قصور الثقافة.. ثانى مرة

الدار البيضاء اليوم  -

قصور الثقافة ثانى مرة

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

جاءنى هذا التعليق من وزير الثقافة الأسبق د. عماد الدين أبوغازى، الذى تولى حقيبة الوزارة فى مرحلة حرجة جدًا، فى مارس 2011 بعد ثورة 25 يناير.. كان الشارع المصرى لا يزال يغلى غضبا، وقبلها بأكثر من عشر سنوات بدأ رحلته بالمجلس الأعلى للثقافة حتى صار أمينا للمجلس.د. أبوغازى هو صاحب مشروع إقامة المهرجانات الثقافية بكل أنماطها من خلال المجتمع المدنى، كانت خطته أن تبدأ الدولة بدعم المهرجان فى دوراته الأولى فقط، وبعد ذلك يعتمد على التمويل الذاتى، وهو ما لم يتحقق حتى الآن لأسباب شرحها يطول.. وقبل أن أترككم مع كلماته أقول لكم إن د. عماد جلس على مقعد وزير الثقافة، الذى كان قبل أربعين عاما يجلس عليه والده د. بدر الدين أبوغازى، وهى واحدة من مفارقات القدر.

«الصديق العزيز الأستاذ طارق الشناوى..

مقالك فى (المصرى اليوم) عن قصور الثقافة مهم جدًا.. بالفعل، هيئة قصور الثقافة هى القطاع الأهم فى وزارة الثقافة، فهى الهيئة الأقدر على تحقيق هدف أساسى من أهداف الوزارة، أعنى الوصول بالخدمة الثقافية لأوسع قطاع من الجماهير. هناك أكثر من ٥٠٠ موقع تابع للهيئة، بعضها قصور، وبعضها بيوت، وهى أصغر فى الحجم والإمكانيات وأكثر فى العدد، وبعضها مكتبات عامة.. قصور الثقافة التى تشكل العدد الأقل معظمها بُنى فى الستينيات، باقى المواقع على فترات ممتدة من الستينيات إلى اليوم. فى مرحلة الفنان فاروق حسنى وحدها أضيف أكثر من مائة موقع للهيئة، بعضها قصور، وكتير منها مكتبات وبيوت ثقافة.

المشكلة أنه بعد حريق قصر ثقافة بنى سويف عام 2005، أغلق أكثر من نصف المواقع، بسبب عدم مطابقتها لشروط الأمان، وعندما تولى الدكتور أحمد نوار رئاسة الهيئة، بدأت عملية إعادة التأهيل، وكانت تحتاج إلى موازنات ضخمة، وواصل الدكتور أحمد مجاهد عملية إعادة التأهيل.

تقديم العروض السينمائية يصلح بالأساس فى قصور الثقافة الكبيرة التى تتوافر فيها قاعات عرض أو مسارح.. والفكرة طرحها الشاعر سعد عبدالرحمن فى ٢٠١١ عندما تولى رئاسة الهيئة، ووقتها بدأنا نتحدث مع شركات إنتاج لتقديم عروض لأفلامهم بأسعار تذاكر رمزية فى قصور الثقافة فى المحافظات، وكانت هناك موافقة وحماس للفكرة، ثم توقف المشروع، ثم أحيته مرة أخرى الدكتورة إيناس عبدالدايم.

المشكلة الحقيقة أن الثقافة الجماهيرية تُحاصر منذ الستينيات بمجرد الإحساس بأنها ستحدث تغييرا حقيقيا بضغوط من خارج الوزارة. وهناك تجربة مهمة للفنان عزالدين نجيب وثّقها فى كتاب له بعنوان (الصامتون) تجارب فى الثقافة والديمقراطية بالريف المصرى. يحكى فيه عن الحصار الذى تعرض له النشاط عندما كان مديرًا لقصر ثقافة. من الضرورى الاهتمام بقصور الثقافة، لأنها الأداة التى من الممكن أن تلعب دورًا كبيرًا فى تغيير ثقافة المجتمع ومواجهة التطرف. وإذا تحقق التنسيق مع وزارة الشباب ووزارة التربية والتعليم فسوف تتضاعف قدرات الثقافة الجماهيرية فى الاستفادة من مواقع مراكز الشباب والمدارس واستخدامها كساحات للنشاط الثقافى، فتضيف آلاف المواقع إلى قدرتها.. أيضا التعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى فى المبادرات الأهلية فى مجال الثقافة.. كذلك من المهم إحياء تجربة القوافل الثقافية التى تنقل الثقافة إلى المناطق التى لا توجد بها مواقع ثقافية. لدينا تاريخ طويل من العمل الثقافى خارج العاصمة، منذ الأربعينيات على الأقل، من خلال الجامعة الشعبية والمراكز الريفية. تجارب ثرية تحتاج إلى دراستها للاستفادة من هذه الخبرات الممتدة والبناء عليها.

الثقافة الجماهيرية أو هيئة قصور الثقافة، كما تسمى الآن، أداة تحقيق العدالة الثقافية وتحقيق التنمية الحقيقية». تلك هى رؤية د. عماد.. أتمنى أن تنجح د. نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة فى حسم هذا الملف الشائك، فهو العمق الاستراتيجى.

فى البدء كانت الكلمة، وفى البدء أيضا (قصور الثقافة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصور الثقافة ثانى مرة قصور الثقافة ثانى مرة



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 17:54 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 08:43 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

عدد جديد من المجلة الكويتية الفكرية المحكمة «عالم الفكر»

GMT 06:30 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية بادي تغوص داخل أعماق النفس البشرية في "حمامة سلا"

GMT 04:52 2013 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الحجاب يزيد من جمال المرأة

GMT 19:32 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

مكب قديم للنفايات يكشف عن خاتم الملك اليهودي حزقيا

GMT 09:53 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

"الكهرباء المصرية" 12 ألفًا و500 ميغاوات زيادة متاحة عن الحمل

GMT 20:11 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

"طائرة بدون طيار" تُحدِث هلعًا في أشهر فنادق المغرب

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"زيت الجرجير" يمتلك فوائد مُدهشة لجميع أنواع الشعر

GMT 06:18 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

استمتع بالمناظر الطبيعية الرائعة في دول البلطيق

GMT 08:49 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

سقوط أمطار على محافظة تيماء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca