قمَّة التجدُّد

الدار البيضاء اليوم  -

قمَّة التجدُّد

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

تعتبر العلاقة السعودية الفرنسية نموذجاً شبه كامل للعلاقات المميزة بين الدول. منذ أكثر من سبعة عقود على الأقل والروابط بين الدولتين إما في قمّة الاستقرار، وإما في ذروة التطور. من المعروف أن نظام الحكم في المملكة ثابت لا يتغيّر في حين أن النظام الجمهوري الفرنسي قابل للتغيّر ضمن تحولات كثيرة، ما بين المحافظ والاشتراكي والوسطي والائتلافي. ولم يحدث مرة أن تغيّر مستوى العلاقة بين الفريقين. مهما كان مستوى التغير في قصر الإليزيه.

مع مجيء الجنرال شارل ديغول وقيام الجمهورية الخامسة العام 1958 أعلنت فرنسا أنها تريد أفضل العلاقات مع العالم العربي، وإضافة إلى المبادرات والنوايا في هذا الاتجاه تعددت وتضاعفت أوجه المصالح أيضاً. ولم تتوقف العلاقة بين الرياض وباريس يوماً عن تسجيل المزيد من التقدم. وعندما وصل الرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران إلى الحكم، ظن كثيرون أن العلاقة قد يعتريها شيء من التجمد أو المراوحة. فكانت النتيجة أنها حققت قفزات عالية في الروابط والمودة.
أبسط ما يمكن قوله اليوم في زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى العاصمة الفرنسية، هو أنها خطوة كبرى في التجدد، وفي كل الاتجاهات والحقول السياسية والدبلوماسية والفكرية والتجارية. يُعزز إيقاع التجدد هذا حيوية الأمير محمد والرئيس إيمانويل ماكرون. ويشترك الرجلان في سياسة خارجية ناشطة ومتوازية إلى حدٍّ بعيد. وتشمل هذه العلاقة الخاصة الموقف من الوضع في لبنان، والمسألة الإيرانية في الشرق الأوسط وصولاً إلى انعكاسات الأزمة الأوروبية في أوكرانيا.
طبعاً الزيارة وجدولها وتفاصيلها لها طابع آخر غير الزيارات السريعة أو الطارئة التي قام بها الرئيس ماكرون إلى الرياض. ولا شك أنه ستصدر عن الزيارة قرارات بالغة الأهمية من أجل تسجيل تاريخيتها وأهميتها بالنسبة إلى البلدين. ومن المنبر الفرنسي سوف يؤكد الأمير محمد بن سلمان للقارة الأوروبية مدى أهميتها كشريك اقتصادي وأممي في منطق السلام الدولي. والواضح من خريطة الجولة أن أبعادها تتجاوز العلاقات الثنائية إلى العلاقات الشاملة مع قارة تمر الآن بأزمة كبرى، فيما يواجه العالم العربي بدوره سلسلة من التحديات التاريخية أهمها مستقبل السياسة الإيرانية في المنطقة:
سوف تعلق على جدران الزيارة في قصر الإليزيه صور لمراحل كثيرة من تاريخ المودّات بين بلدي المضيف والضيف. ولعل من أهمها صور زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لقصر الإليزيه على مدى سنوات عدّة، وهي تشهد بما قام به من خطوات في تمكين العلاقة وتوسيع آفاقها وترسيخ مستوياتها. إنها رسالة التجدد التي تطبع مسيرة ولي العهد في الداخل والخارج مقدماً صورة الشباب كرمز للعراقة والجذور.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمَّة التجدُّد قمَّة التجدُّد



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء

GMT 14:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

جمعية خيرية تنظيم حملة للتبرع بالدم في تاوريرت

GMT 09:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيقاف وسيط في تجارة الممنوعات بالقصر الكبير

GMT 04:03 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب تربوي جديد للدكتور جميل حمداوي

GMT 13:41 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ليلى أحمد زاهر تهنئ هبة مجدي بخطوبتها
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca