الطرب فى القلعة!

الدار البيضاء اليوم  -

الطرب فى القلعة

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

فى يوم واحد أحيا المطرب هانى شاكر حفلا فى القاهرة أمام عشرة آلاف من جمهور مهرجان القلعة للموسيقى والغناء، وأشعل عمرو دياب الساحل فى حفل جديد أمام جمهور قالت الصحف إنه جمهور غفير!.والصحف التى قالت عن الجمهور فى الساحل إنه غفير تقصد أنه كان جمهورا حاشدا، لكنها لم تذكر العدد ولا قالت أمام كَمْ بالضبط غنى عمرو دياب؟!

ولست أنا الذى يصف دياب بأنه «أشعل» الساحل!.. ففى كل مرة غنى فيها هناك طوال الصيف، كانت الصحف نفسها تقول إنه أشعله!!.. وكان القصد أن المكان كان يمتلأ بالناس، وأن التفاعل بينهم وبين المغنى كان يصل إلى مداه!.

ومن قبل كنا قد تابعنا أخبار تقسيم الساحل الشمالى إلى ساحلين: واحد طيب يبدأ من غرب الإسكندرية مرورا بالكيلو ٢١ والقرى السياحية الواقعة على الخط وصولا إلى قرية الدبلوماسيين، ثم ساحل شرير يبدأ من بعد الدبلوماسيين حتى يصل إلى مرسى مطروح!.

وهذا التقسيم كان تقسيما اقتصاديا خالصا، وليس تقسيما أخلاقيا بالطبع، وكان المعنى أن الذين يريدون قضاء أيام من الصيف فى الساحل الشرير يحتاجون إلى إمكانات مادية عالية، ولكن الذين يريدون الساحل الطيب ليسوا فى حاجة إلى إمكانات من هذا النوع!.

وما بين هانى شاكر فى قلعة صلاح الدين، وعمرو دياب فى الساحل الشرير، نجد أنفسنا أمام تقسيم من نوع آخر للجمهور، لكنه هذه المرة على أساس فنى، وليس على أساس اقتصادى.. والسبب أنك تستطيع أن تصف شاكر بأنه مطرب، وأن جمهوره من محبى الطرب، أما دياب فهو مغنٍ أو مؤدٍ، وليس من الممكن وصفه بأنه مطرب، أو أن ما يردده على جمهوره له صلة بالطرب!.

وهذا لا ينقص من شأنه كشخص بالتأكيد.. فأنا أتكلم عن فنه، أو عما يقول إنه فن يقدمه للناس، لا عن شخصه.. فالطرب شىء والغناء شىء آخر، وذات يوم قال عبدالوهاب إن المغنين الجُدد يغنون بأقدامهم وبأشياء أخرى.. وكان هذا بالضبط هو ما يفرق بين الطرب الذى تطرب له الأُذن ويستقبله الوجدان، وبين الغناء الذى يمر على الأُذن كما يمر الهواء!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطرب فى القلعة الطرب فى القلعة



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 04:23 2018 الأحد ,04 شباط / فبراير

فريق الرجاء البيضاوي يفاوض لاعبا نيجيريا

GMT 17:45 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أحمد الحليمي يؤكد أن تعويم الدرهم المغربي خطير للغاية

GMT 03:54 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أصالة تشكر الشرطة المصرية بعد سرقة منزلها

GMT 06:29 2016 الثلاثاء ,08 آذار/ مارس

آفاق السلام بسورية

GMT 00:59 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إشبيلية يتعادل بصعوبة أمام ليفربول في الوقت القاتل

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 14:29 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم الفوائد التي يقدمها زيت الحلبة للشعر
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca