في تفسير ما جرى!

الدار البيضاء اليوم  -

في تفسير ما جرى

سليمان جودة
بقلم : سليمان جودة

في أقل من لحظة قرر أردوغان سحب أسطوله البحرى من قرب حدود اليونان، ولكنه على مدى شهور لم يسحب المرتزقة الذين أرسلهم إلى ليبيا ولايزال، رغم تحذيرات دولية متكررة وكثيرة.. فما السبب وما التفسير؟!

السبب أن بقاءه قرب حدود اليونان كان سيدخله في مواجهة عسكرية مع اليونان، ومن شأن مواجهة كهذه أن تتحول، منذ لحظتها الأولى، إلى مواجهة مع كيان أضخم اسمه الاتحاد الأوروبى، الذي يضم اليونانيين في عضويته كما يضم آخرين!

وفى مواجهة على هذا المستوى، تخرج تركيا خاسرة بنسبة مائة في المائة، وقد حسبها الرئيس التركى بالورقة والقلم وسحب الأسطول دون نقاش!

وهو لم يتخيل المواجهة، ولم يحلم بها كابوساً في المنام، ولكنه رأى علاماتها واضحة أمام عينيه، عندما جاءه اتصال من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل التي أفهمته بهدوء أن إرسال سفن الأسطول بالقرب من الحدود البحرية اليونانية لعب بالنار لا يقدر هو عليه!.. وهى لم تكن تتحدث نيابة عن ألمانيا وحدها، ولكنها كانت تتحدث باسم الاتحاد الذي ترأسه بلادها إلى آخر هذه السنة!

يعرف أردوغان أنه لا يستطيع إغضاب الاتحاد مهما كان الأمر، ويعرف أنه لا يستطيع سوى التودد إليه، لعله يقبل تركيا عضواً بين أعضائه ذات يوم.. فالرئيس التركى يدق باب الاتحاد من سنين طالباً العضوية، ولكن الاتحاد لا يعطيه أي اهتمام، وبالكثير يبلغه أنهم سيناقشون الطلب، وأنهم سوف يبلغونه بالنتيجة إذا ما استطاعوا الوصول في الموضوع إلى قرار!.. ولم يصلوا طبعاً ولن يصلوا في الغالب!

وبين الطرفين شد وجذب لا يتوقفان من سنوات، ولكن أنقرة تفهم أنها الطرف الأضعف، وأن عليها أن تقدم فروض الطاعة والولاء، ثم لا يكون على الاتحاد إزاءها أي التزام في مسألة العضوية التي تمثل لأردوغان حلماً ليس ككل الأحلام!

والمؤكد أن أردوغان يحتاج إلى شىء مماثل يبعده عن ليبيا كما جرى إبعاده عن اليونان.. ونحتاج نحن إلى إفهام الاتحاد أن خطر اقتراب السفن التركية من الشواطئ اليونانية، لا يقل بالنسبة للأوربيين عن خطر المرتزقة الذين يرسلهم إلى غرب ليبيا.. فسوف يأتى عليه وقت يحرض فيه حكومة السراج في طرابلس على إرسال المرتزقة عبر البحر المتوسط لابتزاز أوروبا، تماماً كما أطلق عليها اللاجئين من قبل عبر حدود بلاده على سبيل الابتزاز أيضاً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في تفسير ما جرى في تفسير ما جرى



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca