المحبر... باللغتين

الدار البيضاء اليوم  -

المحبر باللغتين

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

نكتب عن جميع الناس كل يوم، ونتردد كثيراً في الكتابة عن الذات. في الكتابة عن الآخرين أضع الورقة أمامي وأمضي. أما الكتابة عن الذات فهي نوع من الخطايا. ومع ذلك سامحونا، عفا الله عن ذنوبكم. بمحض المصادفة قرأت على الإنترنت أمس ترجمة بالإنجليزية لإحدى «مفكرات القرية». شعرت كأنني أقرأ لكاتب آخر. وشعرت أيضاً بفرح، لأنه لا علاقة لي باختيار النص أو لفت النظر إليه، وإنما هو عمل عفوي قام به البروفسور ديفيد سادلر من جامعة دبي، الذي يبدو أنه يداوم، مشكوراً، قراءة هذه الزاوية وتعريب ما يختار منها.
يفرح أيضاً أنني عرفت أن النسخة الفرنسية من «أوراق السندباد» Les Carnets de Sinbad – Claire maison neuve/Paris قد نفدت طبعتها الأولى، والأرجح أنها لم تكن تزيد على 2000 نسخة. لكنني شعرت عند صدورها وكأنني أقرأ نصاً لا علاقة لي به. وقدم للكتاب الدكتور صبحي حبشي، وشرحه في نص مطول الأستاذ في السوربون دانيال هنري بوجو، ونقلته إلى الفرنسية في نص مدهش، الأستاذة دانيال صالح.
الشرح العلمي الذي وضعه الدكتور بوجو جعلني – بكل صدق – أشعر وكأنه يعرف الرواية أكثر مني. وبينما وضعتها أنا على سجيتي، وفي سرعة كالعادة، وضعها هو في إطارها التاريخي وفسر ما اعتبره تميزاً عن سائر المؤلفات التي صدرت عن «السندباد» ورحلاته «الأخرى»، وكيف أن المؤلف جعل له شخصية مشذبة وذات أهداف ثقافية.
تقول دار النشر في تقديم الكتاب «بأسلوبه في فن الكتابة، يمزج الرحالة والمؤلف والصحافي، وقبل كل شيء الكاتب، الروعة بالخيال من أجل الوصول إلى قلب الإنسان. من هنا فإن الحقيقة مع سندباده تتجاوز مغامرات البحار والصحراء لتصبح كشفاً (روحياً ووجودياً)».
أتمنى للترجمة الفرنسية «لأوراق السندباد»، وربما للإنجليزية أو غيرهما، أن تجد لنفسها مكاناً، ذات يوم، في المكتبة الفرنسية. ولا يضيرني الاعتراف بأنني اتبعت أسلوب أمين معلوف في توليف، أو ابتداع، شخصية للسندباد، فهو في كل حال شخصية متخيلة لا وجود لها في النصوص التاريخية.
المؤسف دائماً هو حال الكتاب العربي. فالسندباد بالفرنسية بيع منه أكثر مما بيع من الأصل العربي (دار العبيكان). وهو أيضاً حال معظم كتبي الأخرى، التي نفدت طبعاتها والحمد لله، باستثناء «قافلة الحبر» الذي دخل طبعته الرابعة على ما أعتقد. وربما تغير هذا الواقع إلى حد بعيد الآن بعد انفتاح سوق هائلة الإمكانات مثل السوق السعودية. لا أعتقد أن هناك ما يمنع سوى ما يخالف الأخلاق العامة. وسوف «تكتشف» كتباً متنوعة لم تكن تعرف بها، في مصر أو بيروت، بسبب انحسار هذه وتلك، وطاقة سوق الكتاب في الخليج عموماً، والسعودية في صورة خاصة، أن أوسع سوق للكتاب العربي اليوم في المملكة، ولم تعد العراق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحبر باللغتين المحبر باللغتين



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca