ما زال أهل الوطن هم الغائب الأكبر

الدار البيضاء اليوم  -

ما زال أهل الوطن هم الغائب الأكبر

صادق الشافعي
بقلم : صادق الشافعي

معاذ الله أن يذهب معنى العنوان او يكون القصد منه الحديث عن غياب كي لدور للناس، فهذا يدخل في باب عمى البصر والبصيرة.فقد كان ولا يزال موقف الناس وحضورهم هو الأبرز والاصدق والأكثر جذرية في التعبير عن   موقف الرفض المطلق لصفقة القرن والدعوة للتصدي لها واسقاطها، وجاء في انسجام وتوافق تأمين مع مواقفها وحضورها في كل قضايا النضال الوطني، المفصلية منها بالذات.
المقصود في «الغائب الأكبر» هو غياب، وبتعبير ادق الى حد كبير، «تغييب» الناس اهل الوطن عن لعب دورهم الرئيسي المبادر والحاسم، بالذات في هذا الوقت وما توفره صفقة القرن بكل شرورها وويلاتها من فرصة دافعة لتحقيق إنجازات نوعية، في موضوع انهاء الانقسام الفلسطيني، واستعادة الوحدة الوطنية بشكل كامل، وعلى كل المستويات والعناوين.
 تغييب دور الجماهير ليس امراً جديداً ولا يرتبط بحدث محدد، بل ممارسة - وربما سياسة- شارك فيها الجميع بدرجات متفاوتة من المسؤولية حتى ولو من موقع الصمت العاجز. لكن سخونة الحدث الى درجة لسعة الاحتراق والعودة الى التراشق بالمسؤولية عن حال التراخي المخجل (بأمل ان لا يكون تراجعاً او نكوصاً) في البناء على الاندفاعة الوحدوية المفرحة التي أعقبت فوراً اعلان صفقة القرن، والتي وعدت بالخير وباستعادة الوحدة.
سخونة الحدث والتراخي المخجل هما ما يدفعان بإلحاح شديد للعودة الى الناس اهل الوطن.
يزيد في الالحاح ان الوضع العربي أولاً والدولي ثانياً، يوفران فرصة مواتية لا يجوز تفويتها لتحقيق إنجازات هامة في التصدي لصفقة القرن وفي صالح النضال الوطني المشروع بشكل عام.
خصوصاً مع المعرفة ان وحدة الأداة والموقف الفلسطينيين، شرط واجب التوفر، للتعامل مع هذه الفرصة، واستثمارها بأفضل ما يكون.
واذا كان إجراء الانتخابات التشريعية في الضفة وغزة والقدس شرطاً كان يجب تحققه قبل الذهاب للحوار الوطني الشامل والجامع لكل التنظيمات.
وإذا كانت الظروف القاهرة (صفقة القرن ومقاومتها) قد فرضت تأجيل الانتخابات الى امد غير معلوم.
فما الذي يمنع الآن عقد اللقاء بأسرع ما يمكن؟                                                                                                                     وأن يكون على جدول أعمال اللقاء بندان/هدفان أساسيان ومتلازمان لا يمكن الفصل بينهما:
الأول، ويشكل الأساس الذي يقوم عليه كل موقف وتخطيط لاحق، فهو إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الشاملة بكل مضامينها وعناوينها المعروفة.
أما الثاني فهو، وحدة استراتيجية مواجهة صفقة القرن وساحاتها ومجالاتها وأشكالها وأدواتها، ثم أي بنود أخرى يتم الاتفاق على اضافتها.
وما الذي يمنع ان يوفر هذا اللقاء الجامع في حال انعقاده، الفرصة لمشاركة أوسع تمثيل لقوى المجتمع الفلسطيني: ممثلين منتخبين عن الحكم المحلي والاتحادات الشعبية والنقابية والاكاديميين ورجال الأعمال و...
ثم لماذا، ودائماً تقريباً، يتم الاكتفاء وتبرئة الذات بالتواري خلف تلكؤ وتقاعس التنظيمين الأكبر والأكثر نفوذاً وتأثيراً وعدم تفاهمهما وتحميلهما المسؤولية الحصرية؟
لماذا مثلاً، لا يبادر احد التنظيمات الأخرى منفرداً، والأفضل بالاتفاق مع تنظيمات أخرى، بالدعوة الى عقد مؤتمر مفتوح بالكامل على اوسع تمثيل شعبي لمناقشة الوضع القائم ورؤيته له وليشكل بجرأة وبلا خوف او مجاملة تخطئةً وضغطاً على أي طرف يعارض او يعيق تحقيق الهدفين /البندين المذكورين؟
لماذا لا تتم الدعوة لمثل هذا المؤتمر من كادرات وقواعد أي من التنظيمات منفردين او مع قواعد وكادرات من تنظيمات أخرى؟
لماذا لا يبادر اتحاد المرأة مثلاً، وحدهُ او مع اتحادات شعبية ونقابية اخرى، بهذه الدعوة سواء على مستوى قاعدته، وهي بذاتها واسعة ومنتشرة ومؤثرة، وان يكون مفتوحاً لأوسع مشاركة. ولماذا لا يقوم بذلك اكاديميون او رجال أعمال او ...او..
ولماذا لا يكون هناك مؤتمر تدعو له أكثر من جهة لنفس الأسباب والدوافع.
ولماذا لا يكون هناك أكثر من مؤتمر بهذا الشكل والهدف.
المهم والمراد، هو قيام حركة جماهيرية واسعة في الضفة وغزة، وحبذا لو انتشرت في التجمعات الفلسطينية خارج أرض الوطن حيثما أمكن، وان لا يكون هناك من يتصدى لها ويمنعها في رفض مسبق لدورها ومخرجاتها.
والمطلوب ان تعيد هذه الحركة الجماهيرية فرض وجودها ودورها بصفتها «أم الولد» وصاحبة الوطن والأرض وحاضنة النضال الوطني بكل أشكاله وبكل قواه السياسية والمجتمعية في كنف الاطار الوطني الجامع «منظمة التحرير الفلسطينية».
اما الهدف المباشر فهو تشكيل حالة فعل جماهيري مبادر ومسؤول، لكنه حازم وواقعي في الوقت ذاته، وحالة ضغط جماهيري عارم ومتواصل لا يحابي ولا يجامل، ولا يتحامل أيضاً.
والحالتان تدفعان باتجاه استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية جغرافياً وسيادياً وقيادياً وبرنامجاً ومؤسسات وأجهزة... الخ.
لتصبح بذلك وحدة استراتيجية مواجهة صفقة القرن واي هدف نضالي آخر قضية تحصيل حاصل.
 استعادة الحركة الجماهيرية لدورها ومسؤوليتها المركزيين هو ما سيفتح المجال واسعاً امام إعادة تشكيل الحياة السياسية الداخلية على أسس مركزية من نوع: الجماهيرية - الوحدة - المؤسسية - الديموقراطية -الانتخابات الدورية...الخ.
الابتعاد عن لقاءات مع قوى سياسية او مجتمعية من دولة الاحتلال والتي لا تجد قبولاً لدى الناس ومعظم القوى، وحتى لو كان لدى أصحابها دوافع وتوجهات إيجابية، فانها لا تلقى قبولاً وتبقى مرفوضة من قوى سياسية ومجتمعية وناس عاديين. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما زال أهل الوطن هم الغائب الأكبر ما زال أهل الوطن هم الغائب الأكبر



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء

GMT 14:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

جمعية خيرية تنظيم حملة للتبرع بالدم في تاوريرت

GMT 09:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيقاف وسيط في تجارة الممنوعات بالقصر الكبير

GMT 04:03 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب تربوي جديد للدكتور جميل حمداوي

GMT 13:41 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ليلى أحمد زاهر تهنئ هبة مجدي بخطوبتها
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca