عن قضايانا المفصلية

الدار البيضاء اليوم  -

عن قضايانا المفصلية

صلاح هنية
بقلم : صلاح هنية

خلال الانتفاضة الأولى كان التجار الفلسطينيون صمامَ آمان تلك الانتفاضة بالإضراب الجزئي والشامل، ورفض دفع الضرائب للمحتل، ومعركة كسر الأقفال وترك الأبواب مفتوحةً، وكانوا يلتزمون بقرار مقاطعة المنتجات الإسرائيلية.
اليوم ...
نعيش في حالة سوداوية ناتجة عن حالة فوضى سياسية وثقافية وبحثية، أدت بنا الى حالة تخبُّط غير مسبوقة عكست نفسها على طريقة تفكيرنا ونمط حياتنا وأسلوب إدارتنا لشؤون حياتنا ولمؤسساتنا على اختلاف تخصصاتها، الكل داخل بالكل ومعترض ولكن دون طرح أي فكرة منيرة أو بديل حقيقي.لن ننساق لنمط المزايدة التي تسود حياتنا، بحيث أُنزِّه ذاتي وأنعت الآخرين بكل الصفات السلبية، جزء من المزايدة يعني اعتراضنا على خطبة الجمعة قبل ان تلقى على مسامعنا بمقاييس غريبة عجيبة، نستطيع أن نتهم أن كل قراراتنا الاقتصادية والاجتماعية ناتجة عن مؤامرة ليس الا، نستطيع أن نتهم الاعلام بأنه متواطئ لأنه لا يتبنى منظوراً ثورياً هو بالأساس غائب عن سلوكنا ونمط حياتنا وتفكيرنا، ولكننا نريد آخرين أن يتبنوه نيابة عن الكل.

فجأةً نقول عن أي تدريب زراعي أو تخليص وشحن أو غيره باشراف إسرائيلي هو أمر واقع ولا حيلة لنا، لأن الموانئ والمعابر تحت السيطرة الإسرائيلية، وهذا تعليم لا علاقة له بشأن سياسي، ونقبل أن يستمر العمل والبناء ومواربة إنشاء شراكات في المستوطنات.حذرنا منذ سنوات من نمو علاقات ذات أبعاد اقتصادية ومالية متنامية ولكن «دان من طين ودان من عجين»، وبقينا نسمع ذات القرص المدموج أن بنوك النرويج تقاطع، وها هي شركات ساهمت ببناء القطار الخفيف في القدس تقاطع، ومؤسسات في دول العالم تقاطع، ولكننا لا نقيم وزناً لما يحدث أمام ناظرينا.نعلم انه دائماً الأسهل هو فريسة أكاديمية او ثقافية ننقض عليها وننهشها، ولا أحصن أياً كان عندما يقع في خطيئة أو مخالفة للموقف العام، وليس من السهل أن ننتقد سلوكاً شبيهاً من جهات أخرى قد تكون ممولة أو صوتاً انتخابياً يضمن لنا موقعاً ابدياً دون منازع في اجسام هي تطوعية وغير حكومية.
لماذا غضبنا؟؟؟
الناس في بلدي محتقنون لانسداد الأفق السياسي وضعف الأداء في الملف الاقتصادي والمالي، وحجم التعنت الاحتلالي الذي يشعر الناس في بلدي انهم يقفون مكشوفين أمامهم، ويشعرون أن معظم المسؤولين يبيعونهم جميلاً أنهم يخدمونهم ليلَ نهار ولا يقدِّرون هذا الجهد أي الناس، ويرون بعض أعضاء مجالس بلدية يستبدون بمنصبهم بالناس دون إنجاز يذكر، وينغِّص حياتهم مسؤول يظهر عبر برنامج تلفزيوني ليصرخ ويطرق على الطاولة وينتهي الامر هناك.

الناس في بلدي ترى حجم الاهتمام بتجار الفواكه والخضار من السوق الإسرائيلي أكثر بكثير من الاهتمام بالمزارعين حماة الأرض وملح الأرض.المواطن لا يرى جديداً في مواقع التواصل الاجتماعي عندما يتابع صفحات المواقع الرسمية التي أصلاً وُجدت لتخدمه وتعكس هذه الخدمة على صفحاتها، ولكنها تعكس صور المسؤول الأول ومن رضي عنهم ممن حوله في الوظيفة، أين هي تفاصيل التوجهات الحكومية في قطاع الإسكان وقطاع المياه وقطاع المواصلات وسلامة الغذاء والأسعار العادلة؟


وفي نهاية اليوم يبدو الكل مستغرباً اذا تساءل المواطن «الى ايننحن ذاهبون؟» أو «اين هي التسهيلات المصرفية للمواطن؟» أو «اين هو التأمين الصحي الحكومي الذي يجب ان يتحول الى إلزامي وشامل؟» أو «أن يسأل عن عدالة الأسعار وجودة الخدمات وسهولة المواصلات؟» «أين يقع حقنا في السكن؟» جميع هذه الأسئلة وغيرها وغيرها مستنكرة غير مستحبة ويتفاجأ البعض ويبالغ بالمفاجأة والاستغراب، وكأننا مواطنون نأكل وننكر، ولا يعقل أن تكون هذه الأسئلة واقعية.

في السياق ...
بات ملحاً أن نرسم خارطة طريق نكون جميعاً شركاء فيها، سواء كيف نقاطع الاحتلال؟ أو كيف ننجز تنمية اقتصادية؟ أو كيف نتغلب على العوائق المبنية أمامنا؟ يجب ان نكون واضحين لا تعصف بنا الرياح، ماذا نريد سياسياً ووطنياً؟ كيف نواجه ما يحاك ضدنا من مؤامرات باتت واضحة التفاصيل؟
وفي سياق المشهد لا بد من الإشارة لأهمية دور السياسيين والاكاديميين والمفكرين والباحثين والدارسين الذين لا يستطيع اي شخص أياً كان أن يحجب حقهم في النقاش حول القضايا السياسة والوطنية والاعتراض والقبول،  ولا يجوز التشكيك بنواياهم لأن نواياهم وطنية لا خلاف حولها.
يجب أن نحدد من هو الذي يحمل معول الهدم ومن يحمل معول البناء ونفرق بينهما وننتصر لذاتنا، شعبنا يمتلك درجة عالية من الوعي، بالتالي لا يجوز ان نتركه رهينةً للشائعات أو الخطب الرنانة ونقدم له الحقيقة دون تجميل أو مواربة، ليبقى معنا ولا يذهب لأصحاب الشائعات، لم يعد هناك متسع لاتهام الناس وهم لا يسمعون حقيقة الموقف الواضح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن قضايانا المفصلية عن قضايانا المفصلية



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca