصفته بأنه قائد العمل الإنساني وسط إشادة دولية وإقليمية من قِبَل كبار القادة والمنظمات.

لقد خصّته الأمم المتحدة بهذا اللقب، لأنه -كما جاء في بيان تكريمه- قاد المجتمع الدولي بقدرة رائعة ونموذجية، وهو الذي بذل خدمات عالمية جليلة، فساهم بسخاء كرمه، في تخفيف معاناة الملايين في مجتمعات عدة حول العالم.

عرفت المغفور له بإذن الله الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح عام 1969، حيث كانت أوّل زيارة لي لدولة الكويت، لشكر أميرها يومذاك الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح والمرحوم الشيخ سعد العبدالله الصباح ولي العهد... وكان المرحوم الأمير صباح الأحمد الجابر آنذاك وزيراً للخارجية... إشارة الى ان الفقيد الكبير تولّى وزارة الخارجية عام 1963، وظلّ في هذا المنصب لمدّة 40 عاماً، وهو أوّل من رفع علم الكويت فوق مبنى هيئة الأمم المتحدة لدى الموافقة على الإنضمامإليها عام 1963.

أربعون عاماً وزيراً للخارجية، فأصبح بعد موت غروميكو وزير خارجية روسيا أقدم وزير خارجية في العالم.

أعود لزيارتي الأولى للكويت، شكرت الأمير الراحل يومها لاهتمامه وحرصه على لبنان. وكانت تربط بين الفقيد الكبير وبين والدي المرحوم خيري الكعكي صداقة وطيدة. وخلال لقائي معه، أحسست بصدق عاطفته ومحبته لوالدي ولرجال الصحافة في لبنان، إذ كانت تربطه بهم صداقة وعلاقات مميّزة.

ومنذ تلك الزيارة، تكرّرت زياراتي الى الكويت، إذ كنت أزور هذا البلد المضياف مرّة كل عام، وفي كل زيارة أقوم بها، كنت ألتقي الأمير الفقيد، فألمس محبته للبنان من خلال قلقه عليه.
ولن أنسى ما ردّده أمامي مراراً، معلناً خوفه على لبنان داعياً كل اللبنانيين الى الوحدة والتآخي ونبذ الخلافات التي قد تدمّر لبنان.

وكان رحمه الله، يقف الى جانب مسؤولي المملكة العربية السعودية في سعيهم لتوحيد اللبنانيين وإجراء المصالحات بينهم.

وهنا أتذكّر ما حدث خلال إحدى زياراتي للكويت، للقاء الشيخ فهد الأحمد الجابر، الذي كان رئيساً للمجلس الأولمبي الآسيوي، لأنه كان مهتماً بالرياضة... يومذاك التقيت به وكنت قد أصدرت مجلة أولمبياد الرياضية، وأجريت حديثاً سياسياً معه، لا علاقة له بالرياضة... وكان المرحوم الشيخ فهد معارضاً لحكومة الشيخ سعدالله الصباح ولي العهد في تلك الفترة ورئيس الحكومة...
عرف الفقيد الكبير بالحديث الذي أجريته مع الشيخ فهد الأحمد من خلال صديقي رحمه الله واجد روماني، فطلب مني بعد دعوتي إليه، إلغاء الحديث، لأنّه يضرّ بالعلاقات بين رئيس الحكومة والأمير...

قلت له: «لا أمانع، لكنني أتمنى أن يكون هذا الإلغاء بطلب من شقيقك الشيخ فهد الأحمد». وافق رحمه الله واستدعى الشيخ فهد إليه وقال له حرفياً: «يا شقيقي فهد، الحديث الذي أجريته مع صديقنا الاستاذ عوني يضر بعلاقاتنا مع الشيخ سعد رئيس الحكومة.. وهذا يتنافى مع مصلحة الكويت، لذا أتمنى عليك إلغاء الحديث»، أجابه الشيخ فهد رحمه الله: «أمرك»... وتمنى عليّ إلغاء الحديث.

وتكررت زياراتي الى الكويت... وكنت في كل مرّة أزورها، ألتقي بالأمير الفقيد... وكان وخلال كل زيارة لي، يبدو كعادته لطيفاً وودوداً.

وهنا أتذكر زيارتي له، بعد وفاة شقيقه وولي عهده، وكنت انتخبت نقيباً للصحافة... كان سعيداً جداً بلقائي وهنأني بمركز النقيب وتمنى لي النجاح، ولن أنسى قوله رحمه الله: «يا ولدي... أمامك مسؤولية كبيرة، أتمنى لك التوفيق، وأطلب منك أن تكون الى جانب كل زملائك، وأن تحاول تقريب وجهات النظر بينهم».

حادثة أخيرة.. لا بد من ذكرها، وهي انني كنت مع الرئيس حافظ الأسد، وكانت الكويت والمملكة العربية السعودية تقفان مع صدّام حسين في حربه ضد إيران، ضد توجهات الرئيس الأسد... فقال لي رحمه الله «أتمنى لو وقف الرئيس الأسد مع الرئيس العراقي».

وعند احتلال الكويت، ذهبت الى الطائف في المملكة العربية السعودية برفقة السفير عبد العزيز الجاسم، سفير الكويت في لبنان وسوريا آنذاك، يوم تشكلت الحكومة الكويتية في المنفى حيث تواجد أمير الكويت يومذاك المرحوم جابر الأحمد الصباح وولي عهده الشيخ سعدالله الصباح، وقابلت الأمير الفقيد، وذكّرته بقوله السابق: إنّ على الرئيس حافظ الأسد أن يدعم صدّام حسين في حربه ضد إيران، فأجابني رحمه الله: «كان الحق معك يوم وقفت مع الرئيس حافظ الأسد».

تغمّد الله الفقيد الكبير برحمته، وأسكنه فسيح جنّاته... كما أتقدّم من الأسرة الحاكمة، التي أقدّر وأحترم وأحب، وإلى الشعب الكويتي الشقيق بأحر التعازي بالفقيد الغالي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمير الإنسانية الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وداعا ً أمير الإنسانية الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وداعا ً



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca