قمة العشرين: مفترق المستقبل

الدار البيضاء اليوم  -

قمة العشرين مفترق المستقبل

سمير عطاالله
سمير عطاالله

فقط للضرورة ومن أجل طرح سؤال واحد، إليكم أسماء الدول الأعضاء في مجموعة العشرين: الأرجنتين، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والجمهورية الكورية، والمكسيك، و المملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، وتركيا، والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

أعد، لو سمحت، استعراض الأسماء مرة أخرى، فماذا سوف تلاحظ؟ جميع الدول الكبرى. وأكبر دولة إسلامية (إندونيسيا)، وأكبر دول هندوسية، وأكبر دول آسيا البوذية والكونفوشية، أي غير الإبراهيمية. ومن بين كل هذه الدول واحدة فقط تخوض حروباً خارجية، وتخوض حرباً دينية وعرقية، وتقود حملة بلبلة وتدخل سياسي على دول جوارها ودول العالم الذي تنتمي إليه. دولة واحدة، هي تركيا رجب إردوغان.

مئات الملايين الباقين يقدمون نموذجاً من التآخي والتعاون والتقدم وحسن النوايا. ودولة واحدة في المجموعة العالمية الكبرى، أو في العالم أجمع، لا تزال تلجأ إلى نظام المرتزقة، البالي، لأن جيشها لا يكفي لخوض المزيد من الحروب. الدولتان الإسلاميتان الأخريان، إندونيسيا والسعودية، تقدمان للدول الأعضاء، وللعالم أجمع، أفضل نموذج في التقدم والتطور والشعور بالمسؤولية الأممية.

السعودية لم تصبح عضواً بسبب اقتصادها فقط. ولا فقط بما تمثله من رمزية روحية وعددية في العالم. فهذه مقاييس غير معتمدة وحدها في مقاييس المجموعة، وإنما لأنها طرحت نفسها خلال السنوات الماضية نموذجاً من نماذج التقدم والتطوير في النمو الاقتصادي والعلاقات الدولية. وإذا كانت مجموعة العشرين تمثل بالدرجة الأولى اقتصادات العالم الصناعي، فإن «رؤية 2030» التي وضعها الأمير محمد بن سلمان، تمثل تجربة نادرة في رسم «الاقتصاد البديل» وتنويع المصادر وتسريع السعي إلى المستقبل.

سوف يجد ضيوف القمة في الرياض زعيماً شاباً يعلن أن المرأة والرجل متساويان في المملكة. وسوف يستمعون إلى كبار العلماء يعلنون أن الانحراف السياسي ليس من الإسلام، ولا من الإسلام والمسلمين الأنظمة التي تشجع الإرهاب، وتعتدي على سلامة الغير، وتكدر حياتهم، وتعيق حاضرهم ومستقبلهم.

في هذه المدينة التي أمضى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، مشرفاً على بنائها مدينة العواصم، سوف يشاهد أهل القمة حكاية مسيرة مذهلة من قصص العمران الذي تحدث عنه رائد الفلسفة العمرانية ابن خلدون.

وهو ما تحدث به الأمير محمد بن سلمان، عندما قال قبيل القمة إن محاربة الفساد وفَّرت على الدولة حتى الآن نحو 15 في المائة من الهدر. ما زال هناك عقد استكمال الخطة، أو الرؤية الكبرى. تأمَّل أسماء الدول الأعضاء مرة أخرى، ترَ سباقاً بين مجموعة من الأمم والشعوب نحو عالم أكثر تطوراً وأمناً وكفاية. عالم لا يريد السقوط والغرق في المهاترات، وأن يتجنب ما أضاعه في الماضي العابثون وفاقدو المسؤولية. قمة الرياض هي المفترق نحو المستقبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة العشرين مفترق المستقبل قمة العشرين مفترق المستقبل



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca