«كورونا» بين الإجراءات المطلوبة والذعر غير المبرر

الدار البيضاء اليوم  -

«كورونا» بين الإجراءات المطلوبة والذعر غير المبرر

عقل أبو قرع
بقلم : عقل أبو قرع

وأخيرا وكما كان متوقعا، وصل فيروس «كورونا» أو ما بات يعرف بـ»COVID-19» الى فلسطين، وبصرف النظر عن عدد الحالات التي تم فحصها إيجابيا، أو عن مكان اكتشاف العدوى، فإن ذلك يتطلب إجراءات مدروسة وموضوعية وعلمية، ودون توتر أو تخبط أو بث حالة الذعر غير المبرر، سواء أكانت إجراءات لها علاقة بالتعامل مع الحالات المرضية، من خلال توفير الحيز أي المكان أو الأدوية للتعامل مع الأعراض، أو ما يتعلق بإجراءات الوقاية، التي تهدف وبشكل علمي الى منع انتشار العدوى من الأشخاص المصابين، أو انتقالها الى بلادنا من أشخاص مصابين من مناطق يتواجد فيها المرض.

وهذا ما قامت وتقوم به الدول التي تعاملت وتتعامل مع انتشار الفيروس، والذي من الواضح ورغم قلة مستوى خطورته، إلا أنه ينتشر بسرعة كبيرة، حيث نعلم أن الصين، بلد المنشأ للفيروس قامت بإجراءات حجر واسعة، بشكل موضوعي وصارم، على حوالي 100 مليون شخص، وقامت خلال هذه العملية الضخمة بتوفير كافة الاحتياجات والمتطلبات لهؤلاء الأشخاص وبشكل موضوعي وباحترام وبشكل لا ينتقص من كرامتهم، والاهم أنها قامت بتوفير إجراءات التواصل وتزويد المعلومات بشكل متواصل وفعال معهم، وهذا ما تقوم به كذلك العديد من الدول، وبالطبع بالإضافة الى تعطيل بعض المؤسسات والأعمال والتجمعات وما الى ذلك، وبشكل لم يؤد الى بث الانفعال والتوتر والتسرع ونشر الذعر غير المبرر.

وتوفير المعلومات وبشكل بسيط وواضح، سواء الى المصابين أو الى المشتبه فيهم، أو حتى الى غالبية الناس والمجتمع هو أمر مهم، من حيث شرح إجراءات الوقاية وهي بسيطة، وتشمل غسل اليدين والتعقيم وما الى ذلك، أو من حيث شرح عدم خطورة هذا الفيروس المستجد والمجهول وهذا ربما ما يفسر الهلع أو الذعر غير المبرر الذي رافقه، والذي ساهم ويساهم في هذا الوضع الذي نعيشه، حيث إنه ومن خلال المعلومات والدراسات العلمية التي توفرت حتى الآن، وبالأخص من المختصين الصينيين، فإن نسبة فقط تتراوح بين 2-3% من الإصابات تؤدي الى الوفاة، ومعظم هذه النسبة هي من كبار السن، حيث جهاز المناعة ليس بالقوي أو بالفعال، أو ممن يحملون أمراضا مزمنة مثل الضغط المرتفع والقلب وأمراض الجهاز التنفسي وغيرها، وان النسبة الأكبر من المصابين هي تتعافى تماما وبشكل تدريجي من المرض خلال فتره قصيرة، والنسبة المتبقية تتعافى بعد فتره أخرى، وهذا ينطبق تماما على فيروسات معروفة وربما تكون أكثر شدة وفتكا، ومن أشهرها فيروس «الانفلونزا» أو الرشح أو نزلة البرد، وربما في أحيان يكون أكثر خطورة من فيروس «كورونا».

والتواصل الفعال مهم من خلال إيصال المعلومات وبشكل شفاف وبسيط وفي التوقيت المناسب، سواء أكان بين الحكومة والناس أو بين الأجهزة الطبية والمصابين أو المشتبه بإصابتهم، أو وسائل الإعلام والمواطن، وهو العنصر الأهم من أجل بناء الثقة وبالتالي الالتزام بالتعليمات، ودون شك فإن هذا سر نجاح دولة ضخمة من حيث عدد السكان، مثل الصين، في الاحتواء التدريجي للفيروس، كما يستدل من عدد الإصابات المتناقص بشكل يومي، واستخدام وسائل الإعلام والتنسيق بين المختصين المختلفين ودون خلق حاله من «الوصمة»، هي من الأمور الضرورية لنجاح إجراءات التعامل مع فيروس «كورونا»، وهذا ينطبق على الإجراءات التي تم اتخاذها في بلادنا.  

ومع وصول «كورونا» الى حوالي 90 دولة وربما أكثر، ونحن منهم، ومع التزايد المتواصل في ارتفاع عدد البلدان التي أجتاحها هذا الفيروس، فالمطلوب التعامل الهادئ مع هذا الموضوع، ودون تهليل أو ضجيج أو مبالغات، والمطلوب توفير المعلومة المطلوبة وبشكل واضح ومحترم للناس، وبأسلوب يتلاءم مع الفئة المستهدفة، وبشكل لا يخلق أو يساهم في تشكل الوصمة، التي من الواضح أنها ترافق هذا الفيروس، وبالطبع المطلوب التعامل مع المصاب ومع المشتبه به، وتوفير الحجر الصحي، وشرح الحجر الصحي المنزلي، واتخاذ الإجراءات في البيئة المحيطة، وبشكل موضوعي علمي مدروس، بحيث تتغير هذه الإجراءات مع الزمن أو مع الأيام، وبشكل يبقي هذا الموضوع تحت السيطرة، ودون شك ان تم ذلك، فإننا في بلادنا سوف نتعامل أو نتغلب على مشكلة هذا الفيروس، كما تم التعامل مع مواضيع وقضايا أخرى أخطر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» بين الإجراءات المطلوبة والذعر غير المبرر «كورونا» بين الإجراءات المطلوبة والذعر غير المبرر



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 09:38 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

«بوليساريو» الداخل..!

GMT 09:46 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

برودكوم تعرض الاستحواذ على كوالكوم مقابل 130 مليار دولار

GMT 01:09 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

Poison Girl Unexpected الجديد من "ديور" للمرأة المفعمة بالأنوثة

GMT 18:56 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

الأهلي يخطف كأس السوبر بعد الانتصار على المصري بهدف نظيف

GMT 18:18 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

تامرعبد المنعم يصالح محمد فؤاد في حفلة زفاف

GMT 21:31 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مدينة تاوريرت تستقبل حافلتين من اليهود

GMT 04:47 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

توقيف أحد مهربي المواد المخدّرة في مدينة بركان

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 21:14 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

فوائد عصير البطيخ المر في القضاء على الخلايا السرطانية

GMT 19:59 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

دار "LAVINTAGE" تغازل الباحثات عن الأناقة في مجوهرات 2018

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca